التعليموظائف و تعليم

من فوائد الادخار مواجهة المصروفات الطارئة

shutterstock 1083387785 | موسوعة الشرق الأوسط

من فوائد الادخار مواجهة المصروفات الطارئة

نعم، فالحياة ليست دائمًا على نفس الوتيرة، فهي ليست دائمًا سهلة وليست دائمًا صعبة، والفرد قد يواجه ضائقة مادية في أي وقت، لذلك يجب عليه توازن بين دخله الشهري ومصروفاته، ويجب أن يكون قد وفر بعض المال من دخله في الأشهر السابقة لحين الحاجة، أو لحالات الطوارئ مثل المرض الذاتي أو مرض أحد أفراد الأسرة، أو لشراء الهدايا وغيرها في المستقبل.

من فوائد الادخار أن يشارك الشخص في الأعمال الخيرية، فقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: `الصدقة لا تنقص المال`. من المؤسف أن نرى الكثير من الناس غير المهتمين بالادخار يواجهون أزمات مالية متعددة ويضطرون لاستدانة المال من الأصدقاء والأقارب بدلا من التوفير وتخصيص جزء من دخلهم لتلك الأزمات. ينطبق هذا أيضا على الشركات التي بعد نجاحها المبهر، يفاجئنا إعلان إفلاسها بسبب العجز المالي وعدم وجود تغطية مالية كافية. في هذا المقال، سنعرض أساسيات الادخار.

ما هو الادخار؟

الادخار هو جزء من الدخل الشهري أو العام المخصص للتوفير، ويتم إيداع هذا المبلغ شهرياً في حساب بنكي أو في مكتب البريد، أو يتم حفظه في مكان آمن بعيداً عن اليد، بهدف تحقيق أحد الأهداف المستقبلية المرتبطة بحياة الفرد، وللادخار عدة أسباب يجب على الفرد أن يدركها ويحددها قبل البدء في التوفير، ونذكرها فيما يلي:

  • الادخار لمواجهة ظروف الحياة وتقلباتها المختلفة، مثل الادخار للمرض – وإن لا قدر الله – أو الادخار لما يُعرف بالنثريات، وهي المصارف التي تنشأ فجأة دون سابق إنذار. وبدلاً من استدانة المال من أحد الأقارب أو الأصدقاء، يدخر الفرد للحفاظ على استقراره المالي وتأمينه من هذه النفقات المفاجئة، والهدف الرئيسي من هذا النوع من الادخار هو تأمين مبلغ مالي كبير.
  • الادخار من أجل تلبية احتياجات شخصية في المستقبل، وهو أشهر أنواع الادخار انتشاراََ، ومنه أن يدخر الشاب جزءاَ من راتبه لشراء منزل ما ليقطن فيه، أو لشراء أثاث منزلياًً، أو أن يدخر لشراء سيارة جديدة، أو للقيام برحلة ما، وغيرها من النفقات المتعددة.
    • فأسباب هذا النوع من الادخار متعددة وكثيرة، والهدف الأساسي لها النوع من الادخار هو أن يقلل الفرد من فترة توظيفه، وبما أننا في صدد الحديث عن شراء بعض الاحتياجات الضرورية للمستقبل.
    • يتفق بعض الأشخاص في الوطن العربي عمومًا على إقامة ما يسمى بالجمعيات الشهرية، وهي نوع خاص من الادخار، حيث يتفق مجموعة من الأشخاص على دفع مبلغ مالي معين كل شهر لفترة محددة للشخص الذي أنشأ الجمعية، والذي يكون عادةً مرتبطًا بجميع أفراد الجمعية المشاركين. ويتم جمع هذه المبالغ من جميع الأفراد وإعطائها لأحد أعضاء الجمعية، وهكذا تتوالى العملية.
  • الادخار بقصد الاستثمار أو الدخول في مشروع تجاري، والهدف الرئيسي لهذا النوع من الادخار هو التقاعد عن العمل وتأمين دخل ثابت يتيح للمرء كسب المال بدون عبء كبير. يمكن استخدام الادخار أيضًا لشراء ممتلكات خاصة أو تجميد الأموال في شكل عقارات أو أراضي ثم بيعها لاحقًا بعد الاستفادة من تغيرات أسعارها، وهذا هو نوع آخر من الاستثمار.

