بدأت مرحلة الفهم والتلقي في عهد
متى بدأت مرحلة الفهم والتلقي؟ سؤال نوضح لك إجابته في موسوعة. تختص مرحلة الفهم والتلقي بعلم التفسير، الذي يشير في معناه إلى العلم الذي يستخدم لفهم معاني القرآن الكريم واستنتاج أحكامه ودلالاته وتراكيبه. كما يشير مفهوم علم التفسير إلى العلم الذي يمكن من خلاله استخراج أحكام القرآن الكريم وفهم معانيها وفقًا لمفهوم الزركشي.
نشأ علم التفسير عند نزول القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ليتم تفسير معانيه وأحكامه، وكان الصحابة من أكثر الناس فصاحة في اللغة العربية، ولذلك كانت لديهم القدرة على فهم آيات القرآن الكريم ومعانيه، وأول مدرسة للتفسير اختصت بتفسير كل ما جاء على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم.
بدأت مرحلة الفهم والتلقي في عهد
- تعد مرحلة الفهم والاستيعاب واحدة من أهم مراحل علم التفسير، حيث تشكل المرحلة الأولى منه، وقد حدثت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
- كان الرسول صلى الله عليه وسلم يوضح المعاني التي لم يفهمها الصحابة في القرآن الكريم، لذلك كان تفسيره للقرآن هو الأساس الذي اعتمد عليه الصحابة.
- شارك بعض الصحابة في تفسير القرآن الكريم وهم: من الصحابة الكرام الذين رضي الله عنهم: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وعبد الله بن مسعود.
- في تلك المرحلة، كان الصحابة يقومون بتلقي عدد محدد من آيات القرآن الكريم لا يزيد عن 10 آيات، كما كانوا يساعدون بعضهم البعض في تفسير المعاني الصعبة في القرآن الكريم.
- تزامناً مع انتشار حركة الفتوحات الإسلامية، أُنشئت العديد من المدارس المختصة بتفسير القرآن والحديث من قبل الصحابة، حيث يتعلم التابعون في هذه المدارس.
- من أبرز المدارس التي تأسست في ذلك الوقت: تشمل المدارس التي أسسها أبو بن كعب في المدينة المنورة وعباس في مكة المدارس التفسيرية.
- استمتع الصحابة بالعديد من المميزات التي جعلتهم قادرين على فهم تفسير القرآن الكريم، ومن بين هذه المميزات فصاحة لسانهم وفهمهم العالي وقدرتهم على فهم نصوص القرآن، بالإضافة إلى كونهم شهود على نزول القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم.
مرحلة كتابة التفسير وتدوينه
- بعد مرحلة الفهم والاستيعاب يأتي المرحلة التالية وهي مرحلة كتابة التفسير، وقد حدثت هذه المرحلة في نهاية عهد الدولة الأموية.
- تم تقسيم هذه المرحلة إلى فترتين، حيث اهتمت الفترة الأولى بعلم التفسير المرتبط بالحديث، وكان كل من سفيان بن عيينة وشعبة بن حجاج من بين أبرز العلماء الذين ظهروا في هذه الفترة.
- في المرحلة الثانية، تم فصل علم التفسير عن الحديث، وكان كل من محمد بن جرير الطبري وابن ماجة من بين أبرز علماء هذه الفترة.
أنواع تفسير القرآن الكريم
انقسم تفسير القرآن الكريم إلى عدة أنواع نوضحها لك فيما يلي:
التفسير بالمأثور
- يعني “التفسير بالمأثور” تفسير معاني القرآن الكريم بناءً على ما ورد في آيات أخرى من القرآن، أو في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، أو بما ورد عن ما قاله الصحابة.
- يعتمد تفسير الأحاديث على وجود دليل شرعي، ولذلك فقد اختص بعض العلماء بتفسير الأحاديث من خلال كتبهم، ومن أبرز هؤلاء العلماء محمد بن جرير الطبري الذي كتب كتاب “جامع البيان عن تأويل آي القرآن”.
تفسير القرآن بالقرآن
من أبرز الأمثلة التي توضح تفسير القرآن بالقرآن ما يلي:
- توضح الآية التالية ما أحله الله وما حرمه في الطعام، إذ تكمل وتوضح الآية الأولى:
- (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلىٰ عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم ۗ إن الله يحكم ما يريد)،
- {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع}.
- توضيح قصة أصحاب السبت في الآية الثانية للآية الأولى:
-
(وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ).
اسألهم عن القرية التي كانت على الساحل وكانوا يعتديون في يوم السبت بصيد الحيتان، فإذا جاء يوم غير السبت لم تأتهم الحيتان كذلك نبتليهم بما كانوا يفعلون من المعاصي.
تفسير القرآن بالحديث الشريف
كما تم ذكره سابقًا، هناك العديد من الأحاديث التي توضح معاني بعض آيات القرآن الكريم، ومن هذه الأحاديث:
- يُفسر الحديث عن آية (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً) كالتالي.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا أحب الله عبدا، يدعو جبريل ويقول: إني أحب فلانا، فأحبه. ثم يحبه جبريل، فيتم النداء في السماء، فيقول: إن الله يحب فلانا، فأحبوه. فيحبه أهل السماء. ثم يوضع القبول له في الأرض. وإذا أبغض الله عبدا، يدعو جبريل ويقول: إني أبغض فلانا، فأبغضه. فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء، إن الله يبغض فلانا، فأبغضوه. فيبغضونه. ثم يوضع البغضاء له في الأرض.
تفسير القرآن بأقوال الصحابة
كما ذكرنا سابقًا، شارك بعض الصحابة المقربين في تفسير آيات القرآن الكريم، ومن بينهم:
- وفقًا لتفسير ابن عباس -رضي الله عنه-، فإن كلمة `أبًا` التي ذُكرت في القرآن الكريم (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا) تعني `أكل الدواب`.
- يفسر عمر بن الخطاب رضي الله عنه معنى كلمة “يكنزون” التي ذكرت في الآية الكريمة (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم) بأنها تعني الأشخاص الذين لا يخرجون زكاة أموالهم.
- تفسير كلمة `تظهرن` في الآية الكريمة `فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين`، بحسب تفسير ابن عباس رضي الله عنه، هي تعني الاغتسال.
التفسير الفقهي
يختص التفسير الفقهي بشرح وتفسير الأحكام الشرعية الموجودة في القرآن الكريم فقط، ويعد كتاب تفسير أحكام القرآن للجصاص من بين أهم مؤلفاته.
التفسير الإشاري
يعني التفسير القائم على استنباط المعاني الغير بارزة في القرآن الكريم، والتي يفهمها العلماء من خلال تفسير الإشارات الدقيقة.
التفسير بالرأي
يُعرف التفسير بالرأي على أنه تفسير يتم من قبل العلماء الذين يعتمدون على أسس ومبادئ التفسير ويجيدون اللغة العربية، ومن أشهر علماء التفسير بالرأي: الزمخشري والنسفي.
ينقسم التفسير بالرأي إلى نوعين أساسيين وهما ما يلي:
التفسير المحمود
يشير مفهوم التفسير المحمود إلى التفسير الصحيح المستند إلى قواعد اللغة والمتوافق مع الشريعة، ويهدف هذا التفسير إلى الهداية.
التفسير المذموم
هو التفسير المضلل الذي لا يعتمد على أساس شرعي ولا يأتي من مصدر موثوق، بل يستند إلى أهواء المفسر وميوله المذهبية.
من الضوابط والشروط التي يجب أن تكون في المفسر
لكي يكون المفسر قادرًا على تفسير آيات القرآن الكريم بشكل صحيح، يجب توفر عدد من الشروط، بما في ذلك ما يلي:
- يجب أن يكون عالمًا بأصول التفسير وأنواعه مثل: معرفة أسباب نزول الآيات، الناسخ والمنسوخ.
- يجب أن يكون المتخصص بأصول الدين وعقائده، ويعرف ما هو واجب وما هو محرم.
- يجب أن يتمتع المفسر بالعقيدة الصحيحة حتى يتمكن من تفسير القرآن الكريم بطريقة صحيحة دون تحريفه أو إيهام الناس بمعان خاطئة.
- ينبغي أن يتم التفسيرُ بدونِ وجودِ دليلٍ شرعي.
- يجب أن يكون لدى المفسر نية الإخلاص لله في تفسير القرآن.
- يجب أن يكون تفسير المفسر خالٍ من الأهواء والانحيازات.
- ينبغي للشخص أن يكون عالمًا بكافة علوم اللغة العربية، مثل علم البلاغة وعلم النحو وعلم القراءات وعلم اشتقاق الكلام.
بالإضافة إلى الشروط السابقة، ينبغي للمفسر أن يتمتع بآداب معينة، ومن بينها:
- يجب أن يتمتع بالأخلاق الحميدة حتى يكون قدوة للآخرين.
- ينبغي على الإنسان الامتثال لأوامر الله وتجنب ما نهانا الله عنه في القرآن الكريم.
- ينبغي التحقق من صحة التفسير الوارد به.
وبهذا نكون قد تعرفنا على إجابة سؤال “هل بدأت مرحلة الفهم والتلقي في عهد؟”، بالإضافة إلى أنواع تفسير القرآن الكريم، وأهم الشروط التي يجب توفرها في المفسر.
وللمزيد يمكن متابعة ما يلي من الموسوعة العربية الشاملة:
- تفسير القرآن بالقرآن هو أحد أصح الطرق للتفسير
- بحث عن علم التفسير ونشأته
- بحث عن علم التفسير والتأويل
- أصح الطرق لتفسير القرآن الكريم .. تفسير القرآن بالقران