الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

شرح حديث يدل على محبة الرسول للانصار

DVsZ131X0AAfiKR | موسوعة الشرق الأوسط

شرح حديث يدل على محبة الرسول للانصار ، كان الأنصار هم من نصر النبي صلى الله عليه وسلم حين كذبه قومه، ولم يؤمن به إلا قليل من الناس، فكان لانضمامهم إلى دعوة الإسلام، وهجرة النبي صلى الله عليه وسلم ومن آمن به إليهم تحول استراتيجي ومحوري في تاريخ الدعوة، حيث يعد تاريخ الهجرة هو تاريخ بداية الدولة الإسلامية بعد سنين من الدعوة في مكة، فكان الأنصار من أكبر الأسباب في ذلك، لذلك نتحدث اليوم بالتفصيل عن أسباب حب النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار وقصته معه، مع عرض مجموعة من الأحاديث الدالة  على محبة الرسول الشديدة للأنصار، فتابعونا على موسوعة.

جدول المحتويات

حب الرسول للانصار

  • كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الأنصار، سكان المدينة المنورة، بشكل خاص بسبب دورهم الهام في دعوة الإسلام ونشره، وكانوا المساعدة الأولى له في استقرار الدعوة في المدينة.
  • حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على تعزيز الأخوة بين المهاجرين والأنصار، وأن يشارك كلًا منهما الآخر ماله ومنزله.
  • من بين أسباب حب النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار كان دعمهم له ومعاملتهم الطيبة التي تلقاها من الأنصار الذين هاجروا من مكة.
  • لذلك مدحهم الله تعالى في كتابه العزيز فقال: والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم، ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا، ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون.
  • ثنى الرسول صلى الله عليه وسلم في العديد من المناسبات، وكان دائمًا يوصي بحرمة احترام الآخرين والحفاظ على حقوقهم، لكي يبقى فضلهم وذكرهم خالدًا في ذهن الناس ومحفورًا في تاريخهم. لا يوجد أفضل من ذلك كما يوضح ذلك الحادث الذي وقع بين النبي صلى الله عليه وسلم والأنصار بعد غزوة حنين وتقسيم الغنائم، وسنوضح ذلك في الفقرة التالية.

قصة الانصار والغنائم

  • عندما قسم النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم بين أصحابه، أعطى الذين اعتنقوا الإسلام حديثًا الكثير من الغنائم، في حين لم يعطِ الأنصار والمهاجرين الأوائل الكثير مثلما أعطى هؤلاء.
  • وعندما حدثت الكارثة، وجد الأنصار شيئًا في قلوبهم وشعروا بالحزن الشديد، وبعضهم قال: `إذا كانت الشدة فنحن ندعو وتعطى الغنائم للآخرين`، وقالوا كلمات أخرى تدل على حزنهم الشديد.
  • يشمل من حملوا الدعوة على أكتافهم، وجاهدوا في سبيل الله بحق الجهاد، وقدموا أرواحهم وأموالهم وحياتهم فداءً لهذا الدين وسعيًا لنشره بين الناس ودعوتهم إليه.
  • أخبر سعد بن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم بموقف الحقيقي، فسأله: `أين أنت يا سعد؟` فأجاب: `أنا لست إلا رجل من قومي`، وهو يشير بذلك إلى حساسية الموقف.
  • عقد النبي صلى الله عليه وسلم اجتماعًا مع جميع الأنصار، وتحدث معهم في حديثٍ دفقت منه الدموع لما فيه من حب ورابطة قوية بين النبي صلى الله عليه وسلم والأنصار.
  • فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:أين هي الأقوال التي وصلتني عنكم؟ وجدتها في نفسي؛ ألم يضلكم الله، ثم هداكم؟ ألم يجعلكم محتاجين، ثم أغناكم؟ ألم يكن بينكم العداوة، ثم ألف بين قلوبكم؟.

قصة محبة النبي للانصار

  • عدد نعم الله عليهم أكبر من الأمور التي حزنوا على فواتها، وكانت كلمات النبي صلى الله عليه وسلم لهم ثقيلة الوقع لأنها تحتوي على عتاب لموقفهم السابق.
  • فأجاب الأنصار في أدب: الفضل والمنَّ من الله ورسوله، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم تحسين حال المرضى على نحوٍ آخر، وقال: `والله لو شئتم لقلتم فصدقتم، فإذا جئتمونا طريدًا فآويناكم، وعائلًا فواسيناكم، وخائفًا فأمناكم، ومخذولًا فنصرناكم، ومكذبًا فصدقناكم` 
  • ثم قال: هل تجدون في أنفسكم معسر الأنصار لعاهة من الدنيا تفرق بها بين قوم يسلمون وقوم يرتدون؟ ألا يكون لكم الرضى، يا معشر الأنصار، بأن يذهب الناس بالشاة والبعير وتعودون برسول الله في رحلتكم؟.
  • ثم قال: والله الذي بيده نفس محمد، لولا الهجرة لكنت رجلاً من الأنصار، ولو سار الناس شعبًا وسار الأنصار شعبًا لسارت الأنصار شعبًا.
  • ثم قال:في الدعاء قال: `اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار`، فبكى الناس حتى أصبحت خديهم رطبة، وطلب منهم الصبر على فراقه بعد وفاته، وقال: `ستواجهون صعوبات كبيرة بعد وفاتي، لذلك اصبروا حتى ألقاكم عند الحوض`.

حديث يدل على محبة الرسول للانصار

وهناك العديد من الأحاديث التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشير إلى محبته للأنصار، وهي:

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الأنصار لا يبغضون رجلا يؤمن بالله واليوم الآخر، ولا يحبون رجلا من ثقيف يؤمن بالله واليوم الآخر.
  • قوله عليه الصلاة والسلام “اللَّهُمَّ ارْحَمِ الْأَنْصَارَ، وَأَبْنَاءَ الْأَنْصَارِ، وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ”.
  • روى سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: `الأنصار شِعارٌ والنَّاسُ دِثارٌ ولَو أنَّ النَّاسَ استقبَلوا واديًا أو شِعبًا واستقبلَتِ الأنصارُ واديًا، لسلَكْتُ واديَ الأنصارِ، ولَولا الهجرةُ لَكُنتُ امرأً منَ الأنصارِ`.
  • قال عبد الله بن عباس: روي عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قائلا: “أيها الناس، إن الناس يكثرون، وتقل الأنصار حتى يكونوا كالملح في الطعام، فمن ولي منكم أمرا يضر فيه أحدا، أو ينفعه، فليقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم.
  • عن البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الأنصار “لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله.
  • روى أنس بن مالك رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: `آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار`.
  • كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “والذي نفسي بيده، لا يحب رجل من الأنصار حتى يلقى الله تبارك وتعالى إلا أحبه الله تبارك وتعالى ولا يبغض رجل من الأنصار حتى يلقى الله تبارك وتعالى إلا أبغضه الله تبارك وتعالى”.).

دلائل أحاديث النبي عن الأنصار

يمكن استخلاص من الأحاديث السابقة التي تدل على حب النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار ما يلي:

  • تدل تلك الأحاديث على أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أحب الأنصار بسبب فضلهم الكبير عليه ودعمهم له ودعم رسالته، ولم يكتفوا بذلك فحسب، بل تضحوا بكل ما يملكونه من أموال وأنفسهم من أجل نصرته، ولهذا فإن حب الأنصار يعد من علامات إيمان المسلم.
  • تدل تلك الأحاديث على أن من علامات نفاق المسلم هو كرهه للأنصار، وأن إيمانه بالله واليوم الآخر غير كامل. فكيف يمكن للمسلم أن يبغض ناصر الإسلام ودافع عنه؟ يحب المسلم كل من ينصر دينه ويدعمه.
  • من أهم مؤشرات تلك الأحاديث هو أنه إذا أحب العبد الأنصار، فإنه يحظى بمحبة الله تعالى، وإذا كره الأنصار، فلن ينال من الله إلا البغض والغضب.

تحدثنا اليوم عن حب النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار، وعن رابطة الود التي كانت بينهم وبينه، وكيف أنهم لهم فضل كبير في الدنيا والآخرة، إذ كانوا عدة الإسلام، ووسيلة من وسائل حفظه، رحم الله الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار. تابعونا على موسوعة حتى يصلكم كل جديد، ودمتم في أمان الله.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى