بعد عثوره عليها في جوال الوالد.. شاب سعودي ينشر وصية أبيه المتوفي على تويتر

عثر شاب سعودي على وصية كان والده المتوفي قد كتبها قبل وفاته بأيام ولم يرسلها له، وبعد قراءة الابن للوصية تم نشرها على تويتر حيث حازت على تفاعل كبير من المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي.

الشاب السعودي عبدالله الجهيمي حكى القصة كاملة على حسابه في موقع تويتر، حيث قال: “كان جوال والدي -رحمه الله- بحوزتي وهو مغلق منذ وفاته البارحة، اضطررت للدخول إلى جواله للحصول على معلومات في الملاحظات لإنهاء الإجراءات، ولفتت انتباهي هذه الملاحظة التي كتبها وجهها لي، ولم يرسلها لي أو لأي شخص آخر، وكأنه عرف أنني سأجدها وسأقرأها حتى لو بعد حين.

ونشر الجهيمي نص الوصية وهي كالتالي:

بسم الله الرحمن الرحيم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. يا ابني عبد الله، تعبت معك كثيرًا في مرضك، لكن اليوم الاثنين 18 ذو الحجة، استفرغت دمًا وخرج الدم مني، وأشعر بالخمول الشديد ولا يمكنني الحركة، وأشعر أنني قريبة من الموت، وأنا لا أريد أن أخيفك خاصةً أنت لأنني لا أريد أن أراك مهمومًا وتحمل أعباءي، وأنا الآن في الصالة العلوية ولا أحد يرافقني، وأنت في غرفتك. ولكن يا ولدي، أنت بريء مني وأنت ابن صالح، وأحبك كما تحبني وأكثر، يا رب يسعدك بسعادة لا تنتهي، وهذه وصيتي لك، فكن حذرًا واتبعها يا ولدي:

1 / الصلاة الصلاة الصلاة

لا تترك صلاتك ولو كنت على فراش الموت، فقد تفرط فيها كثيرًا، وأوصيك الآن بأهميتها، فهي جنتك ونارك، ولا تنسَ فرضك حتى الفجر وصلاة الجمعة

2 / الله الله في أمك فاطمة

لقد شاركتها التعب والتربية، ولم تقصر معي ولا معك، وقد وصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالبرّ بالأم، فأوصيك بأمك وبرّها، وألا ترفع صوتك عليها، لأنها تنظر إليك كداعم لها بعدي

أوصيك بالاهتمام بأخويك عبد العزيز ومحمد ودراستهما، وتعامل مع عبد العزيز كما لو كنت والده، ولا تنسى أخواتك حنان وبشاير واهتم بهما كما لو كنت أنت المسؤول عنهم أمام الله، خاصة الصغير الضعيف عبد العزيز. وكن لهم العون والدعم والظهر، ولا تنسى أختك مها وساعدها، وأشكر الله أن رزقها بياسر، زوجها الشريف، وهو أيضًا أخوك الكبير وأحبه وأحب أولاده وأنا جدهم.

حضر المناسبات العائلية والجماعية يا عبد الله، كالأعراس والأعياد، ولا تنسَ زيارتهم إذا مرض أحدهم. أنا أبوك ولو كنت لا تحب الخروج من المنزل، ولكنني دائمًا أحضر جميع المناسبات، فأريدك أن تكون محليًا وتحضرهم أيضًا. وأطلب من ابن خالك، عمر بن سعيد، أن يعلمك بأوقات المناسبات؛ لأنه كان يسألني عنك كثيرًا عندما أحضر المناسبات.

من بين النصائح التي يوجهها الأب إلى ابنه، أن يحافظ على علاقته بعمته وخالته ويزورهما بانتظام ليكون مثل ابنهما، ويبقى علاقتهما مستمرة ولا يقطعها أبدًا.

عندما تذهب إلى الرياض، يجب زيارة عمك سعيد، وهذا ما يقوم به أولاد عمك عندما يأتون إلى الشرقية. وفي حال زيارتك لعمك سعيد، فإنه سيكون راضيًا عنك وعن رضاي

أنا أحب عمي صالح الفقيه – الله يرحمه – جدًا، وكنت أراه مثل والدي صالح، وكنت أزوره دائمًا ولم أنقطع عنه حتى توفي، وأسأل الله أن يرحمه، والآن حان دورك لكي لا تقطع عن ابنه الرجل الطيب محمد الفقيه، وأوصيك بزيارته دائمًا وعدم الانقطاع عنه.

8 / يجب تجنب الديْن بشكل كلي، لأن الديْن يدمِّر ويحمل أعباءً كبيرة، يا عبد الله لا تستعير أبدًا، إلا إذا كان ذلك ضروريًا للغاية أو في حالة الحياة والموت الأخرى.

أما الأمور الماليه يا ولدي

أنا، الحمد لله، لست مدينًا لأحد ولا يعرف أحد شخصًا يطلب مني شيئًا، وإذا جاء شخصٌ وزعم أنه يطلبني، فليُطلب منه إثبات ذلك عبر ورقةٍ أو شهادةٍ من رجال الدين، وإذا قدّمها فليُعطَها، ولكن بالله ما عرفتُ شخصًا متدينًا مثله

أتمنى بصدق يا عبد الله أن يمد الله في عمري حتى أشاهدك موظفاً في أرامكو أو في أي مكان كبير، ولكني أشعر بدنو الأجل وأدرك أن هذا مشيئة الله. صدقني يا عبد الله، لقد قدمت لك كل ما أملك وأستطيع، وأنا لا أريد أن أراك تنكسر، ولو كانت لدي زيادة لأعطيتك منها. ولكن الحمد لله، فالله يعينك ويوفقك ويرعاك ويحفظ أمك وإخوتك وأخواتك.

استودعك الله يا ابني البار

18 ذو الحجة وهو 19 اغسطس”.

لقد تفاعل العديد من المدونين مع هذه الوصية، وحظيت بانتشار واسع على تويتر نظرًا لما تحمله من بر الابن لأبيه وبر الأب لابنه ووصاياه التي تأثرت بها نفوس المتابعين.