الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

هل يشترط الوضوء في السعي

هل يشترط الوضوء في السعي | موسوعة الشرق الأوسط

يتساءل الكثير من الأشخاص عما إذا كان الوضوء شرطًا في السعي، حيث يُعد السعي أحد أهم مناسك الحج والعمرة، وأحيانًا ينتقض وضوء البعض أثناء أدائه، خاصة في السعي بين الصفا والمروة، مما يتسبب في القلق بشأن صحة قبول السعي.

يعتبر الوضوء ضروريًا لأداء العديد من الفرائض والشعائر الدينية في الحج والعمرة، لذلك نقدم لك عزيزي القارئ في مقالنا هذا عبر موقع الموسوعة كل ما يتعلق بالسعي وصحته وجوبه وشروطه وكيفية أدائه.

هل يشترط الوضوء في السعي

يبحث العديد من الأشخاص من حين إلى آخر عن المناسك المتعلقة بالحج والعمرة، ويعتبر السعي واحدًا من تلك المناسك التي يؤدونها في كلتا الرحلتين.

  • أحياناً يفقد بعض الأفراد وضوءهم أثناء السعي، مما يجعلهم يتساءلون دائماً عما إذا كان الوضوء شرطاً للسعي أم لا، والإجابة على هذا السؤال هي لا، لا يشترط الوضوء أثناء السعي
  • يعتبر الوضوء شرطًا غير لازم لأداء السعي، ويجوز السعي بدونه ويكتمل بشكل صحيح
  • تم الاتفاق على ذلك من قبل العديد من الفقهاء وأهل العلم مثل الإمام مالك والإمام الشافعي وغيرهم.
  • ينصح باستخدام الوضوء أثناء السعي، على الرغم من أن السعي يجوز بدونه، ولكن الوضوء يعتبر من الأفعال المستحبة خلال السعي.
  • الوضوء يجعل الشخص طاهرًا، ومن المستحب أن يكون المسلمون والمؤمنون دائمًا على حالة الطهارة.
  • وتأكيداً على جواز السعي بدون وضوء، فإنه يسمح للرجل بالسعي سواء كان جنباً أو مُحدثاً.
  • ويجوزُ للمرأةِ سواءً إن كانتْ نفساءً أو حائضاً وتم الاستدلالُ على ذلكَ من قولِ الرسولِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ للسيدةِ عائشةَ عندما ذهبتْ إلى المدينةِ ولم تسعَ بسببِ حيضِها: ”افعلي ما يفعلُ الحاجُّ غيرَ أنْ لا تطوفي بالبيتِ حتَّى تطهُري“.
  • هذا يؤكد عدم اشتراط الوضوء عند السعي في الحج.

السعي بين الصفا والمروة

السعي بين الصفا والمروة هو واحد من أهم الشعائر في الدين الإسلامي، ويجب على الفرد أداؤه خلال الحج أو العمرة، وهو يعتبر من أهم المناسك.

  • ذكر ذلك في قول الله تعالى في الآية رقم 158 من سورة البقرة: `إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ۚ ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم`.
  • كانت السيدة هاجر، زوجة النبي إبراهيم عليه السلام وأم سيدنا إسماعيل عليه السلام، أول من سعى بين الناس في الصحراء بحثًا عن الطعام والماء لإطعام سيدنا إسماعيل.
  • ظلت هذه المرأة تذهب ذهابًا وإيابًا عدة مرات بين جبلي الصفا والمروة حتى أنعم الله عليها ببئر زمزم، ولذلك يُعتبر السعي اقتداءً بالسيدة هاجر.

شروط السعي

يشير الرقم 348 إلى) أن لكل ركن من أركان الإسلام شروط يجب توفرها لتحقيقه، ولتحقيق السعي هناك عدة شروط يجب الالتزام بها، وقد بينها الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الشروط:

  • الشرط الأول:
    1. يجب على الشخص السعي للكمال في أداء المسافة المحددة من قبل الشريعة الإسلامية، ولا يجوز الاقتصار عنها بأي شكل من الأشكال.
    2. كما تم الإشارة إليه من خلال قول الرسول – صلى الله عليه وسلم – `خذوا مناسككم عني`.
  • الشرط الثاني:
    1. يجب اتباع الترتيب الدقيق والصحيح للسعي بين الصفا والمروة، حيث يبدأ المسلم بالسعي من الصفا وينتهي بالمروة، ولا يتم العكس لأنه غير صحيح.
    2. ويأتي هذا تبعًا لوصف الرسول صلى الله عليه وسلم للحج حيث بدأ بالصفا، وذلك وفقًا لقوله: `نبدأ بما بدأ الله عز وجل به، فبدأ بالصفا`.
    3. وقُيل ذلك الحديث عندما كان الرسول خارجًا من المسجد، وأوَّل ما ذُكِر في سورة البقرة هو جبل الصفا.
  • الشرط الثالث:
    1. الشرط هو القيام بالسعي سبعة أشواط وعدم النقص عن هذا العدد.
    2. وذكر هذا بناء على ما ورد عن فعل الرسول، فقد سئل ابن عمر رضي الله عنهما عن رجل طاف بالبيت في عمرة ولم يطف بين الصفا والمروة وهل يجوز له أن يأتي امرأته؟ فأجاب: إن النبي صلى الله عليه وسلم قدم وطاف بالبيت سبع مرات وصلى خلف المقام ركعتين، وطاف بين الصفا والمروة سبع مرات، وكان لكم في رسول الله أسوة حسنة.
  • الشرط الرابع:
    1. يجب أن تكون الأشواط متتالية ولا يجب فصلها بواسطة أي فواصل أو فروق حتى تكون الأشواط متسلسلة.
    2. ويستند هذا الأمر على قول كلاً من المذهب الحنبلي والمالكي، الذين يستشهدون بأفعال النبي – صلى الله عليه وسلم -.
    3. يروي الشافعية والحنابلة بأنه يجوز عدم التوالي في السعي، ويستدلون على ذلك بأن السعي ليس مرتبطًا بالبيت الحرام، ولذلك يمكن أن يكون غير متوالي مثل الرمي والحلق.
  • الشرط الخامس:
    1. يجب أن يتم اتباع الترتيب المحدد للسعي في مناسك الحج أو العمرة، فهو يأتي بعد الطواف مباشرة.
    2. تم استدلال على ذلك من خلال قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “عندما يطوف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحج أو العمرة، يبدأ بالسعي بثلاثة أطوار، ثم يمشي أربعة، ثم يسجد مرتين، ثم يكمل الطواف بين الصفا والمروة.
  • الشرط السادس:
    1. يشترط هذا الشرط وفقًا لقول الإمام بن حنبل، أن يكون هناك نية صادقة لإتمام السعي بشكل صحيح.
    2. يعني أن الشخص يجب أن يكون قادرًا على المشي وأن يتمتع بصحة عقلية جيدة حتى يتمكن من إتمام السعي بسهولة.