أساسيات الادخار

يُعَدُّ الادخار من العادات الأساسية والهامة في كل منزل، حيث يحمي الأفراد من الأزمات المادية المختلفة والديون. ومع ذلك، يجد بعض الأشخاص صعوبة في توفير المال من دخلهم الشهري بسبب إسرافهم في الإنفاق. لذلك، يجب على الأفراد الالتزام ببعض الأسس في الادخار لتحقيق التوازن المطلوب بين الاعتدال في الإنفاق والتوفير. وفيما يلي، سنذكر بعض التعليمات التي يمكن من خلالها تنظيم الأمور المالية الشخصية :

  • يجب على الفرد كتابة قائمة دقيقة لجميع المصروفات الشهرية التي يتحملها، بما في ذلك تكاليف الطعام والشراب والملابس والفواتير والأقساط وتكاليف العلاج والأدوية وغيرها من المصاريف الروتينية.
  • يقوم الفرد بتخصيص جزء من دخله الشهري أو راتبه للادخار، وقيمة الادخار تختلف من منزل لآخر بناءً على اختلاف الدخل والحاجة للادخار، ولكن متوسط قيمة الادخار تبلغ حوالي 10% من قيمة الدخل الشهري الإجمالي.
  • تساعد الميزانية التي يعدها الفرد مسبقًا في التعامل مع الظروف الطارئة في الحياة، وينبغي على الفرد أن يحتفظ بجزء من المال يغطي مصاريفه لمدة ثلاثة أشهر على الأقل في حالة حدوث مشاكل في الحياة بشكل عام أو في العمل بشكل خاص.
  • ينبغي للشخص الاستفادة من مدخراته بعد أن تصل إلى مبلغ مالي معين، عن طريق استثمارها في أحد المشاريع أو تحسين نفسه من خلال بعض وسائل الترفيه مثل السفر أو شراء سيارة جديدة، أو الانتقال للعيش في مكان أفضل.
  • يصبح الأمر أسهل وأفضل عندما يضع الإنسان هدفه نصب عينيه ويخطط للمستقبل مسبقًا.

فوائد الادخار

لا شك أن للادخار فوائد عديدة، سواء كانت للفرد أو للمجتمع:

فوائد الادخار للفرد

  • يحمي التوفير الفردي من الوقوع في أزمات مالية، ويحافظ على سمعته بدلاً من الاستعانة بالأقارب أو الأصدقاء للحصول على المساعدة أو القروض.
  • يجعل الادخار الإنسان أكثر وعياً بأولوياته واهتماماته الأكثر أهمية بالنسبة له، حيث يتغلب الجانب النفسي على الجانب التبذيري للفرد، ويشعر بالهم الذي يدفعه للادخار لتسديد ديونه، وبالتالي تصبح الأولوية هي تسديد الديون بدلاً من الإنفاق على الرفاهية، ويعزى الفضل في ذلك للادخار.
  • يساعد الادخار الأفراد على وضع أهداف واضحة لأنفسهم والعمل على تحقيقها، ولذلك يدفع الأفراد إلى العمل.
  • يصبح الفرد أكثر استعدادًا لمواجهة ظروف الحياة المختلفة، ويصبح أكثر قدرة على إقراض الآخرين المال في الأوقات الصعبة.

بالنسبة للمجتمع

  • حديثنا يتعلق برجال الأعمال وكبار رجال الأعمال، فهم الفئة التي إذا قامت بإيداع أموالهم المدخرة في الحسابات البنكية وتحفيزها للتجارة، فإنها تقدم خدمات كبيرة لبقية فئات المجتمع، مثل توظيف العديد من الشباب.
  • عند زيادة إجمالي المدخرات، تتاح فرص اقتصادية ذات مصلحة عامة للمجتمع، مثل تطوير الصحراء واستصلاح الأراضي وإعادة تدوير المنتجات وإنشاء خدمات مثل المدارس والمستشفيات التي تعود بالنفع على المدخرات وأفراد المجتمع.
  • توفير المشاريع الكبيرة لرجال الأعمال الكبار يمنح العديد من فرص العمل للشباب.
  • عندما تتم إدارة الأموال المدخرة بشكل جيد واستثمارها بشكل صحيح، يؤدي ذلك إلى زيادة الدخل القومي للدولة بشكل عام، وبالتالي يقلل من نسبة الاستيراد ويجعل الدولة في حالة اكتفاء ذاتي، ويؤدي ذلك في وقت لاحق إلى زيادة نسبة التصدير.

اضرار الادخار

قد يظن البعض بعد ذكر هذه الفوائد العديدة للادخار أنه لا يوجد به عيوب، ولكن هناك عيوب في الادخار، ولكنها قليلة بالمقارنة مع فوائده العديدة، ومن هذه العيوب:

  • يصبح الشخص مضرًا لنفسه عندما لا يدرك أولوياته وأهم احتياجاته، ويفضل اكتناز الأموال على حساب احتياجاته الأساسية مثل الطعام والشراب والملبس.
  • يزداد سوء الأمر إذا كان رب الأسرة الذي يدخر أموالًا شحيحًا، فيتجاهل احتياجات أبنائه ليحتفظ ببعض المال لنفسه، مما يسبب حرمان الأولاد.
  • يمكن للأمور أن تتفاقم وتصل بالأطفال إلى السرقة وهذا أيضًا من أضرار النمط الاجتماعي، حيث تزداد نسبة الجريمة في المجتمع.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى