التعليموظائف و تعليم

قصص عن الصبر على الفقر

poverty 5aae7f77dcad5b0ede432fc2 | موسوعة الشرق الأوسط

قصص عن الصبر على الفقر

الصبر على الفقر هو أحد أصعب أنواع الصبر التي تتطلب اجتهادًا من الإنسان واختبارًا شاقًا، ويجعله يتقرب من الله بالدعاء والصلاة، ويحاول السيطرة على نفسه والصبر والاحتساب والاستعانة بالله، لأن الله هو الرزاق المعين القادر على حل كل شيء، ويمكن تقديم بعض القصص المفيدة التي يمكن الاستفادة منها إلى حد بعيد.

  • يُروى أن جرير الطبري كان في مكة عندما شاهد رجلاً ينادي في وسط الناس بأنه فقد كيسًا يحتوي على ألف دينار، ويناشد سكان مكة أن يرده إليه، مع وعدهم بالأجر من الله -سبحانه وتعالى- لمن يفعل ذلك. وكان هذا الرجل خرسان، وحثه أحد الحاضرين على تحديد مكافأة مالية لمن يجده، ولأن الفقر كان شديدًا في تلك الفترة، فوضع مكافأة مالية تصل إلى عشرة آلاف ريال، أي ما يعادل مائة دينار. ولكن الرجل الخرساني رفض هذا الاقتراح وقرر أن يترك الأمر لحكم الله، وقال “حسبنا الله ونعم الوكيل.
  • ثم شاهد أبو جرير الرجل الذي اقترح المكافأة المالية لمن يجد الكيس ويعيده، وسمعه وهو يحدث زوجته عن ذلك، ولقد وجد الكيس، وخاصة أنه يخشى عقاب الله، وحثته زوجته على إنفاق هذا المال في بيته وعلى أسرته، حيث كانوا يعانون من الفقر والحاجة، وعليه أن يعتبر هذا الدين ويعيده للرجل إذا حصل على رزق آخر. ورفض الرجل الكبير السن أن يأكل الحرام أو يطعمه لأبنائه، فجاء صاحب الدنانير وحفر في الأرض وأخرج الكيس له، ثم قال له: “خذ مالك، وأسأل الله أن يعفو عني ويرزقني من فضله العظيم.
  • بالنسبة للرجل الذي أعطاه الخرساني الكيس كاملاً، فقد أخبره أن أباه ترك له ثلاثة آلاف دينار قبل وفاته، وأوصاه بإخراج ثلث المبلغ لأحق الناس بهذا المال والمحتاجين إليه، ولم يجد الرجل أحدًا أحق بالمال من حاج إلى بيت الله منذ أن غادر خرسان، وهذا هو ثمرة الصبر على الفقر، حيث أصبح الرجل المسن الذي يحمل ألف دينار في جيبه حلالًا لأنه رفض أن يأكل الحرام، وكرمه الله بأفضل من ذلك.

قصة الرجل العباسي الفقير

يُروى أنّه في عهد الدولة العباسية كان هناك رجل يُعاني من الفقر والحاجة الشديدة، وكان يعيش في بيتٍ سقفه مصنوع من القش، وكان يعيل أسرته التي تضمّ زوجته وأبناءه وأمه العجوز، وكان يتألم بسبب ما يعانيه من الفقر والحاجة وعدم وجود الحيلة، ومع ذلك كان يرفض أي مساعدةٍ ماليةٍ يتلقاها ويتمسّك بالعمل الشاق والتعب والمثابرة لتحسين وضعه.

في يومٍ ما، اقترح عليه أحدهم أن يزرع أرضًا لوالده التي كان يحصد منها ما يكفي لتغطية نفقات بيته، وأثناء حفره للأرض وجد كيسًا مليئًا بالذهب، وعندما أخبر عائلته، قالت له والدته إن هذا الكيس كان لوالده، الذي بحث عنه بشدة وفقده، ولم يجده حتى توفي في حزنه، لكن الله أعطاه هذا الكنز كهدية له لأنه صبر واستغنى عن مساعدة الناس، واعتمد على الله تعالى، وكان واثقًا من أن الله سيساعده، وحمد الله وشكره على فضله، وعاش حياة جميلة وسعيدة مع عائلته، وهذا هو نهاية الصبر على الفقر والابتلاء والاختبار الذي يختبر به الله عباده المسلمين.

حكاية عن الصبر على الفقر

يقال إن رجلاً كان لديه ثروة غير محصورة ويعيش في قصر كبير وفخم، وكان كريماً ويملك ما يكفي من المال، ولكنه لم ينم إلا بعد أن يتأكد من أن الفقراء في الحي والأحياء المجاورة يملكون ما يكفي من الطعام، وكان يتصدق ويساعد المحتاجين، وكان يشعر بالرضا عندما يعرف أن كل بيت في الحي يملك ما يكفي من الطعام.

بسبب ذلك، سخط الحاكم على الرجل واستولى على ثروته وممتلكاته، وأخذ منه أراضيه وممتلكاته. غادر الرجل المدينة فورا وبقي غائبا لمدة عشر سنوات. عاش خلال تلك الفترة في فقر مدقع وتعرض للجوع والفقر. زاره رجل مرة واحدة يطرق باب منزله، يسأله عن ما أعطاه الله. اعتذر الرجل له لعدم وجود أي مال معه، ولكنه طلب منه الانتظار قليلا ودخل المنزل. الرجل الذي يطلب المال تعرف وجهه وتميزه بعد كل تلك السنوات.

وعندما كان الرجل ينتظر، حضر له رجل آخر وقدم له ثوبًا ممزقًا، فقال له: لدي ثوبان، ارتدِ هذا وهذا الثاني لك، وأشهد الله أنني لا أملك غيره، فخذه مني عسى أن يحميك من برد الليل أو يخفف عنك حرارة النهار بسبب مرضك، وقبل الرجل الثوب وغادر من مكانه متجهًا إلى الحي الذي كان يعيش فيه الرجل منذ فترة.

وجد هناك شخص ينادي بين الناس، وقد عرض أمامهم قطعة من الثوب الممزق وسألهم: “هل تعرفون من هو صاحب هذا الثوب؟.” فأجابوا: “إنه يعود لرجل كريم لطالما أعاننا ورعانا وأهتم بأمورنا.” فأخبرهم الرجل أن صاحب الثوب يعاني من فقر شديد ويتواجد في المدينة، وأشار لهم إلى اسم المدينة التي يتواجد بها.

وكان الناس يجمعون ما لديهم من أموال قليلة، ويغادرون مدينتهم متوجهين نحو بيوتهم ليقدموا ما رزقهم الله، ويعرف الرجل أن جزاء الإحسان هو الإحسان، وأن من يعمل الخير ويصبر على قضاء الله ويثق بالله ويكون على يقين تام بأن الله لن يتركه، فسيجد الله بالتأكيد طريقة لتعويضه عن الصعوبات التي يواجهها، وسيكون الجزاء خيرًا وأفضل، ولو بعد حين.

قصص واقعية عن الصبر

يروي القصة أن رجلاً كان ماهرًا في النحت على الخشب، وكان يأتي إليه الناس من مختلف أنحاء العالم ليطلبوا منه العمل لديهم، وكانوا يدفعون له مقابلًا ماديًا يعادل جهده ويزيد عليه. ولكن تعرضت يده للمرض فتوقف عن العمل، وتوقف الناس عن ذكره والتذكر به، وواجه مشاكل مادية ونفسية ومعيشية وكان يمشي في الأسواق حاملاً يده اليمنى المريضة بيده اليسرى، ولا يدري ما يفعل، وكان يطلب من الناس أي عمل وأي مقابل مادي، حتى يستطيع الحصول على قوت يومه، ولكن لم يجد أحد يريد توظيفه وكان الناس ينفرونه.

في يوم ما، التقى رجل مسن، وطلب منه أن يدعو له. فقال الشيخ له: ما الذي أدعو الله لك به؟ فأجابه الرجل: أدعو لي أن أجد وظيفة لأستطيع العيش من خلالها. فسأله الشيخ: بأي عمل تعمل وأنت قد فقدت يديك؟ فأجاب الرجل: إن يدي اليمنى هي المصابة فقط، والناس لا يوافقون على أن أعمل لديهم. فقال له الشيخ: وكيف تعمل وأنت تستخدم يدك السليمة لحمل يدك المصابة؟ اتركها جانبًا، فإن الله إذا أراد خيرًا لها، سيشفيها. أما يدك اليسرى، فاذهب وابحث عن عمل يمكنك العيش به.

اتبع الرجل نصيحة الشيخ، وعندما مر بمرحلة المرض، شفاه الله تعالى بعد عدة أشهر، واستطاع أن يعود لحرفته وعمله الأصلي. وبالرغم من الألم الذي شعر به خلال فترة المرض، فإنه استطاع أن يصبر ويعمل، وكان حصاد عمله مليئًا بالخير والنجاح. وأثبت الصبر على المحن وقوة الإيمان بالله تعالى والدعاء والتوسل أنها تغير كل شيء. ولكن يجب أن يكون القلب سليمًا وأن تدعو الله أن يخرجك من المحنة الشديدة التي تمر بها.

حكمة عن الصبر على الفقر

هناك العديد من الحكم المهمة التي يجب إتباعها وتتعلق بالصبر على الفقر، ويمكن تلخيصها على النحو التالي:

  • لا تجعل الفقر سبب فشلك في الحياة، يتوجب عليك الصبر والتحلي بالصبر والثقة بالله عز وجل، والنشاط والتعلم من جميع تلك التجارب والاختبارات.
  • عدم الاستسلام للفقر والصبر عليه لا يعني التوقف وعدم اتخاذ إجراءات عندما تكون عاجزًا وعدم الانزعاج والعدم الرضا. يجب عليك قبول الفقر والتقرب من الله، والدعاء لإخراجك من هذه المحنة.
  • لا يجب عليك العيش بطريقة يعيشها الكثيرون.
  • الصبر ليس شيئًا نولد به، بل إنه شيء نكتسبه من دروس الحياة والتجارب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى