الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

الحكمة من مشروعية الحج والعمرة

Add a heading30 | موسوعة الشرق الأوسط

في هذا المقال، سنوضح لكم حكمة شرعية الحج والعمرة، حيث اختار الله سبحانه وتعالى بيته الحرام كأكثر الأماكن بركة وهدى وأمانًا في جميع أنحاء الأرض، وجعله قِبلة المسلمين ومكانًا لأداء مناسك الحج والعمرة، والتي تُعد الركن الخامس من أركان الإسلام وأعظم العبادات التي فرضها الله على عباده المسلمين. ولتعظيم بيت الله الحرام، فهناك أعمال وشعائر خاصة تؤدى فيه خلال تلك العبادات. ولكن، لماذا شرع الله أداء الحج والعمرة؟ وما هي الحكمة من هذا التشريع؟ سنوضح الإجابات عن تلك الأسئلة في هذا المقال على موسوعة.

جدول المحتويات

الحكمة من مشروعية الحج والعمرة

  • أشار الله تعالى في كتابه العزيز في سورة الذاريات إلى أنه خلق الجن والإنس ليعبدوه وحده دون الشرك به.
  • يتضمن الدين الإسلامي العديد من العبادات، بما في ذلك ما فرضه الله على جميع المسلمين وما جعله مستحبًا.
  • تشمل العبادات التي بنيت عليها أركان الإسلام الصلاة والزكاة والصوم والحج.
  • يحرص المسلمون في جميع أنحاء العالم على أداء فريضة الحج، على الرغم من مشقة الرحلة والتكاليف المالية الباهظة، وهذا يفسر زيادة عدد الحجاج الذين يأتون إلى بيت الله الحرام في الأشهر الحرم وحتى شهر ذي الحجة لأداء فريضة الحج والعمرة.
  • فرض الله سبحانه وتعالى الحج على كل مسلم بالغ عاقل قادر، والمقصود بـ `القدرة` هنا هي القدرة المادية والبدنية، حتى يؤديها المسلم.
  • يوافق أهل العلم على أن الحج واجب على المسلم مرة واحدة على الأقل في حياته، وهناك بعض الحالات التي يجب فيها أداء الحج أكثر من مرة، مثل النذر بأداء الفريضة.
  • يصبح الحج حرامًا إذا كان المال الذي يستخدمه الشخص غير مشروع، ويصبح مكروهًا إذا خرج للحج دون الحصول على إذن من ولي الأمر.
  • تختلف آراء العلماء حول وجوب العمرة، حيث يرى أحمد والشافعي بوجوبها ويدعمهما البخاري، بينما يرى أبو حنيفة ومالك أنها ليست واجبة وإنما هي من السنن المستحبة، وهذا ما رأى ابن تيمية.
  • أما الشعائر التي يتم أداؤها خلال فريضة الحج، فتشمل الإحرام من المواقيت التي حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم الذهاب إلى مكة لأداء طواف القدوم، ثم الذهاب إلى منى لقضاء يوم التروية ومنها إلى عرفات لقضاء يوم عرفة، ثم رمي الجمرات، ثم العودة مرة أخرى إلى مكة لأداء طواف الإفاضة، ثم السعي بين الصفا والمروة، ثم العودة لمكة مرة أخرى لأداء طواف الوداع.

كيف شرع الحج

  • أمر الله سبحانه وتعالى سيدنا إبراهيم عليه السلام ببناء الكعبة، لتكون أول بيت يعبد فيه الناس الله. وفي سورة آل عمران ذكر الله: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين، فيه آيات بينات، مقام إبراهيم، ومن دخله كان آمنا، ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا. ومن كفر فإن الله غني عن العالمين).
  • بمساعدة ابنه سيدنا إسماعيل عليهما السلام، عمل سيدنا إبراهيم على بناء الكعبة دون كسل، تنفيذًا لأمر الله.
  • شرع الله الحج منذ عهد النبي إبراهيم عليه السلام، فقد قال الله في سورة الحج: وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا، وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود).
  • كان الناس يؤدون مناسك الحج منذ ذلك الوقت، ولكنهم ابتدعوا بعض الأعمال في مناسكهم وتخلفوا عن بعضها.
  • تختلف الآراء حول العام الذي فُرض فيه الحج، فقد قال أبو الفرج الجوزي إنه فُرض في العام الخامس من الهجرة، وقال النووي إنه فُرض في العام السادس الهجري، وقال ابن الرفعة إنه فُرض في العام الثامن الهجري، بينما قال الماوردي إنه فُرض في العام التاسع الهجري.
  • على الرغم من ذلك، أدى رسول الله صلى الله عليه وسلم مناسك الحج في العام العاشر من الهجرة.
  • شرع الله الحج والعمرة لأجل عدة مقاصد دينية ودنيوية، وسنستعرضها لكم في الفقرة التالية.

فضل الحج والعمرة والحكمة من تشريعها

  • يعتبر أداء فريضة الحج والعمرة من أعظم الشعائر في الإسلام، حيث يشمل ذلك الطواف والسعي بين الصفا والمروة والوقوف بعرفة ورمي الجمرات.
  • في هذا المكان، يظهر المسلم افتقاره إلى الله، ويرتدي ملابس الإحرام ويتوجه متضرعًا ضعيفًا إلى خالقه، ويتجرد من الدنيا وما فيها من زينة وترفيه، وينفذ أوامره ويتجنب نواهيه.
  • يمكن للمسلم أن يحقق التقوى خلال فترة الحج، حيث يتجنب القيام بالأعمال المحرمة في الإحرام.
  • إلى جانب الوفاء بالركن الأساسي للحج، يسعى المسلم أيضًا لذكر الله وشكره وطلب المغفرة والرحمة منه.
  • هي وسيلة لتقديم الشكر لله على جميع نعمه في الصحة والمال، وتمكن المسلم من استغلالهما فيما يرضي الله.
  • تمثل الحج فرصة عظيمة للتوبة من الذنوب ومحاولة تكفيرها، فعند عودة الحاج من الحج يكون طاهرًا من أي خطيئة.
  • تصبح العبادة في هذا المكان خالصة لله فقط وخالية من أي نية أخرى.
  • الحج والعمرة من وسائل حماية المسلم من الفقر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب.
  • يزداد أجر المصلي في الحرم بمرات عديدة، حيث تعادل صلاة واحدة في المسجد الحرام 100 ألف صلاة في أي مكان آخر.
  • خلال أداء فريضتي الحج والعمرة، يشعر المسلم بمتعة التقرب إلى الله تعالى والعبادة له، ويتعلم أجمل الصفات مثل الصبر والتواضع.
  • في فترة الحج، تتم تنقية القلوب والتعاون على البر والتقوى والسعي لنيل رضا الله عز وجل، وتزول أي مشاعر سلبية مثل البغض والكراهية والحقد.

لماذا فرض الحج

  • أحد المزايا الرائعة لأداء الحج والعمرة هو أنه يزيل أي فروقات بين المسلمين، حيث يجتمعون في مكان واحد للعبادة ويرتدون نفس الزي، وتختفي الفروقات بينهم في الجنس واللون واللغة والوطن، ويشعرون بالمساواة أمام الله بغض النظر عن ثرواتهم ومستوياتهم الاجتماعية.
  • يذكر هذا المشهد المسلمين بيوم القيامة وحالهم الوقوف أمام الله بخوف وتواضع، ويدفعهم للعمل والاجتهاد في حياتهم من أجل هذا اليوم العظيم.
  • يكفر المسلم من خطاياه بالحج وتحمل مشقاته، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه.
  • في موسم الحج، يجتمع جميع المسلمين من العلماء والدعاة والمفتونين، حيث يتعلمون ويدعون ويفتون ويعظون، مما يسهم في تحقيق الفائدة لأنفسهم ولبقية المسلمين.
  • يُعد الحج مجمعًا لصالح الأعمال، حيث يحرص الأغنياء والقادرين على التصدق والإنفاق وإطعام الفقراء، مما يزيد أجرهم وثوابهم عند الله.
  • في هذا المكان المقدس، يتذكر المسلمون ما واجهه الأنبياء والرسل من محن وصعوبات أثناء نشر دعوتهم للعبادة الحقة لله الواحد الأحد.
  • تساعد الرحلة الدينية على تقوية روابط الإخوة بين المسلمين، إذ يتعارفون خلالها ويتم تعزيز مظاهر الوحدة بينهم.
  • لا يقتصر الفائدة التي يحققها المسلمون من أداء فريضة الحج والعمرة على الجانب الروحاني والديني فقط، فالله سبحانه وتعالى أباح التجارة في الحج بشرط عدم التقصير في الأداء والالتزام بالشروط والأحكام، مما يساهم في تحقيق فوائد مادية كثيرة للمسلمين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى