طريقة الوضوء للصلاة وسننه وفرائضة
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة بعد الشهادة، وقال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام: `رأس الأمر الإسلامي هو الإيمان، وعموده الصلاة، وذروته الجهاد في سبيل الله`. والصلاة واجبة على كل مسلم بالغ عاقل، ذكرًا أو أنثى، وفرضت في مكة قبل الهجرة النبوية الشريفة.
يتم أداء الصلاة خمس مرات في اليوم، بالإضافة إلى بعض الصلوات التي تؤدي في المناسبات مثل صلاة الجنازة وصلاة الكسوف وصلاة العيدين، وللصلاة مكانة كبيرة في الإسلام، حيث تكون أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وفرضت على النبي ليلة الإسراء والمعراج، كما أن للصلاة العديد من الشروط، وأهم هذه الشروط هو الوضوء والطهارة.
الوضوء
يعرف الوضوء في اللغة بأنه الحسن والبهاء، وفي الشريعة الإسلامية هو سلسلة من الأعمال المخصصة لإيصال الماء إلى الأعضاء المحددة، وتتكون أركان الوضوء من النية، وغسل الوجه، ومن ثم اليدين، ثم المرفقين، وبعد ذلك يتم مسح الرأس، وفي النهاية يغسل الرجلين، وهذه هي الأسس اللازمة لجعل الوضوء صحيحًا، وبدون الوضوء لا يصح الصلاة، ولذلك فإن الطهارة هي من أساسيات العبادة، وقال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام: “لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ.
طريقة الوضوء للصلاة
- في البداية، يجب تحضير النية وتوجيهها نحو الله، ثم يُمكن التسمية بعد ذلك.
- ثم يتم غسيل الكفين ثلاث مرات.
- يتم المضمضة ثلاث مرات عن طريق وضع الماء في الفم وإخراجه.
- الاستنشاق ثلاث مرات بمعنى جذب المياه عبر التنفس داخل الأنف ثم إخراجها، وقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “ينبغي الاستنشاق بكمية كافية إلا أن يكون الشخص صائمًا.
- يتم غسيل الوجه ثلاث مرات، وحدود الوجه التي يتم غسلها هي من الأذن اليمنى إلى الأذن اليسرى ومن المنبت للشعر إلى الذقن، وإذا كان هناك لحية فعلينا غسلها، وكذلك يجب غسل بشرة الوجه الموجودة تحت اللحية، وإذا كان الشعر كثيفًا فعلينا غسل سطحه.
- يجب غسل اليدين مع الأطراف ثلاث مرات، ويجب بدء الغسل باليد اليمنى ثم اليد اليسرى.
- مسح الرأس مرة واحدة.
- مسح الأذنين مرة واحدة.
- يتم غسل القدمين ثلاث مرات مع التخليل للأصابع، بدءًا بالقدم اليمنى ثم القدم اليسرى.
- بعد الانتهاء من الوضوء، يقول المؤمن كما قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم: (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التائبين واجعلني من المتطهرين)
فرائض الوضوء
يقول الله عز وجل في كتابه العزيز: “يا أيها الذين آمنوا، إذا قمتم للصلاة، فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرفقين، وامسحوا رءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين، وإن كنتم جنبا فتطهروا، وإن كنتم مرضى أو على سفر، أو جاء أحد منكم من الغائط، أو لامستم النساء ولم تجدوا ماء، فتيمموا بتراب طيب، فامسحوا به وجوهكم وأيديكم، ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج، ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم، لعلكم تشكرون.” وفرائض الوضوء بالترتيب هي
- النية: النية واجبة في الوضوء، وهذا يوافق إجماع الفقهاء، ولا يصح الوضوء بدونها، وهي ركنٌ من أركان الوضوء، وتكون النية قبل غسل اليدين في وقت الوضوء.
- تشمل الوضوء الواجب غسل الوجه من نبت الشعر حتى اللحية بكامله، ومن الأذن إلى الأذن، وبالإضافة إلى غسل الوجه، يتضمن الوضوء الاستنشاق والمضمضة، وهذه الأعمال الواجبة حسب بعض العلماء مثل المالكية، ولا يجوز تركها.
- يتم غسل اليدين من المرفقين إلى أطراف الأصابع.
- مسح بعض الرأس أو كله.
- غسيل الرجلين حتى الكعبين.
سنن الوضوء
- التسمية: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يطلق على الوضوء أسماء مختلفة، ويختلف العلماء فيما إذا كان الوضوء سنة أم مستحب، ويرى الحنفية والشافعية أن الوضوء سنة من السنن، أما المالكية فترونه مستحبًا.
- يرون الفقهاء أن غسل اليدين حتى الرسغين سنة من سنن الوضوء، وذلك بسبب ما ورد عن النبي عليه السلام في حديثه الذي يقول: {دعا بإناءٍ فأفرَغَ على كفَّيه ثلاث مرّات فغسَلَهُما، ثم أدخل يمينه في الإناء}.
- غسيل اليدين إلى الرسغين: اتفق العلماء على ضرورة غسل اليدين حتى المرفقين عند بدء الوضوء، وذلك استنادًا إلى قول النبي عليه أفضل الصلاة والسلام الذي دعا بوعاءٍ وأفرغ على كفيه ثلاث مرات ثم غسلهما، ثم أدخل يده اليمنى في الوعاء
- المضمضة: تختلف آراء العلماء حول مدى وجوب استخدام المضمضة في الوضوء، فالأغلبية العظمى من العلماء ترون أن استخدامها سنة، بينما يرى الحنابلة أنه واجب.
- الاستنشاق: تختلف آراء العلماء بشأن فرضية الاستنشاق، حيث يرى البعض أن الاستنشاق سنة ويرى البعض الآخر أنه فرض.
- الاستنثار: الاستنثار هو طرح المياه من الأنف بالنفس، وقد اتفق العلماء على أنه سنة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم “استنشقت فأنتثرت.
- مسح الأس بالكامل: وافق الشافعية والحنفية على أن مسح الرأس بالكامل سنة، بينما اختلف المالكية والحنابلة واعتبروا أنه فرض.
- مسح الأذنين: اتفق المالكية والحنفية على أن مسح الأذنين من سنن الوضوء لأنه مثبت على النبي صلى الله عليه وسلم، بينما يعتبر بعض العلماء أن مسح الأذنين واجب.
- الاستياك: يُستخدم هذا العود لتنظيف الأسنان وكان يستخدمه النبي صلى الله عليه وسلم.
- تخليل شعر اللحية.
- التثليث: هو غسل كل جزء من الجسم ثلاث مرات، واتفق العلماء على أنه سنة، واعتبره المالكية من فضائل الوضوء
شروط الوضوء
توجد بعض الشروط التي يجب توافرها للوضوء حتى يعتبر صحيحًا وحتى تعتبر العبادة التي تليه صحيحة، وحتى يتم التفرقة بين استخدام الماء في الوضوء وبين استخدامه في العديد من الأشياء الأخرى للنظافة. وأول شرط للوضوء هو أن يكون المسلم مسلمًا، فلا يعتد الوضوء صحيحًا لدى شخص غير مسلم، كما أنه لا يجوز الوضوء لدى الأشخاص غير أهلية مثل الأطفال والمجانين الذين لا يدركون معنى الوضوء وأهميته. ويجب أن يكون الماء طاهرًا، يعني أنه لا يختلط بأي نجاسة. والشرط الرابع هو عدم وجود أي موانع تمنع وصول الماء إلى الأعضاء المراد غسلها، مثل طلاء الأظافر والمواد المستخدمة في التجميل التي تشكل حاجزًا بين الجسم والماء وتمنع وصول الماء إلى المكان المراد غسله. والشرط الخامس هو عدم وجود مانع شرعي، فلا يعتبر الوضوء صحيحًا أثناء وجود مانع شرعي مثل الحيض أو النفاس. ومن الشروط الهامة للوضوء أيضًا هو دخول الوقت الذي يتم فيه الصلاة، لذلك لا تتوضأ المرأة الحائض إلا بعد دخول وقت الصلاة.
نواقض الوضوء
النواقض هي مفرد لناقضة أو نقض وهي بمعنى إبطال الشيء أو انقطاعه و الهدف من الوضوء هو إقامة الصلاة وبالتالي فان الوضوء نواقض تؤدي إلى إبطاله وبالتالي إبطال الصلاة ومن نواقض الوضوء:
- تعني خروج الشيء من أحد المسالك، حيث قال الله سبحانه وتعالى “أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ
- يروى في المذهبين المالكي والشافعي أنَّ خروج أي شيء من النجاسة مثل الدم أو القيء من غير السبيلين لا يبطل الوضوء، في حين يروي الحنفي والحنبلي أنَّ ذلك يبطل الوضوء ولكن يجب تطهير الأماكن التي خرج منها الدم أو القيء.
- زوال العقل: يحدث فقدان العقل بأحد الطرق، سواء بالغيبوبة أو الغفوة أو الجنون.
- يعتبر بعض العلماء أن الشك في الوضوء يُعدّ من نواقض الوضوء.
يجب على المسلم أن يحرص على أداء الوضوء بشكل صحيح ومحافظة على نظافة جسده، وذلك لما له من فضل وأجر عظيم، ويتمثل ذلك في قول الرسول صلى الله عليه وسلم “من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظافره
دعاء بعد الوضوء
بعدَ أن يتمَّ الانتهاءُ من الوضوءِ فإنَّهُ يستحبُّ للمسلمِ ذكرُ بعضِ الأدعيةِ ومنها:
- ينصح بذكر الشهادتين بعد الوضوء، حيث يقول المسلم: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله
- من بين الأدعية التي حثنا عليها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الوضوء هي الدعاء: `اللهم اجعلني من التائبين واجعلني من المتطهرين`.
- كان الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام يقول هذه الدعاء بعد التوضؤ: {سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك}.
الوضوء والمسلم
يعتبر الوضوء طهارة واجبة قبل الصلاة، ولكن يتم الوضوء أيضًا قبل الطواف حول الكعبة في الحج أو العمرة، ولذلك يجب على المسلم الاهتمام بالوضوء والتأكد من أنه يتم بالشكل الصحيح، حيث يؤثر الوضوء بشكل مهم على أحد الفرائض الهامة جدًا في الإسلام والتي تؤثر على حياة المسلم في الدنيا والآخرة، حيث يساهم في العيشة الطيبة في الدنيا ودخول الجنة في الآخرة