طريقة السعي

للسعي طريقة خاصة به يجب على كل مسلم ومسلمة، خاصة المتوجهين لأداء الحج أو العمرة، أن يكونوا على دراية بها، وتتمثل تلك الطريقة في ما يلي:

  1. يبدأ الساحي صلاته بأداء ركعتين لله تعالى خلف المقام الخاص بسيدنا إبراهيم عليه السلام.
  2. ثم يقوم بالذهاب إلى الحجر الأسود ولمسه.
  3. ثم يتوجه إلى جبل الصفا، وعندما يقترب منه يبدأ في تلاوة آية رقم 158 من سورة البقرة.
  4. وبعد ذلك، يبدأ الطواف من مكان الصفا، وفقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “نبدأ بما بدأ الله به.
  5. يصعد الساعي بعد ذلك إلى جبل الصفا حتى يرى الكعبة المشرفة ويستقبل القبلة، ثم يبدأ في ترديد تحميد الله تعالى، ويتبع ذلك الحمد والتكبير وعدة أدعية.
  6. يجب تكرار هذه الأدعية ثلاث مرات، ثم يمكن للشخص أن يبدأ بالدعاء لله وطلب كل ما يريد سواء في الدنيا أو الآخرة.
  7. بعد ذلك، ينزل الساعي إلى المروة ويستمر في المشي حتى يرى العلم الأخضر.
  8. إذا بدأ في الركض، فهذا يعني أنه بدأ يسرع، ويسمى السرعة في هذا الحالة بالرمل، ولكن يجب التأكد من عدم إيذاء أي شخص عند القيام بذلك.
  9. عندما يصل الحاج إلى العلم الأخضر الثاني، يتوقف عن الركض والهرولة ويبدأ بالمشي مرة أخرى حتى يصل إلى جبل المروة.
  10. يتابع حرم المكة بالصعود حتى يتمكن من رؤية الكعبة المشرفة، ثم يبدأ في الاستعداد للصلاة مرة أخرى، ويتكرر ذلك في المشعر الحرام، حيث يوجد جبل الصفا.
  11. تم الاتفاق على عدم حاجة المرأة للركض من قبل العديد من الفقهاء، وذلك لتجنب ظهور عورتها.
  12. يتألفُ السعيُ من سبعةِ أشواطٍ يُبدأُ من الصفا ويُنتهى عند الصفا أيضاً، أي يتمُّ الوقوفُ على الصفا أربعَ مراتٍ وعلى المروةِ أربعَ مراتٍ أيضاً.
  13. وتم ورود ذلك عن الرسول في قوله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا طاف بالبيت الطواف الأول يخب ثلاث مرات ويمشي أربعا، وكان يسعى ببطن المسيل إذا طاف بين الصفا والمروة. وكان ابن عمر يفعل ذلك.

ماذا يقال في السعي

على الساعي المسلم أن يقرأ بعض الآيات والأدعية التي تم تحديدها من قبل الله تعالى والرسول صلى الله عليه وسلم، وتلك الأدعية تشمل ما يلي:

  • يقال عند الاقتراب من الصفا الآية رقم 158 من سورة البقرة: إن الصفا والمروة من شعائر الله، فمن حج البيت أو اعتمر، فلا جناح عليه أن يطوف بهما، ومن تطوع خيرا، فإن الله شاكر عليم.
  • ويقال عند استقبال القبلة سواء عند الصفا أو المروة: يتم نطق الكلمات التالية: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسُبحان الله بكرة وأصيلاً، لا إله إلا الله، وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله وحده، لا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون.
  • التصريح بالشهادتين يقول: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير.
  • ويمكن للساعي أن يقول: تم نقش عبارة ” رب أغفر وأرحم إنك أنت الأعز الأكرم ” بين الرمل في منطقة بين العلمين.

أمر الإسلام بأداء العديد من الطقوس التي تزيد من قربنا من الله العزيز الجليل، وتسهل لنا أيضا أداء العبادات، ومن بين هذه الطقوس السعي، وهو أمر هام يجب أداؤه في الحج والعمرة، ولهذا السبب تم طرح سؤال: “هل الوضوء مشروط في السعي؟”، وقد قمنا بالإجابة والتوضيح في مقالنا لتعم الفائدة على القارئ العزيز.

يمكنك الاطلاع على المزيد من المعلومات حول هذا الموضوع من خلال الآتي:)

المراجع

1

2

3

4

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى