الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

قصة سيدنا ايوب عليه السلام كاملة مكتوبة

قصة سيدنا ايوب | موسوعة الشرق الأوسط

قصة سيدنا أيوب عليه السلام

ذُكرت في القرآن الكريم قصصٌ عديدة عن الأنبياء عليهم السلام، وكان الهدف من ذلك الاقتداء بهم في تحمل الابتلاءات والشدائد التي تعتبر دروساً وموعظة حسنة للسير في طريق النور إلى الصراط المستقيم. ومن هذه القصص التي يتعين علينا أن نتخذ منها العبرة في حياتنا، هي قصة سيدنا أيوب عليه السلام، الذي ابتُلي بأشد الابتلاءات وهو المرض، وكانت هذه الابتلاءات رحمة من الله تعالى بعباده. وكان سيدنا أيوب قدوةً وموعظةً حسنة لمن يُصاب بالمرض، وسوف نتحدث في هذا المقال عن قصة سيدنا أيوب كما جاءت في القرآن الكريم .

 نسب سيدنا أيوب عليه السلام

يرجع نسب سيدنا أيوب عليه السلام إلى سيدنا إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، وذلك بناء لما ورد في قول الله تعالى في سورة الأنعام “وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84)”

كيف كان سيدنا أيوب قبل مرضه

كان لديه ثروة كبيرة، فكانت لديه الكثير من الأراضي الواسعة والمنتجات والمواشي والعبيد، ووفقًا لما ذكره ابن كثير في كتاب قصص الأنبياء، كانت جميع أراضي الثنية ضمن أراضي حوران في بلاد الشام ملكًا له، وكان لديه العديد من الأبناء والأقارب، ولكن عندما مرض، تخلى عنه الجميع.

قصة سيدنا أيوب مع المرض

أراد الله عز وجل أن يبتلي سيدنا أيوب عليه السلام ليختبر مدى صبره على الشدائد، حيث  ابتلاه بمرض أصاب جميع أجزاء جسده إلا قلبه ولسانه ، فقد جميع أبنائه وكذلك أمواله الكثيرة التي كانت معه، حتى أصبح فقيرًا وضعيفا ليس له إرادة أو قوة ، وامتنع عن زيارته جميع  أقاربه وأصدقائه، ولم يبقى أحد يرافقه سوى زوجته، حيث كانت نعم الزوجة الصالحة وظلت تعمل على رعايته طوال مدة مرضه، حيث كانت تخدم عند الآخرين بمقابل مادي حتى تطعمه وترعاه، واستمر سيدنا أيوب عليه السلام في مرضه وفقره لمدة تعادل ثلاثة عشر عاماً ، وبالرغم مما أحل به من كل هذه الابتلاءات إلا أنه لم ييأس ولا يبتعد عن عبادة الله وحمده وشكره واشتد أكثر بصبره وأصبح يقتدى به في الصبر.

بم كان يدعي سيدنا أيوب عليه السلام ربه؟

عانى الشخص المريض من آلام ومرض شديد، ولم يعد قادرًا على القيام بأي شيء، إذ أن كل أعضاء جسده تعاني من الألم والمرض. وبدأ يتضرع ويتعبد لله، يدعوه بكل ما يملك من قوة وصبر ليزيل عنه هذا الابتلاء. وكان دعاؤه الوحيد هو أن يزيل الله عز وجل هذا المرض عن جسده، ولقد أجاب الله دعاءه، فأزال الله ما كان في جسده من المرض، وعادت له صحته وعافيته مرة أخرى.

كيف استجاب الله عز وجل لدعائه

أجاب الله عز وجل دعاء الرجل، فإنه الرحمن الرحيم، حيث أمره بالوقوف وضرب الأرض بقدميه، فظهرت أمامه عين ماء وأمره بالاستحمام فيها، ليخلص من جميع الآلام والأمراض التي كان يعاني منها طوال تلك السنوات. ثم أمره الله عز وجل بضرب الأرض مرة أخرى في منطقة أخرى، ففعل ذلك وظهرت أمامه عين ماء أخرى، فأمره بشرب مياهها ليتخلص من جميع الآلام والأمراض التي كان يعاني منها، وبذلك عادت صحته مجددًا في جميع أجزاء جسده.

زوجة سيدنا أيوب عليه السلام

نوضح في النقاط التالية بعض المعلومات الهامة حول زوجة سيدنا أيوب عليه السلام على النحو التالي:

  • يُطلق على زوجته اسم رحمه، وهناك أقاويل تشير إلى أنها ليا، ابنة يعقوب عليه السلام، وقد تزوجها عليه السلام وهو ذو ثراء ونفوذ.
  • وقد بعثه الله نبياً وهو في سن الأربعين. وعندما أرادت تقطيع ذوائبها من أجل الإنفاق عليه، رفض وغضب لأنها كانت محرمة.
  • عندما شُفي من مرضه، أمره الله عز وجل بضرب زوجته، رحمة عرجونا، بنخلة تحتوي على مائة شمراخ في ضربة واحدة.

أقاويل متضاربة في قصة سيدنا أيوب عليه السلام

تناقلت بعض الأقاويل الخاطئة حول قصة سيدنا أيوب، ومن بينها الآتي:

  • يتحدث بعض الناس عن سيدنا أيوب عليه السلام، ويزعمون أن جسده امتلأ بالديدان وتمزق لحمه عند مرضه، ولكن هذه الأقاويل غير صحيحة، لأن الله عز وجل عصم الأنبياء من أي مرض يؤثر على علاقتهم بالله.
  •  وإذا كانت هذه الأمراض جسدية أو نفسية، فإن الصحيح هو أن الله عز وجل يبتلي عبده وابيه نبيه أيوب عليه السلام بالمرض الذي لا يتعارض مع صفات النبوة، وصبر سيدنا أيوب عليه السلام على المرض بصبر شديد، وذلك ليحتذي به المسلمون والمؤمنون.
  • إن الله عز وجل يجزي عباده الصابرين على ما يصبرون عليه ويكافئهم بالجزاء الطيب، تماماً كما كافأ النبي أيوب عليه السلام عندما شفاه الله من المرض وأنعم عليه بالنعم بفضل صبره على البلاء.
  • ومن هذه الحكمة نتعلم أن الله عز وجل يكرم الصابرين ويفرج عنهم بسبب صبرهم.
  • وهناك بعض الأقوال المتضاربة الأخرى حول قول الله تعالى في سورة ص: “وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث”، وقد اختلف المفسرون فيما يتعلق بما تم ضربه وسبب الضرب المشار إليه في هذه الآية الكريمة.
  • والمعلوم الصحيح في هذه القصة، وفقًا لتفسير ابن كثير، أن سيدنا أيوب عليه السلام اشتد غضبه على زوجته في يوم من الأيام بسبب شيء كانت تفعله، وأنه حلف بأنه إذا تم شفاؤه من مرضه سيضربها مئة جلدة.
  • عندما تعافى زوجها من مرضه واستعاد صحته، لم ينتقم من زوجته لما فعلته، لأنها كانت تعامله وتخدمه بشكل جيد طوال فترة مرضه.
  •  فأمره الله عز وجل بأخذ ضغثاً، أي شمراخ يحتوي على مئة قضيب، ويضرب بها ضربة واحدة ليستوفي نذره.

وفاة النبي أيوب عليه السلام ومكان قبره

تُوفي النبي أيوب عليه السلام وهو يبلغ من العمر تسعين عامًا، ولكن لم يُعرف حتى الآن مكان دفنه. ووفقاً لشيخ الإسلام ابن تميمة، يُعتقد أن قبر النبي محمد عليه الصلاة والسلام هو القبر الوحيد الذي توافقت الآراء على أنه قبر نبي بسبب بئر أيوب المتعلقة به، والتي يعتقد الناس أنها البئر التي استحم فيها النبي أيوب، ولكن لا يوجد دليل على صحة هذا الزعم.

العبر المستفادة من قصة أيوب عليه السلام

تعلمنا من قصة سيدنا أيوب العديد من الحكم الإلهية والدروس المستفادة للمؤمنين، ومنها ما يلي:

  • أن نتوكل على الله عز وجل، وأن الصبر على البلاء له الأجر والثواب الكبير.
  • نحن نسعى للتقرب من الله عز وجل وتعزيز ثقتنا المطلقة به.
  • التهذيب في النفس عند البلاء، وشكر الله عز وجل في الخير والشر.
  • إن صبر العبد هو علامة قوية على عمق إيمانه.
  • الرضا بقضاء الله والثقة بالله والدعاء إليه في الأوقات الصعبة يعد طريقًا للوصول إلى النجاح.
  • يشير إلى ضرورة التركيز على السعر والأسباب والدعاء للثبات في الشدائد.

أسئلة شائعة

من هو النبي الذي ابتلاه الله عزوجل بالمرض الشديد؟

ذُكِرَ في هذا المقال عن سيدنا أيوب عليه السلام، الذي ابتُلي بلاءً شديدًا، وصبر كثيرًا حتى استجاب الله عز وجل لدعاءه بالشفاء. وذلك بعدما نادى ربه قائلاً: `أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ`، فاستجاب الله لدعائه وكشف ما به من ضُرٍّ.

كم عمر الني ايوب عند وفاته

توفي النبي أيوب عليه السلام عن عمر يناهز تسعة وتسعين عامًا، وكان ينتمي إلى عائلة أيوب بن موص بن رزاح بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى