فضل وايات العفو والتسامح في الإسلام

تحدث هذا المقال عن آيات وحكم العفو والتسامح في الإسلام، حيث يُعتبر العفو صفة نبيلة وحميدة ورُوج لها في جميع الكتب السماوية. دعانا الله سبحانه وتعالى إلى التحلي بالأخلاق الحميدة، والقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة شهدتا بذلك. ويشير العفو والتسامح إلى الصفة نفسها، ويهدفان بشكل عام إلى العفو والتسامح عن الإساءة أو الضرر، مع الطلب من الله سبحانه وتعالى برد هذا الضرر. وأوضح الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم العديد من الآيات التي توضح الأجر العظيم للمتحلين بالعفو والتسامح. يتضمن المقال شرحًا لأهمية العفو والتسامح في الإسلام، بالإضافة إلى تفسير المقصود بهما بشكل بسيط وواضح، وأخيرًا يتم سرد الآثار الناتجة عن تحلي الفرد والمجتمع بهاتين الصفتين.

العفو والتسامح في الإسلام :

آيات عن العفو والتسامح في القرآن الكريم :

تعددت الأيات القرآنية التي وردت بخصوص العفو والتسامح، حيث قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: ( إن تبدوا خيراً أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفواً قديراً) (النساء: 149)، كما قال الله عز وجل: (وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم) (النور:22)، وتوضح هذه الآيات الكريمة عظمة المكانة عند الله سبحانه وتعالى لمن يتحلى بالعفو والتسامح.

المقصود بالعفو والتسامح في الإسلام:

يعني العفو أن يصفح الإنسان عمن يستحق العقاب، ورغم القدرة على فرض العقاب عليه، فإنه يتنازل عن ذلك، وأما التسامح في الإسلام، فيعني التحمل والصبر عند تعرضنا للإساءة، مع الابتعاد عن الانتقام، ومن التعارف السابق يظهر وجود تشابه كبير بين العفو والتسامح، ويتضمنان التسهيل والتجاوز والتطهير من الحقد والكراهية.

الآثار الناتجة عن التحلي بالعفو والتسامح على كلاً من الفرد والمجتمع:

يؤدي التحلي بالعفو والتسامح إلى العديد من الآثار الإيجابية، ليس فقط على الفرد ولكن على المجتمع بأكمله، وسوف نذكر أهم تلك الآثار فيما يلي:

• يؤدي تحلي الإنسان بالعفو والتسامح إلى خلو قلبه من جميع الصفات السيئة التي حذرنا منها الله سبحانه وتعالى، ورسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ومنها: الانتقام، الحقد، الغل، الكره، … إلخ.
• يؤدي اتباع المجتمع للعفو والتسامح إلى نشر الحب والسلام بين جميع أفراده، وهذا بدوره يؤدي إلى تعزيز علاقات المجتمع وتقويتها.
• تتمثل أهم النتائج الإيجابية التي تنتج عن انتشار العفو والتسامح بين أفراد المجتمع في تجنب وقوع أي ضرر أو جرائم أو عداوات، وهذا يحدث نتيجة للإساءة التي تحدث بين أفراد المجتمع.
• من أهم الأثر الناتج عن التحلي بالعفو والتسامح هو زيادة رصيد الإيمان، وزيادة رصيد الحسنات، والله عز وجل قادر على أن يأخذ حق من تعرض للضرر أو الإساءة أو الظلم إن شاء.
• من يتحلى بالعفو والتسامح سيحظى بالفوز بأجر عظيم كما وعد الله عز وجل، وذلك كما قال في كتابه العزيز: `وجزاء سيئة سيئة مثلها، فمن عفا وأصلح فأجره على الله، إنه لا يحب الظالمين` الشورى 40.