القواميس و الموسوعاتالمراجع
معنى جور
يتناول موضوع مقالنا التالي معنى كلمة “جور”، وهي كلمة عربية ذُكرت في بعض آيات القرآن الكريم، حيث يقول تعالى في سورة التوبة الآية 6: (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ)، كما ذُكرت في الأحاديث النبوية الشريفة.
في السطور التالية سنوضح معنى كلمة “جور” من خلال المعاجم اللغوية، وسنوضح ما يقصد بها في آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية.
معنى جور
يمكننا تعريف جور في اللغة العربية على النحو التالي:
- (جور : الجور هو المصدر الذي يعني الظلم، وفي حكمه يعني الظلم، ويستخدم أيضًا لوصف الكثير المتجاوز للعادة والصلابة الشديدة والحيوانات الضخمة والسيول الغزيرة والأمطار الغزيرة.
- (جور : يعني جار الرجل طلب العون والنجدة، وجار على أبناء قومه ظلمهم، وجار عن الطريق لم يجد الطريق الصحيح، وجار صاحبه تطول مكثه وتواصله. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: `لا تجار أخاك`، أي لا تطيل الجدال والمناقشة معه.
معنى جور كما ورد في المعاجم اللغوية
تم توضيح وشرح معنى كلمة “جور” في قاموس معاجم اللغة العربية كما سيتم ذكره فيما يلي:
- القاموس المحيط: الجور هو العدل المعكوس والمضاد للقصد، ويشير (قوم جورة) إلى الظالمين، و(جار) المجاور والذي يتمتع بحقوق الجارية لديه حتى لا يتعرض للظلم، والمجير والمستجير، والشريك في التجارة.
- مختار الصحاح: الجور هو الاختلاف عن الحق والقصد، والمجاورة تعني الاعتكاف في المسجد، وزوجة الرجل جارته، والإيجار من فلان يعني أنه أنقذه منه، وإيجار الله يعني أنه أنقذه من العذاب.
- المعجم الرائد: تعني (جور) جمل ضخم، و(جور من الأشياء) الصلب الشديد، و(جور من المطر) الأمطار الشديدة والغزيرة، و(جور مصدر جار) يعني الظلم والانحراف عن الحق، و(عنده من المال الجور) يعني الكثير المتجاوز للحدود العادية.
- المعجم الوسيط: الظلم الشديد والقاسي، والبعير الضخم العنيف، والسيل الغزير، وصرعه فلانا.
- اللغة العربية المعاصرة: الجار الذي يعتدي على أرض أخيه ويتجاوز حدودها، سواء بالخطأ أو بقصد متعمد، يرتكب جريمة السرقة والتعدي، والجار الظالم الذي يتخطى حكم العدل والحق يرتكب جريمة الظلم.
معنى كلمة الجور والظلم
- قال تعالى في كتابه الحكيم في سورة المؤمنون الآية 88 (قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ)، والمقصود من الآية الكريمة هو أن الله تعالى هو المسيطر على كل شيء، وهو الذي ينصر المظلومين والمستضعفين، ولا يمكن لأي شخص منعه أو ظلمه، سبحانه وتعالى.
- في الآية 22 من سورة الجن، يأمر الله تعالى رسوله بأن يقول للكافرين أنه لا يملك صلى الله عليه وسلم ضرًا ولا نفعًا لهم، وأنه لن ينجيه أحد من عذاب الله إذا عصاه.
- حرم الله الحكام على رعيتهم من الظلم والاضطهاد، وأوصى بتطبيق العدل وعدم الانحياز للمصالح الشخصية والهواجس الذاتية.
يقول النعمان بن بشير رضي الله عنه: جاء أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: إني نحلت (أعطيت) ولدي هذا الغلام، فقال رسول الله: `ألك بنون سواه؟`، فقال: `نعم`، فقال: `فكلهم أعطيت مثل هذا`، فقال: `لا`، فقال: `فلا أشهد على جور`.
