الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

هل هل يجوز للحامل في الشهر الثامن الافطار في رمضان

Dieta in gravidanza | موسوعة الشرق الأوسط

يتساءل كثيرون، وخاصة الحوامل، عن جواز صيام الحامل في شهر رمضان الكريم، وهو الشهر الذي تسعى النفوس فيه إلى تقوى الله تعالى والالتزام بأوامره وترك محرماته. وقد أنزل الله في هذا الشهر الكريم القرآن الكريم، ووعد المؤمنين بالمغفرة والأجر العظيم. ولكن الحامل قد تواجه صعوبات كبيرة في الصوم طوال شهر رمضان الذي يمتد لثلاثين يومًا متتاليًا، خاصة في الشهور الأخيرة من الحمل. فما هو الحكم الشرعي في إفطار الحامل في هذه الحالة؟ يجيب هذا المقال في موسوعة على هذا السؤال، فتابعونا.

جدول المحتويات

هل هل يجوز للحامل في الشهر الثامن الافطار في رمضان

تتحمل الحامل العبء والمشقة التي يترتب على الحمل بمحبة لطفلها، ولكن مع حلول شهر رمضان الكريم، تواجه المرأة حيرة بين مشقة الحمل ورغبتها في الإفطار للحد من الشعور بالإرهاق والتعب. تبدأ التساؤلات في القواعد الشرعية المتعلقة بصيام الحامل خلال هذا الشهر الكريم. ولذلك، نعرض بالتفصيل الأحكام التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بشأن جواز الإفطار للحامل في الشهر الثامن وفي الأشهر الأخيرة من الحمل في رمضان.

  • في العديد من آيات القرآن الكريم، تم إباحة إفطار الحامل في الشهور الأخيرة من الحمل في حالة شعورها بالتعب والإرهاق في الصيام. ومن أمثلة ذلك ذكره تعالى في سورة البقرة، في الآية 184، حيث قال: “أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ.
  • في حديثه الشريف، أشار الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي لا يتكلم بما يشاء، إلى أنما يتلقى وحيا، بأن صيام المسافر والحامل والمرضع يعفى عنهم، وأن الله عز وجل خفف عن المسافر شطر الصلاة، وكما ورد عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديث آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه، “كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به.
  • صرح النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- بجواز إفطار الحامل في شهر رمضان الكريم في حال كانت تواجه صعوبة في الصوم بسبب الحمل، وذلك لأن الله تعالى يترك لهم مجالًا لإفطارهم وإطعام مسكين كل يوم، وهذا الأمر لا يفرض عليهم قضاء الصيام في وقت لاحق.
  • يُظهر الجواز الشرعي الذي أذن به الله تعالى للحوامل، وتأكيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لإفطار الحامل في الشهر الثامن من رمضان، وذلك حرصًا على سلامة الجنين وخوفًا على صحة الأم، وعليه فإن الإفطار عليهن واجبٌ يفرضه الإسلام ويجيزه، بالإضافة إلى رفع تكليف الفدية عنهن، إلا إذا كانت المرأة الحامل في الشهر الثامن قادرة صحيًا على الصوم، فعليها صيام الفرض، إذ أنه من أركان الإسلام الخمسة التي وردت في حديث النبي المصطفى عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، حيث قال: “بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان.
  • يختلف الفقهاء حول الفدية التي تدفعها المرأة الحامل، وذلك بين المذاهب الفقهية مثل المالكية والحنفية والشافعية والحنابلة. وقد تم تقسيمهم إلى فريقين، حيث يرون الفريق الأول المالكية والحنفية وجوب دفع المرأة الحامل فدية في حال فطرت في أحد أيام شهر رمضان الكريم خوفًا على جنينها، حيث يُعتبر الجنين في هذه الحالة شأنًا مماثلًا لأحد أعضاء جسم المرأة، الذي يتطلب الحذر حال شعورها بأي مكروه قد يصيبها بسبب الصيام.
  • هذه الآراء متفق عليها بين المذاهب الإسلامية، ولكن الحنابلة والشافعية يرون ضرورة قضاء المرأة الحامل للأيام التي صامتها في شهر رمضان إذا كانت تخشى على جنينها، ويتم ذلك بإطعام المساكين بمقدار سوم الأيام التي صامتها. وبالتالي، يصبح على المرأة الحامل واجبًا عليها القيام بالصيام والقضاء والفدية.

كفارة إفطار الحامل في رمضان

غالبًا ما يشغل بال المرأة الحامل السؤال عن مقدار فدية الصيام للحامل في حالة إفطارها خلال شهر رمضان الكريم، نظرًا للشعور بالتعب والوهن المرتبطين بالحمل والقلق بشأن صحة جنينها.

  • أوضح مركز الأزهر للفتاوى الإلكترونية عبر حسابه الرسمي، فيما يتعلق بإفطار الحامل في شهر رمضان، أنه يجب على من أفطر في هذا الشهر المبارك بعذر مؤقت أن يقضي الصيام فور زوال هذا العذر، ولا يتم الإطعام إلا في حالة العجز التام عن القضاء، فقد حدد الأزهر هذا النوع من العجز إذا كانت الحامل مريضة بمرض مزمن تمتنع من الصيام معه.
  • قدر بعض الفقهاء فدية الصيام للحامل بإطعام مساكين بعدد الأيام التي صامت فيها، بينما قدر البعض الآخر الكفارة بسبعمئة وخمسين غرامًا عن كل يوم، أو بإطعام مسكين وجبتين من طعامه عن كل يوم صامت فيه الحامل.

ينصح خبراء الطب بعدم الإفطار للحامل في الشهر الثامن ما لم تظهر عليها علامات المرض أو الضرر جراء الصوم، مثل التقيؤ، وفي هذه الحالة إذا أفطرت يجب عليها قضاء الأيام التي أفطرتها قبل حلول شهر رمضان المقبل.

كيف تقضي الحامل صيام رمضان

  • يسمح الله تعالى للحامل بالإفطار، ولكن يتوجب عليها صيام الأيام الأخرى بعد الانتهاء من فترة الحمل وقضاء الأيام التي أفطرت فيها خلال شهر رمضان الكريم، وفي حالة شعور الحامل بالإرهاق والتعب، يجب عليها الإفطار إذا كان الأطباء ينصحون بهذا الأمر، والقضاء على الأيام التي أفطرت فيها بعد الولادة.
  • وقد ذكرت السيدة عائشة رضي الله عنها أنها تصوم في شهر شعبان ما عليها من صيام رمضان، حيث قالت: `كان يكون علي الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان، بتوجيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بأمر من رسول الله`. لذلك، فإنه يجب على جميع الحوامل أن يصومن بعد الوضع واستعادة صحتهن.
  • في حالة عدم وجود عذر، يجب على الحامل في الشهر الثامن الذي صام في رمضان إجراء قضاء ودفع الفدية.

تم عرض جواب واضح لك عزيزتي القارئة حول وجوب الإفطار في رمضان أثناء الحمل في الشهر الثامن أو التاسع إذا شعرت بالوهن والتعب والخوف على الجنين، ويجب القضاء على الصيام بعد هذا الشهر الكريم، مع الالتزام بالاستشارة الطبية والمتابعة مع الطبيب، ويجب على المرأة الحامل تجنب بذل المجهود، ولكن إذا كنتِ قادرة على الصيام، فستحصلين على أجرٍ عظيم وثواب كبير في الدنيا والآخرة، جزاكِ الله خيرًا وجزانا الله وإياكم الأجر والثواب، وتقبل الله منا ومنكم الأعمال الصالحة.

يُمكنكِ عزيزتي الحامل مُتابعة المزيد عبر الموسوعة العربية الشاملة:

ما حكم من أفطر في رمضان بسبب الحمل

المراجع

1-

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى