الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

هل عقوق الوالدين من الكبائر

هل عقوق الوالدين من الكبائر | موسوعة الشرق الأوسط

عندما يتم ذكر الكبائر، كان المسلمون في جميع أنحاء العالم يرتعدون خوفًا من أعواقب فعلها وعقاب الله، بما في ذلك عقوق الوالدين. ولكن الآن، نرى أن معظم المسلمين يرتكبون المعاصي والذنوب، سواء كانت من الكبائر أو الصغائر، ويفعلون ذلك بدون أخذ الحساب ليوم القيامة. في هذه المقالة، سنتعرف على ما إذا كان عقوق الوالدين يعد من الكبائر أم لا، من خلال مقالنا على موسوعة.

جدول المحتويات

هل عقوق الوالدين من الكبائر

النبي صلى الله عليه وسلم حرم العديد من الأفعال الكبرى والصغرى على المسلمين، وبالنسبة لسؤال هل عقوق الوالدين من الكبائر؟ الإجابة هي `نعم` .

  • يعتبر عقوق الوالدين من أكبر الذنوب المحرمة على المسلمين، حيث تتضمن النصوص الكثير من التحريمات على العقوق وقطيعة الرحم، سواء كانت في الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية الشريفة.
  • في سورة الإسراء الآية 23، ذكر الله تعالى بأنه يجب علينا أن لا نعبد إلا إياه وأن نحسن معاملتنا لأبوينا، سواء كان أحدهما يتجاوز في العمر أو كليهما، وعلينا أن لا نقل لهما أي كلمة سيئة ولا ننهرهما، وأن نتحدث معهما بكلمات لطيفة وكريمة، وهذا ما أمرنا به الله تعالى في كتابه.
  • فعلى الابن ألا يحتقر أي كلمة من كلمات الفقراء، حتى ولو كانت بسيطة، فإن الله نهانا عن ذلك. بالعكس، يجب أن يتحلى بالصبر والاحتساب عندما يتعامل مع والديه، وذلك يعتبر ردًا على صبرهما وتربيتهما الجيدة له.

إياكم وعقوق الْوَالِدَيْنِ

  • الله تعالى أمرنا في كتابه الكريم بعبادته وعدم شرك أي شيء معه، وبإحساننا وبرنا لوالدينا، وحثنا رسوله الكريم على حسن معاشرتهما والإحسان إليهما مهما كبرا ومهما كانت متاعب حملهما.
  • فأمرنا الله بمصاحبة الوالدين بالمعروف، حتى لو كانا كفارًا، ونهانا عن معاقبتهما أو إظهار الاستياء منهما، فإن الله يعاقب عاق الوالدين في الدنيا قبل الآخرة، كعقوبة على ما فعله بهما، وكعقوبة على عدم اتباع أوامر الله، وبر الوالدين هو واحد من أشكال العبادة والتقرب إلى الله.
  • وجد النحاة وعلماء اللغة والفقهاء تعريفين لعقوق الوالدين، الأول هو التعريف اللغوي والثاني هو التعريف الاصطلاحي.
    • العقوق لغا: يأتي مصدر لفظ العقوق من الكلمة العربية عق، والتي تعني قطع، وفقهيًا فإن العقوق يعني قطع الأرحام، وعصيان الوالدين هو الخروج عن أوامرهما بالقول والفعل.
    • العقوق اصطلاحا: العقوق هو كل ما يسبب أذى للوالدين سواء بالقول أو بالفعل.

حديث عن عقوق الْوَالِدَيْنِ من الكبائر

  •  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: “ألا أخبركم بأعظم الذنوب؟” قلنا: بالتأكيد يا رسول الله. قال: الشرك بالله، وعقوق الوالدين.” وكان جالسا، ثم جلس وقال: “ألا وقول الكذب، وشهادة الكذب، ألا وقول الكذب، وشهادة الكذب”. وظل يكرر هذه العبارة حتى قلت: “لن يتوقف.
  • أكد رسولنا الحبيب، صلى الله عليه وسلم، أن عقوق الوالدين هو من أكبر الذنوب المحرمة على المسلمين. وبالإضافة إلى ذلك، حرم الله الجنة على من يعصي والديه، حيث يقول رسول الله في حديثه: `لا يدخل الجنة من عق والديه، ولا مُدمن خمر، ولا منافق`.
  • وكما أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن الله يؤجل عقوبة كل ذنب إلى يوم القيامة إذا شاء، باستثناء العديد من الذنوب التي يعاقب الله صاحبها في الدنيا قبل الآخرة، مثل عقوق الوالدين وفقًا لنص رسول الله الذي يقول “إن الله يؤجل عقوبة كل ذنب إلى يوم القيامة إذا شاء، إلا البغي وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم، فإنه يعجل عقوبتها في الدنيا قبل الموت.

