النبي الذي خاف على نفسه وبنيه من الشرك هو
يوضح هذا المقال الإجابة عن سؤال النبي الذي خاف على نفسه وبنيه من الشرك، وهو العبادة لغير الله. ويذكر الله في سورة النساء أنه لا يغفر لأحد أن يشرك به، ولكن يغفر ما دون ذلك لمن يشاء. الشرك هو أكبر ذنب يرتكبه الإنسان، وهو عندما يعبد شيئًا آخر سواء كان بشرًا أو جمادًا أو حيوانًا، ويمنح هذا الشيء صفات الله العليا. وهذا الفعل غير مغفور له من الله، ولا يستثنى أحد من الخطأ في الشرك، ولكن بعض الأنبياء التي بعثها الله قبل نزول الإسلام، نبهت الناس إلى خطورة الشرك وحثتهم على تجنبه.
النبي الذي خاف على نفسه وبنيه من الشرك هو
- خلق الله سبحانه وتعالى جميع مخلوقاته، الإنس والجن، لعبادته وحده، فقد قال عز وجل في سورة الذاريات: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ.
- حذَّر الله عباده من الأنبياء والرسل من الوقوع في الشرك، وذلك لأنهم كانوا يحتلون منزلة عالية، وخشوا عليهم أنفسهم من الوقوع فيه، وقد قال الله عز وجل في سورة الزمر: “وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
- سيدنا إبراهيم عليه السلام، الملقب بخليل الله، هو النبي الذي خاف على نفسه وأهله من الشرك، لأنه بلغ عند الله أعلى درجات المحبة التي لم يبلغها سواه وسوى رسول الله صلى الله عليه وسلم
- فقد جاء في سورة إبراهيم: “رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ“.
- في هذه الآية الكريمة، كان سيدنا إبراهيم عليه السلام يطلب من الله عز وجل أن يجنبه وأولاده عبادة الأصنام، لأنه عرف مدى خطورتها.
- تعني الآية أنه يتم التضرع إلى الله لطلب البعد عن عبادة الأصنام لأنها فتنة عظيمة، والكثير من الناس قد تجرب بها، والمقصود هنا هو بنو إسماعيل وإسحاق عليهما السلام، حيث إجاب الله دعاء نبينا إبراهيم وجعل أولاده نبيين، وجعلهم يعتزون بالتمسك بالله والابتعاد عن عبادة الأصنام، ومن الممكن أن يتم التأويل بأن المقصود ببنيه هي ذريته والآتي من صلبه، وهو الرأي الأكثر احتمالاً.
- يشير مصطلح الأصنام إلى كل ما يعبد من دون الله سواء كان على شكل إنسان أو غيره.
- في الآية الكريمة، دعا سيدنا إبراهيم عليه السلام لمكة أن ينعم عليها الأمن والأمان والاستقرار، حتى يتمكن الناس من أداء مناسكهم.
- قاوم سيدنا إبراهيم عليه السلام عبادة الأصنام والشرك بالله، وقام بتحطيم الأصنام لأن في عبادتها خطيئة شديدة حرمها الله على الناس. وفي المقابل، عذبه قومه وألحقوا به أشد أنواع الأذى وحرقوه في النار، ولكن الله جعل النار عليه برداً وسلاماً.
- وعلى الرغم من ذلك خاف سيدنا إبراهيم على نفسه من فتنة الوقوع في الشرك لكثرة الناس الذين وقعوا فيها، فقلبه بين أصبعين من أصابع الرحمن، وقد قال بعض السلف: `ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم`.
لماذا طلب سيدنا إبراهيم من ربه أن يجنبه الشرك
- كان سيدنا إبراهيم عليه السلام يخاف على نفسه من الوقوع في فتنة الشرك، وهو ما مر به جميع الأنبياء، وسار عليه السلف الصالح.
- فقد قال حذيفة رضي الله عنه: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وأما أنا فكنت أسأله عن الشر خشية أن يصيبني.
- كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول كثيرا: `يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك`، وعندما سئل عن ذلك وقالوا له: `يا رسول الله، وإن القلوب تتقلب؟`، أجاب عليهم النبي صلى الله عليه وسلم: `إن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء`.
- كان سيدنا إبراهيم عليه السلام يخاف من فقدان النعمة التي أنعم الله بها عليه، وهي الإيمان به وتوحيده، وذلك على الرغم من أنه كان سيد الحنفاء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- لا يوجد أحد كبير أو صغير إلا ومُعرض للوقوع في فتنة الشرك الأصغر، ومن بينهم الأنبياء والرسل، ومن يعتقد أنه مُعصوم من ذلك فهو جاهل.
- وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخطر ما أخاف عليكم من الشرك هو الرياء، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عنه فأجاب بالرياء.
- يعني أن يظهر العبد بأنه يعبد الله أمام الناس ليحصل على إشادة منهم، وقد تكون هذه العبادة صلاة أو صوم أو حج أو أي عبادة أخرى، وهذا هو ما يسمى بالشرك الأصغر الذي يُعد صاحبه مذنبًا، ويجب أن يكون العمل الذي يقبله الله سبحانه وتعالى من عبده خالصًا.
- خاف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على أصحابه من الشرك، أصحابه الذين آمنوا بالله وأطاعوا أوامره وجاهدوا في سبيله، فكيف لا يخاف على عباد الله منه؟
- يعلم الجميع ما هو الشرك الأكبر ويتحذرون منه بشدة لأنه أعظم الذنوب، أما الشرك الأصغر فهو الذي يقع فيه بعض الناس دون أن يشعروا، سواء بالرياء في العبادات أو الحلف بغير الله أو قول ما شاء الله أو شاء فلان.
فوائد طلب سيدنا إبراهيم تجنب الشرك
عندما طلب سيدنا إبراهيم عليه السلام من الله تعالى أن يحفظه من الشرك، كانت لهذا الطلب عدة فوائد ومنها:
- يعترف خليل الله بخوفه على نفسه وأسرته من الوقوع في فتنة الشرك الأصغر، على الرغم من أنه إمام الحنفية الذي حطم الأصنام بيده.
- تؤكد تلك الآية الكريمة على جواز اللجوء لله الذي هو خالق العبد ولا يمكن للعبد الاستغناء عنه، حتى ينجيه وينجي ذريته من البلاء.
- تعبر دعاء سيدنا إبراهيم عن رغبته في منح مكة الأمن والاستقرار، مما يدل على تفضيله لهذه المدينة عن غيرها.
- يوضح هذا البيان فائدة الدعاء، إذ أجاب الله دعاء خليله إبراهيم وحماه وذريته من الوقوع في الشرك.
- منهج الرسل ودينهم واحد وهو التوحيد بالله.
- تعلمنا من تلك الآية أنه لا يوجد أحد كبير على أي فتنة، وخاصة فتنة الوقوع في الشرك الأصغر، إذ طلب النبي من ربه أن يعصمه من تلك الفتنة.
- يتيح الخوف من الشرك العديد من الفوائد، حيث يجعل الفرد يفهم أنواع الشرك لكي يتجنبها، ويتعلم التوحيد وأنواعه، مما يجعله يخشى الشرك ويهرب منه، ويحرص على طاعة الله دائمًا لينال رضاه، وإذا أخطأ استغفر ربه لأنه يدرك مدى حاجته للتوبة.
أنواع الشرك
للشرك نوعان، الشرك الأكبر والشرك الأصغر، وهما على النحو التالي:
الشرك الأكبر
يشير هذا المصطلح إلى الشرك الذي يؤدي بصاحبه إلى النار، ويتضمن الشرك عدة أنواع:
- الشرك في الربوبية: أي اعتقاد للإنسان بوجود شريك لله يكتسب نفس صفاته في التصرف في الكون بأي شكل يشاء.
- الشرك في الألوهية: أي استنزاف الإنسان لعبادته لغير الله عز وجل، يجعل شريكًا لله في العبادة ويتقرب من هذا الشريك بعبادته، ويتجلى ذلك في عبادة الأصنام والأوثان والتوسل بأصحاب القبور.
- الشرك في الأسماء والصفات: أي اعتقاد الإنسان بوجود شخص يتمتع بصفات الله، مثل القدرة على فعل أي شيء ومعرفة الغيب.
الشرك الأصغر
وهو أقل درجات الشرك الأكبر، وصاحبه يأثم به، ولكنه لا يخرجه من دين الإسلام. يغفر الله سبحانه وتعالى لمن يتوب عن هذا الذنب قبل وفاته، وأما من يموت وعليه هذا الذنب ولم يتوب منه، فيغفر الله له أو يعاقبه عليه إن شاء، ثم يدخله الجنة. ويعد من أمثلة الشرك الأصغر ما يلي:
- الحلف بغير الله: الحلف بغير الله بمخلوق أو بجمادة هو من الذنوب التي يرتكبها الكثيرون دون قصد، حيث يحلفون بها لكسب صبغة أقوى في عين الآخرين، ويعتقدون أن ذلك يجعل الناس يصدقونهم، في الواقع يجب عليهم أن يقسموا بالله فقط، وهذا ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءه يهودي يحلف بغير الله، فأمره بأن يقسم برب الكعبة ويقول “ما شاء الله ثم شئت” بدلاً من ذلك.
- الرياء: إذا قام الشخص بأي عمل من العبادات أو الطاعات لكي يحصل على ثناء الناس عليه أو مكانة اجتماعية أو درجة عالية، فلن يكون ذلك خالصًا لوجه الله تعالى.
وصلنا في نهاية هذا المقال إلى إجابة سؤال النبي الذي خاف على نفسه وبنيه من الشرك، بالإضافة إلى شرح فوائد طلب سيدنا إبراهيم تجنب الشرك، وأنواع الشرك المختلفة، ويمكن متابعة المزيد من المقالات المفيدة على موقع موسوعة العربية الشاملة.
للمزيد يمكن الإطلاع على
- من انواع الشرك الخفي
- الشرك في الالوهيه شرك اكبر لا يخرج من مله الاسلام
- حكم الشرك الأكبر
- ما هو الرياء وهل هو نوع من انواع الشرك
المراجع