مفهوم الطلاق البدعي
يتساءل الكثير في عصرنا الحالي عن مفهوم الطلاق البدعي، وأصبحت مشكلة الطلاق واحدة من المشكلات الحيوية التي تؤرق مجتمعاتنا العربية بشكل خاص. فعند حدوث الانفصال، يجد الأب والأم والأبناء أنفسهم في حالة عدم استقرار، وهذا يهدد أمن وسلامة المجتمع الذي يعتبر استقرار الأسرة من أهم أسباب استقراره. فالأسرة هي البنية الأساسية للثبات والتقدم والتطور في البلاد.
يعتبر الطلاق من الأحداث التي يمكن أن تتسبب في الأذى النفسي للطفل، حيث يشعر بفقدان العائلة والدعم الكامل، ويخشى على مستقبله. كما يمرون الأم والأب بمراحل من التشتت والخيبة بعد الانفصال. لذلك، يجب تجنب الطلاق قدر الإمكان. ومن هنا، سنُجيب على الأسئلة الشائعة حول تعريف الطلاق السني والطلاق البدعي، وما هي الحكمة وراء تحريم الطلاق البدعي؟ في هذا المقال الموجود في موسوعة، تابعونا.
مفهوم الطلاق البدعي
يشير الطلاق البدعي إلى الطلاق الذي يستند إلى مبتكرات دينية، ويتسم بالضلال وعدم الحكمة في اتخاذ القرارات. وقد قيل: `كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة`. لذلك، فإن الطلاق البدعي غير صحيح ولا يجوز، وفقًا لما ورد في الفقه، وسنسلط الضوء على هذا الأمر في النقاط التالية:
- يعني مفهوم الطلاق البدعي، وفقًا لقاموس المعاني، أن يطلق الرجل زوجته ثلاث مرات أو مرة واحدة أثناء الحيض أو في حالة الطهر.
- يُعرف طلاق البدعة في قاموس المعاني على أنه عندما يُطلق الزوج زوجته باستخدام عدة ألفاظ أو طلقة واحدة، أو أكثر، أو يستخدم كلمة واحدة في طهر واحد، أو في طهر جامع لها.
- تعتبر الطلاق بدعيًا إذا كان الزوج يطلق زوجته خلال فترة الحيض ويكون على علم بها، في هذه الحالة لا يكون الطلاق صحيحًا.
- يُعتبر الطلاق بدعًا إذا كانت المرأة في فترة النفاس ولا يجوز إقامته في هذه الحالة.
- بالإضافة إلى ذلك، يصبح الطلاق بدعًا في حالة إذا كانت المرأة في طهر جامعها، ولم يظهر حملها بعد. فقد قال الله تعالى في سورة الطلاق في الآية الأولى: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ.” ويشير هذا إلى وقوع الطلاق في حالة إذا كانت الزوجات طاهرات من دون جماع، ويسمى طلاق العدة. وعلى العكس، إذا وقع الطلاق بعد الجماع وفي طهر دون حمل أو إياس، فإنه يصبح بدعًا.
شروط الطلاق البدعي
- فيما لا يُعتدُّ بالطلاقِ بدعًا في حالةِ إذا تبينَ الحملُ؛ فهو يصبحُ طلاقًا شرعيًا.
- يعد الطلاق بدعي إذا حدث الطلاق أثناء الحيض أو على المرأة النفساء، أو بعد طهارة الجماع.
- ويجب أن نشير إلى أن الطلاق غير المشروع غير جائز لدى الفقهاء، ولكن رأي آخر يعتبره جائزا وإذا علم الرجل بذلك فيجب عليه أن يتحمل الخطيئة.
- يُحظر تعدد الطلقات في الطلاق البدعي للنساء والحائض والمطهرة من بعد الجماع، ويتم ذلك عن طريق تطليق الزوج لزوجته بطلقة واحدة فقط، ولا يجوز للزوج أن يطلق زوجته ثلاث مرات أو بطلقة واحدة بثلاث طلقات.
الطلاق السني والبدعي عند المالكية
هناك العديد من المذاهب في الإسلام، بما في ذلك المذهب المالكي والشافعي والحنبلي والحنفي. وفي هذا المقال، سنتناول قضية الطلاق بنوعيه السني والبدعي من وجهة نظر المذهب المالكي، وسنستعرض أبرز ما جاء في هذا المذهب بشأن قضية الطلاق بالنوعين المذكورين.
الطلاق السني
- فقد جاء عن مسلم (1471) عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سألت ابن عمر عن طلقه لزوجته، فأجاب: طلقتها وهي حائض، ثم ذكرت هذا لعمر، فأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: فارجع إليها، فإذا طهرت فطلقها لطهرها، فراجعتها ثم طلقتها لطهرها، فقلت: فهل هي محتسبة؟ فقال: ما لي لا أعتد بها، وإن كنت عجزت واستحمقت.
- يشترط طلاق السني أن يتم على طهارة الزوجة، سواء عند النفاس أو الحمل، ولا يجوز أن يكون الطلاق أكثر من طلقة واحدة.
- عند طلاق الزوج لزوجته على طهر دون جماع، يُعد الطلاق السني صحيحًا، وتؤكد مذهب المالكية على أن الطلاق يجب أن يكون بطلقة واحدة فقط، حتى لا يتجاوز المطلق رخصة العدد التي أقرها الله تعالى في هذه العلاقة للحد من حدوث الطلاق. ويعتبر الإمام مالك أن من يطلق ثلاث مرات في طلقة واحدة يعتبر ذلك مخالفًا للسنة، بينما يرى الإمام الشافعي أن الطلاق السني يشمل الطلاق ثلاث مرات في لفظ واحد
- ويعتقد الإمام مالك أيضًا أن الطلاق السُنِّي هو الذي يتم في حالة الزواج مرة أخرى بعد الطلاق.
تعريف الطلاق السني
- يطلق على طلاق الزوج لزوجته الحامل أو الطاهر التي لم يجامعها، مصطلح `الطلاق الشرعي` أو `الطلاق السني`.
- الطلاق السنة يشير إلى الطلاق الذي يحدث بعد عدم ممارسة الجماع بين الزوجين، أو في حالات الحمل أو النساء اللاتي يعانين من انقطاع الحيض.
الطلاق البدعي عند المالكية
- هذا النوع من الطلاق يتعارض مع الطلاق السني أو الشرعي، وإذا تم استخدامه فإنه يحمل إثمًا على الرجل، حيث لا تتوفر فيه شروط الطلاق.
- الطلاق البدعي يحدث في حالة كانت المرأة حائضاً أو نفساء وتم الجماع عليها، وهذا غير مقبول ولا يتماشى مع ما جاء عن الرسول الكريم عندما أتى عبد الله بن عمر وقد طلّق زوجته وهي حائض، فأمره الرسول صلى الله عليه وسلم بأن ينتظر حتى تطهر زوجته ثم تحيض وتطهر مرة أخرى، ثم يمكنه إما أن يبقي عليها أو أن يطلقها قبل أن يمسها. وهذه هي العدة التي أمر الله بتطليقها للنساء.
الحكمة من تحريم الطلاق البدعي
- تأتي حكمة تحريم الطلاق البدعي من عدم جواز التطليق خلال فترة الحيض التي تكرهها الزوجة وتعتبر من الفترات المكروهة بالنسبة للزوج.
- يؤدي الطلاقُ أثناء فترة الحيض إلى تمديد فترة العدة على الزوجة، لأن الحيضة لا تحتسب من عدة الطلاق.
- يتم تحريم الطلاق البدعي بعد الجماع بسبب الشعور الذي يمكن أن ينشأ في الرجل بعدم الرغبة في الطلاق، بالإضافة إلى الحاجة إلى تجنب الطلاق للتأكد من وجود حمل أو عدمه، وذلك لتفادي تفكك الأسرة بسبب قرار الطلاق.
قمنا في مقالنا بتفصيل مفهوم الطلاق البدعي والفرق بينه وبين الطلاق السني، ليدرك الزوج حجم الخسائر التي يمكن أن تحدث في حالة الطلاق البدعي، والإثم الذي يرتكبه في هذه الحالة.
لذلك، يجب على مجتمعاتنا الإسلامية والعربية أن تدرك خطورة ارتفاع معدلات الطلاق وانتشار هذه الظاهرة، حيث يحدث الطلاق بمعدل 40 حالة في اليوم في المجتمع العربي، ويتعين علينا التصدي لهذه المشكلة.
يمكن للقارئ العزيز متابعة المزيد من المعلومات في الموسوعة العربية الشاملة بقراءة ما هي شروط الطلاق في المحكمة السعودية 1442كيف تواجه المرأة الطلاق