أضرار عقوق الْوَالِدَيْنِ

حرّم الله على المؤمنين عقوق الوالدين، بغض النظر عن سبب العقوق، حتى لو كان الأبوين يشركون بالله. فعلينا أن نطيع الله ونمتنع عن عقوقهما وإساءة معاملتهما، ولكن يحث الله المؤمنين على برهما ومصاحبتهما بالمعروف والإحسان إليهما. وكما ذكرنا سابقًا، فإن الله يؤجل عقوبة الذنوب في الدنيا إلى يوم القيامة، ولكنه يعاقب العاق على عقوقه لوالديه في الدنيا قبل الآخرة، ولذلك فإن عواقب عقوق الوالدين متعددة ومنها الآتي:

  • يعد إساءة الابن لوالديه من أسوأ أنواع العصيان والتمرد، ويؤدي ذلك إلى لعنه من الله، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن إساءة الرجل لوالديه من الكبائر، وقد استغرب الصحابة أن يكون هذا ممكنًا، ولكن المصطفى أوضح في حديثه الشريف “إن إساءة الرجل لوالديه من الكبائر، حيث يشتم أباه فيسبه، ويشتم أمه فيسبها”، ويترتب على إساءة الابن لوالديه اللعنة من الله، حيث قال رسولنا الحبيب في حديثه النبوي “ملعون من يسب أباه، ملعون من يسب أمه.
  • من بين عواقب عقوق الوالدين هو أن الله يمكن أن يرضى بعقاب العاق في الدنيا قبل الآخرة، تجازيه على عصيانه وعقوقه لوالديه مرتين، مرة في الدنيا ومرة أخرى في الآخرة، ويشير هذا إلى نص حديث رسولنا المصطفى كما أشرنا سابقًا.
  • بالإضافة إلى ذلك، من أعظم عواقب عقوق الوالدين على المسلمين، أن الله يحرم عليهم الدخول إلى الجنة، كما ذكر في حديث رسول الله الذي أشرنا إليه، وبناء على ذلك، سيكون مكانهم في النار. فقد سئل رسول الله عندما صعد المنبر وقال “آمين، آمين، آمين”، وعندما سئل عن سبب قوله ذلك، أخبره جبريل أن يلعن ثلاثة أشخاص، وكان أحدهما من يقوم بالعقوق تجاه الوالدين، فقال في حديثه النبوي: “من أدرك والديه أو أحدهما في الكبر، ثم لم يدخل الجنة، فقد أبعده الله عن رحمته. فقلت: آمين .
  • أحد تبعات عقوق الوالدين هو أن دعوة الوالد على ابنه المتخلف عن البر، مستجابة، فإذا كان الابن يعقو على والده، وفي لحظة غضب دعا الأب على ولده، فإن هذه واحدة من الدعوات المستجابة. وقد أشار رسولنا الحبيب في نص حديثه إلى وجود ثلاث دعوات مستجابة: دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على ولده.
  • بالإضافة إلى حرمانه من صعود أعماله للسماء، يبتلي العاق لوالديه بقصر العمر وعدم البركة في الرزق والأولاد، وكذلك يبتلي بعقوق ذريته له، هذا إذا كان الشخص كان عاقًا لوالديه.
  • بالإضافة إلى أن العقوق للوالدين يعد من أسهل الطرق المؤدية إلى النار، كما ذكرنا سابقًا، فقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن كلًا من الوالدين أو حتى أحدهما يمكن أن يكون بابًا للجنة أو بابًا للنار، فإذا كان الوالدان بابين سواء للجنة أو النار، وإذا كان أحدهما فهو باب سواء للجنة أو النار.
  • يُمنع العاق لوالديه من النطق بالشهادتين عند وفاته أو عند حلول الموت.
  • من المحرم رؤية وجه الله عز وجل يوم العرض.

كفارة عقوق الْوَالِدَيْنِ

لا شك أن عقوق الوالدين من أعظم الكبائر التي يرتكبها المؤمنون حالياً، ويحمل العديد من العواقب. ومن هذه العواقب، أن العاق لوالديه لا يستطيع دخول الجنة، وأنه يتعرض لعقاب مرتين، مرة في الدنيا ومرة في الآخرة. ولكن لا ييأس المؤمن من رحمة الله، فإن الله غفور رحيم يغفر الذنوب جميعاً إلا الشرك به. ولذلك، يجوز للعاق التوبة إلى الله، ومن أبرز مظاهر التوبة هي:

  • وأشار الفقهاء إلى أن عقوق الوالدين من الكبائر، ولا يُغفر بالأعمال الصالحة فحسب، بل يتطلب شرطًا أساسيًا من شروط التكفير عنه، وهو التوبة التي تقبل في حال تطبيق شروطها، فقال الله تعالى في القرآن الكريم: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” (الزمر 53). ولكن هناك شروط لقبول التوبة كما ذُكِرَ.
  • تتعدد شروط التوبة المطلوبة لقبولها وغفران الذنب، ومن بين أهم هذه الشروط:
    • النية الخالصة لله في التوبة.
    • ترك الذنب وعدم فعله مرة أخري.
    • التزام بعدم العودة للمعصية مرة أخرى.
    • أن يكون توبة العبد قبل وفاته.
    • إذا تعرض الابن للظلم من قِبَل أفراد أسرته، وفي هذه الحالة عليه أن يتصرف بحكمة ويرضي والديه ويطلب مسامحتهما إذا كانا متواجدين.
    • يرون الفقهاء أنه عندما يموت الوالدان، يجب على الشخص الندم على فراقهما، ويجب عليه أن يحسن التعامل معهما بعد وفاتهما، مثل الدعاء لهما أو القيام بعمل صدقة جارية باسمهما.

في النهاية ومع وصولنا لقطة ختام مقالنا الذي دار حول إجابة سؤال ” هل عقوق الوالدين من الكبائر ” نكون قد أشارنا لكونه من أكبر الكبائر، ويعود علي العاق بالعديد من العواقب أهمهم هو أنه لا يدخل الجنة.

كما يمكنك الاطلاع علي العديد من الموضوعات من خلال المواضيع الأتية:

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى