المشي الى الصلاه بسكينه ووقار من اسباب الخشوع في الصلاه
لماذا يعد المشي الى الصلاه بسكينه ووقار من اسباب الخشوع في الصلاه ؟، سؤال نستعرض لك إجابته في هذا المقال من موسوعة، يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم في سورة المؤمنون (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)) إذ أنه من أبرز صفات المؤمنين خشوعهم وتذللهم لله في الصلاة، ويشير معنى الخشوع إلى التضرع إلى الله وأن يخضع القلب وكافة جوارح المصلي لله عز وجل فيستشعر معاني الآيات التي يتلوها وكل ما يقوله في جميع أركانها، فيشعر بلذة القرب من الله.
يعد الخشوع في الصلاة أحد أهم ما ذكر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فبدونه لا يشعر المصلي بالمعنى الحقيقي للصلاة التي يرتكز مفهومها الأساسي حول الصلة بالله عز وجل، ويتمثل فضله في مغفرة ذنوب الصغائر وتعزيز حب الصلاة، والتي تصبح بالتالي عبادة حقيقية وليست مجرد عادة يومية.
ما حكمة المشي الى الصلاه بسكينه ووقار من اسباب الخشوع في الصلاه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو هريرة رضي الله عنه: “إذا سمعتم الإقامة، فامشوا إلى الصلاة وعليكم بالسكينة والوقار، ولا تسرعوا، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا”. وروى أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا كان ثوب للصلاة، فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وعليكم السكينة”. فالمشي بسكينة ووقار إلى الصلاة هو من أهم ما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أمر مهم لتحقيق الخشوع في الصلاة.
أشار العلماء إلى أن سبب عدم التسرع في الصلاة يعود إلى الحاجة إلى الاسترخاء والاستعداد للصلاة، حيث يساعد هذا الاسترخاء المصلي على التركيز والتأمل في الصلاة والتحلي بالخشوع فيها. ومن الأمور المكروهة في الصلاة هو الركض والتسرع في الوصول إلى الصلاة، سواء كانت للفرد أو للجماعة، حيث يؤدي ذلك إلى فقدان الطمأنينة والاسترخاء اللازمين للصلاة، وقد يترتب على ذلك فقدان الخشوع والتركيز في الصلاة، كما أن التسرع في الصلاة يمكن أن يؤدي إلى الإسراع في أداء الأركان الصلوية وبالتالي يفقد المصلي الشعور بالسكينة.
إن الشعور بالسكينة والطمأنينة هو جزء من أهم أركان الصلاة، وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بأداء جميع أركان الصلاة بسكينة واطمئنان، وذلك كما ذكر في حديثه الشريف: “اركع حتى تطمئن راكعًا، ثم ارفع حتى تعتدل قائمًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، وافعل ذلك في كل صلاتك بأكملها.
حكم الصلاة بدون خشوع
اتفق العلماء على أن الصلاة بدون الخشوع لا تبطلها بشكل أساسي، لكنها تقلل من أجر المسلم في الصلاة، ولكن على المصلي الذي يؤديها بدون الخشوع المطلوب أن يبذل جهده لتحقيق الخشوع فيها حتى يحصل على أجرها الكامل، فإن المصلي الذي ينشغل بأمر آخر يفقد جزءًا من أجره في الصلاة.
كيفية الخشوع في الصلاة
بالإضافة إلى المشي إلى الصلاة بسكينة وخشوع، يمكن للمصلي الاستعانة بعدد من الوسائل الأخرى التي تساعد على تحقيق الخشوع في الصلاة، وتشمل ما يلي:
- يشعر الإنسان بالقرب من الله ويرتقي إلى مستوى الخشوع والإذعان له.
- يتم التركيز خلال الصلاة وتجنب التفكير في أي شيء يلهي الانتباه عنها، حيث تعتبر الصلاة أهم من أي تشتت في الدنيا، حيث إنها مؤقتة وتنتهي.
- يتم التركيز على معاني آيات القرآن الكريم التي تتلى في الصلاة، وعلى الأقوال التي ينطق بها المصلي منذ التكبير وحتى التسليم.
- ينصح بتجنب الصلاة في مكان مزدحم أو مشتت للانتباه، ويجب أن يكون المكان هادئاً وخالياً من الضوضاء، ولا يجب وجود أي شيء ملفت للانتباه أو محفور على الحائط أمام المصلي.
- يجب أن يراعى موضع السجود خلال الصلاة والامتناع عن الالتفات يمينًا أو يسارًا.
- ينصح بتجنب الحركة أثناء الصلاة، حيث قد تشغل المصلي عن التركيز.
- يجب تجنب ارتداء أي شيء يشتت انتباه المصلي خلال الصلاة.
- ينبغي تلاوة آيات القرآن الكريم بتأنٍ ودون عجل حتى يتسنى للمصلي تدبر معاني الآيات.
- التَّنَوُّع في قِراءة الآيات بين كُلِّ صلاة وأُخْرَى.
- يجب تجنب الصلاة إذا كنت تشعر بالحاجة للتبول أو التبرز، أو إذا كنت تشعر بالجوع، لأن ذلك يشتت تركيز المصلي ويجعله يفكر في مشاعره الشخصية، ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا في حديثه: “لا صَلَاةَ بحَضْرَةِ الطَّعَامِ، ولَا هو يُدَافِعُهُ الأخْبَثَانِ.
- ينصح بتجنب الصلاة في حالة النعاس والرغبة في النوم، وفقًا للحديث الشريف: إذا نعس أحدكم في الصلاة فلينم حتى يعلم ما يقرأ.
- يُنصح بتجنب الصلاة في درجات حرارة مرتفعة جدًا التي تؤثر سلبًا على التركيز في الصلاة، ويُفضل تأجيل الصلاة إذا كان ذلك ضروريًا للمصلي.
- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم قبل البدء في الصلاة وذكر دعاء الاستفتاح الذي يعد من السنن.
موانع الخشوع في الصلاة
- يجب الإسراع في أداء الصلاة بكافة أركانها وعدم التطويل فيها.
- تجنب الأفعال الغير ضرورية مثل اللعب باللحية أو فرقعة الأصابع.
- الصلاة بقدمين ملتصقتين.
- الالتفات بالنظر إلى جهة اليمين أو اليسار أو النظر إلى الأعلى، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: “سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَنِ الِالْتِفَاتِ في الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ: هُوَ اخْتِلَاسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ صَلَاةِ الْعَبْدِ.
العبث بالساعة أثناء الصلاة ليس من مكروهات الصلاة
يتساءل الكثيرون عما إذا كان التلاعب بالساعة أو الملابس أو الأظافر خلال الصلاة يعد من المكروهات أم لا. وأشار العلماء إلى أن مثل هذه الحركات التي يتم القيام بها خلال الصلاة لا تجعلها باطلة، ولكنها تعد من المكروهات لأنها تشتت انتباه المصلي، وإذا استمرت هذه الحركات بشكل مستمر طوال فترة الصلاة، فقد يؤدي ذلك إلى إبطال الصلاة ويتعين على المصلي إعادتها.
حكم البكاء أثناء الصلاة
أوضح العلماء أنه يجوز للمصلي أن يبكي أثناء الصلاة بسبب الخشوع الشديد. فقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يبكي في صلاته، وكان صوت بكائه يشبه صوت أزيز المرجل. ومن الصحابة الذين كانوا يبكون في صلاتهم الخليفة أبو بكر الصديق والخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. ومع ذلك، إذا كان المصلي يبكي بصوت مرتفع أثناء الصلاة الجماعية، من الأفضل أن يحاول تخفيض صوته حتى لا يؤثر ذلك على خشوع وانتباه المصلين.
حكم التثاؤب أثناء الصلاة
أفتى العلماء بأنه يجب على المصلي وضع يده على فمه عند التثاؤب في الصلاة، لأن التثاؤب من المكروهات في الصلاة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: `إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب`، وذلك لأن التثاؤب من أعمال الشيطان، كما أنه يعد إشارة إلى الخمول، فمن الأفضل أن يحرص المصلي على الحصول على قسط جيد من النوم والاسترخاء حتى يستطيع أن يؤدي صلاته بدون الشعور بالكسل.
وبهذا قد أوضحنا لكم الحكمة من المشي إلى الصلاة بسكينة ووقار كونها من أسباب الخشوع في الصلاة، بالإضافة إلى حكم الصلاة بدون خشوع وأسباب تعزيز الخشوع وأسباب ضعف الخشوع، وكذلك استعرضنا موانع الخشوع وحكم اللعب بالساعة أثناء الصلاة وحكم البكاء والتثاؤب في الصلاة.
ولقراءة المزيد من المعلومات عن الصلاة يمكنك الإطلاع على المقال التالي من الموسوعة العربية الشاملة:
المراجع
