الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما هو الرياء وهل هو نوع من انواع الشرك

Add a heading162 | موسوعة الشرق الأوسط

ما هو المرائي وهل هو شرك بالله؟” سنجيب على هذا السؤال في مقالنا في هذه الموسوعة، حيث قد يختلط معنى المرائي والنفاق في ذهن بعض الأشخاص. فالنفاق هو عرض شيء مختلف عما يفكره المرء، بينما المرائي يأتي من الرؤية، ويعني أن الشخص يسعى ليشار إليه بالإيجابية بسبب أفعاله، وهذا يجعل الآخرين يعتبرونه شخصا يفعل الخير من أجلهم.

الأفعال الخيرة تتوافق مع الدين والأخلاق والعادات والتقاليد، ويجب القيام بها بنية صادقة وليس للرياء، وعدم ترك الطاعات خوفًا من الرياء، وسنتحدث في هذا الصدد عن أنواع الرياء وأمثلة عنه والأحاديث المتعلقة بالرياء.

ما هو الرياء وهل هو نوع من انواع الشرك

منعنا الله تعالى من الرياء في أداء الأعمال، خوفًا على قلوبنا من أن يدخل فيها السوء، فإن الرياء يظلم القلب ويضر الإنسان ويؤدي إلى إضاعة حسنات المسلمين. وقد قال الله تعالى في سورة النساء في الآية 142: “إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا.” وفي هذا المقال، سنستعرض التعريفات المختلفة لمفهوم الرياء:

  • الرياء هو الشرك الأصغر الذي لا يخرج المسلم عن الدين الحنيف.
  • الرياء هو فعل يقوم به الإنسان، ويُعرَّف بأنه الأفعال التي يقوم بها الشخص لإظهار أنه صالح ومتقوِّ عند الناس، وذلك للحصول على الإعجاب والثناء والسمعة الطيبة، ويستخدم الرياء لتحقيق مصالح شخصية وليس لأجل الله، ويتحدث الناس عن هذه الأفعال ويذكرون اسم الشخص المرتكب لها.
  • الرياء هو الفعل الذي يتنافى مع النية التي يخفيها الفاعل، حيث تتعارض أفعاله مع ما يحمله من نوايا، ويتمثل ذلك في أن الأعمال التي يقوم بها الشخص والتي تظهر أمام الناس تختلف عن نواياه الحقيقية.
  • يعتقد البعض أن الرياء هو القيام بأفعال بهدف الحصول على ثناء الآخرين أو الاعتراف بإنجازاتهم والحصول على الإطراء والثناء، ولا يكون الهدف من هذه الأفعال هو مرضاة الله العز والجل، ولذلك فإن هذه الأفعال لا تُقبل من الله العز والجل، حيث تتعارض مع ما يدور في القلب وتختلف عن النوايا الصادقة.
  • وفقًا لتعريف قاموس المعاني الجامع، يمكن تعريف الرياء على أنه تظاهر الشخص بأفعال ومواقف تخالف ما يعتقده حقًا، بهدف الحصول على إعجاب الآخرين.
  • يُعرَّفُ الرياءُ اصطلاحًا بأنَّهُ القيامُ بالأفعالِ الجيدةِ كأداءِ العباداتِ بهدف حصدِ الإعجابِ ونيلِ السمعةِ الطيبةِ من الآخرين، بالإضافةِ إلى حصولِهِ على التعظيمِ من الناس، مما يجدهُ البعضُ نوعًا من الحصولِ على التقديرِ والحصولِ على السمعةِ الطيبةِ بين الناس.
  • فالإعجابُ الشخصيُّ بالنفسِ هو من أنماطِ وأشكالِ الرياءِ، فيجبُ أنْ نحذرَ النفسَ من الوقوعِ في الرياءِ.

أحاديث عن الرياء

يعتبر الرياء من السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها المسلمون، حيث لا يقبل الله منهم أعمالهم التي تتعارض مع نياتهم. فهو يعتبر إشراكًا للآخرين في الأعمال التي يقوم بها المسلم لله، ويحرم من الثواب والأجر العظيم، ويترك الله له إعجاب الناس. وقد حذرنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من خطر الوقوع في الرياء في العديد من الأحاديث التي سنتطرق إليها فيما يلي:

  • قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث القدسي الذي يرويه عن الله عز وجل: “أنا أغنى الشركاء عن الشرك، فمن عمل عملاً أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه”.
  • كما جاء في الحديث الصحيح: `مَن سمَّع سمَّع الله، ومَن رَأَى رَأَى الله به`.

أنواع الرياء

يتسائل بعض الناس عما إذا كان للرياء أنواع مختلفة، وهم غير على دراية بأن الرياء يأخذ أشكالًا وأنماطًا مختلفة يتبعها الأشخاص الذين يريدون الحصول على إعجاب وثناء وشكر على أعمالهم العبادية التي يقومون بها لله تعالى. فماذا عن تلك الأشكال التي يجب على المسلمين تجنبها لتحظى أعمالهم بقبول الله تعالى والصعود إلى مراتب أعلى؟:

  • الرياء هو أن يتحدث المسلم بما لا يشعر به في قلبه ولا ينوي فعله، بالإضافة إلى عدم توافق الأقوال مع الأفعال، حيث ينصح الآخرين بالتوبيخ والنصيحة في الأمور الدينية والدنيوية، في حين أنه لا يتقي الله في قوله وفعله، ويدين كل من يرتكب المعاصي ويأسف على فعلها.
  • الرياء هو إظهار التفوق في الدين أو مجالسة العلماء، بحيث يوصف الشخص بأنه ناسك عابد متصوف مطيع، بينما لا يتبع تعاليم الإسلام في سلوكه وخُلقه، كما أنه لا يتسامح ولا يهتم بالآخرين، بالإضافة إلى أنه يسعى إلى الانضمام إلى دائرة العلماء فقط ليتفاخر بما يفعل وبما يتحدث به في كل مجلس ليبرز علمه وما يحمله من معرفة عن الشيوخ والأساتذة في مجالات مختلفة.

الرياء في العمل

الرياء يُفسد الأعمال الصالحة التي يقوم بها المسلم في أداء الفروض والطاعات، ويُنبغي أن لا يتم قبول الأعمال التي تكون نواياها هي إرضاء الناس أو لفت انتباههم، ويشمل ذلك العديد من الأعمال التي سيتم ذكرها فيما يلي:

  • الرياء هو عمل الأعمال الدينية مثل الصلاة والصيام والطاعات والأعمال الخيرية بنية الحصول على إعجاب الناس والسعي لنيل السمعة الطيبة والمكانة الجيدة في المجتمع. فمن يطيل السجود بنية الحصول على تقدير الناس، أو يجاهد في سبيل الشهرة وليس في سبيل الله، فإن ذلك لا يجلب له إلا النار والعذاب. وقد روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أول الناس الذين يحاسبون يوم القيامة هو رجل استشهد، فيأتي به ويعرفه بنعم الله عليه، فيسأله ماذا فعلت بها؟ فيقول: قاتلت في سبيل الله حتى استشهدت، فيقال له: كذبت، ولكنك قاتلت لكي يقال عنك جريء، فقد قيل، ثم يُأمر به فتسحب على وجهه حتى يلقى في النار.
  • الرياء بإظهار التعب يعني أن البعض يقوم بإظهار المرض والتعب والإرهاق نتيجة للقيام بالطاعات والجهر بالقول بالخوف من الله وعذاب الآخرة، وذلك رغبة منهم في الحصول على إطراء من الناس ولفت انتباههم، على الرغم من اختلاف ما يسرون به عن ما يبطنونه في قلوبهم.
  • يعد الرياء في الهيئة الخارجية، مثل عدم النظر إلى الآخرين وتجاهلهم أثناء الكلام، من الورع والتقوى، كما أن عدم ارتداء الملابس الفاخرة يعود بعض الناس إلى الزهد في الحياة.
  • هناك بعض الأشخاص الذين يفضلون ترك آثار السجود على وجوههم، لأنه يتم وصفهم بأنهم عابدون ناسكون.

علاج الرياء

يعتبر الرياء السم الذي يدخل إلى القلب ويفسد كل الصفات الجميلة التي يحملها الإنسان من نقاء وطهارة وشفافية، لذا نبحث من خلال هذه السطور عن الطرق الأسهل للتخلص من الرياء ومعالجته:

  • يمكن للمسلم أن يقترب من الله من خلال الدعاء والاستغفار في السر، ويبتعد عن الأقوال والأفعال التي يتباهى بها أمام الناس للحصول على إعجابهم، لأن الله هو الذي يستحق الإشارة والتقدير.
  • يتم التركيز على العبادة في ساعات الليل الأوسط وتجنب الظهور أمام الآخرين في أثناء العمل بالعبادات.
  • ينبغي التركيز على أن جميع الخلق في امتحان، وإما أن يتم قبول الأعمال ويُكلل بالنجاح أو يُرفض من قِبل الله، فلنختار أيهما نريد.
  • يجب البحث عن العواقب التي تنتج عن الرياء، حيث أن الله لا يقبل الأعمال الذي يريد بها العبد تحقيق إعجاب الناس، وبسبب ذلك، لا يحظى الشخص بالخيرات في الحياة، ولا يتحقق له طموحاته وأمانيه، وإذا تحققت وسلك هذا الطريق دون عوائق، فإنه سيعاقب في الآخرة بالحرمان من النعيم الأبدي.

عرضنا من خلال مقالنا إجابة وافية عن ما هو الرياء وهل هو نوع من انواع الشرك بالله، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أنواع الرياء وعلاجه، يمكن للقارئ العزيز متابعة المزيد من المعلومات عبر الموسوعة العربية الشاملة بقراءة بحث عن تعريف الرياء كامل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى