بحث شامل عن بر الوالدين
بر الوالدين
بر الوالدين من أكثر الصفات المطلوبة لتعمير الأرض ونشر السلام والتسامح ورد الجميل” فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان” وهما أولى بالبر والرعاية إذ قدما الكثير من العمر والوقت والصحة والمال لتنشئة الأبناء حتى يشتد العود ويكبر ويصبح قادرا على الاعتماد الذاتي على النفس وعلى الغير.
لماذا أمرنا الله ببر الوالدين؟
الوالدين هما المصدر الذي نسبة إليه الإنسان بالتكاثر المتتالي الذي بدأ منذ خلق آدم وحواء، حيث كانا البيئة التي نمت فيها النطفة الإنسانية بأمان ورعاية وحنان، ولهذه البيئة حقوق، بما في ذلك الحرية في الفكر والتصرف والاعتقاد والسلامة والوقاية وغيرها.
وبالرغم من ذلك، فقد كان من واجبها أن تحمل مسؤولية الرعاية اللازمة للأجنة الجديدة على مدى السنوات الماضية، خاصةً مع تقدم العوامل المؤثرة على الحياة، ولذلك كان لها واجبات تشبه أو تفوق قيمة الجهود التي بذلتها سابقًا، وذلك لتحقيق العدالة والرحمة وتعزيز القوة الاجتماعية للمجتمع الإسلامي، وذلك لرفع راية الحق وصد أعداء الله.
من الأسباب الإضافية لحقوق الوالدين وبر الوالدين:
يُساعِد احترام الوالدين في تكوين أسر آمنة محبة قوية الترابط والتماسك.
يساعد بر الوالدين في زرع الرحمة والعطف في النفوس، وكذلك يعد تعبيرًا عن الشكر والامتنان للأشخاص الذين يعطون الخير والمعروف، ومن ثم يستمر التبادل العادل للعطاء والأخذ.
من أثر البر ونتائجه، بر الأولاد لأبائهم البارين بوالديهم، والتزام الأولاد بهذا البر يعد جزاءً حسنًا لهم في الدنيا والآخرة، بينما يعد العقاب هو النتيجة الطبيعية للعاقين
يعزّز الاعتراف بحسن التربية والأخلاق وصون معروفهما ترسيخ الإيمان والمعتقد الإسلامي في نفوس الأبناء والبنات الصالحين.
حماية الإنسان عند ضعفه وكبره وشيخوخته.
يمكن الاستفادة من خبرة ونصيحة الأبوين السابقة في التربية.
بسبب أهمية دورهم في تعليم الحياة والعلم عن طريق التعليم المدرسي والجامعي، فإنهم يلعبون دورا هاما في توسيع آفاق الأفراد
تهدف الحفاظ على المواريث التي جعلها الله تعالى للإنسان، وجعل البر وسيلة لبناء أسر قوية ومجتمع متماسك، حتى يتمكن من مواجهة الأعداء ورفع راية الإسلام والحق والسلام.
تعلم الرفق واللين في الكلام والتعامل والتربية سلوكًا وقولًا وفعلًا.
وقل: رب ارحمهما كما ربياني صغيرا
يجب عدم تشجيع الآخرين على العقوق، ويجب على الآباء أيضًا عدم إهمال تربية أبنائهم أو التخلص منهم كما يحدث بعض الأحيان، ونسأل الله حماية الأطفال من التعرض للإهمال والإيذاء.
تقوم محاربة ظاهرة الأطفال الذين يعيشون في الشوارع بمنعها من البداية، حيث ينبع هذا من سوء الخلق والعقوق والأنانية والكبر والغرور، ويعلمنا بر الوالدين التواضع ووضع حدود للنفس الأمارة بالسوء.
يقلل الدعاء الصالح من عذاب القبر بالنسبة للوالدين الذين هما باران وصالحان أو يرفع منزلتهما في الجنة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل يرفع درجة العبد الصالح في الجنة، فيقول: يا رب، من أجل ماذا أعطيتني ذلك؟ فيقول: بسبب استغفار ولدك لك
كيف يكون بر الوالدين :
- الصوت الهادئ وعدم التأفف من مطالبهما.
- ينبغي الاستماع إلى كل ما يقولونه طالما يحرصون على مصلحته وصالحه، ولا يغضبون الله عز وجل
- التذلل والرفق واللين وحسن الانصات لهما
- تقديم ما تحبه لهم على نفسك، أي الإيثار، كما أنهم سبق وأن أثروا عليك بأنفسهم
- الدعاء لهما
- ينبغي تجنب الجدال المتكرر معهما والاختيار الحسن للكلمات عند التحدث
- تقدير عواقب ما تقول عليهما
- الابتعاد عن المن عليهما
- يُسمح لهما بالتفسح في المجلس ويُوصى لهما بالجلوس بشكل محترم
- يجب ترك كل ما يشين سمعة وخلق الشخصين وعدم إعراضهما للإهانة
- تقديم المساعدة متى احتاجوا غليها
- انتظر حتى تحقق حاجتك بنفسك إذا كنت قادرا، ولا تتعامل مع الأمور كخدم لديك
- محاولة التقريب فيما بينهما والإصلاح
- يجب أخذ مشورتهما في قراراتك المصيرية، حيث أنهما أكثر خبرة وتجربةً
- يتضمن التقرب لله عن طريق قضاء نذر أو الصيام والتصدق بشكل جيد على الوالدين
- تنفيذ الوصية ممكن طالما لم يخالف الإسلام
- الاقتران والزيارة وعدم تركهما لفترات طويلة بدون رؤيتك ومودتك
- يشير إلى حسن دعوتهما إلى مبادئ الإسلام وقيمه والتمسك بها
- إفراحهما بحفظ كتاب الله والتفوق الدراسي
- الهدية كلما استطعت
- صلة رحمهما ومن يودون
- إذا كان الأم والأب صالحين ويحظون بتقدير من جميع من حولهما، فإنهما يجب أن يهتمان بالزوجة والأبناء بشكلٍ خاص.
- لا تلوم أمك أو أباك ولكن قم بتصحيح ما هو خاطئ بالصبر والأدب والتواضع.
- يجب عدم التصرف بشكل لئيم أو إيذاء الآخرين عند مخالطة الأصدقاء السيئين أو الوقوع في المحرمات وما شابه ذلك
لا تنسَ بأنَّكَ تستطيعُ تسهيلَ التعاملَ مع الآخرينَ بشكلٍ سلسٍ، وتحسينَ العلاقاتِ بينكَ وبينَهمَا، عن طريقِ طلبِ المعونةِ من اللهِ وحسنِ الأدبِ وتذكُّرِ العواقِبِ السيئةِ للعقوبةِ، ويمكنُكَ أن تساعدَ نفسَكَ على تحسينِ البرِّ بهما بقراءةِ النماذجِ البارِّةِ التي تأثرتْ بالبرِّ الكثيرِ والخيرِ العظيمِ، لتصبحَ مثالًا يُحتَذى بهِ:
منها على سبيل المثال :
- سيدنا إسماعيل، الذي كاد أن يذبح رفقاءه بأمر الله تعالى، وأبوه إبراهيم عليهما السلام الذي ألقي في النار وحاربه أبوه
- كان النبي يحيى وأمه مع النبي عيسى عليهما السلام
- سيدنا يوسف مع ابيه وإخوته
دور الدولة في الإسهام في بر الوالدين:
يتم ربط مصالح الشخص بهويته وتوثيقها ببطاقات الهوية للوالدين إذا كانوا على قيد الحياة
يجب وضع عقوبات رادعة على المتجاوزين للحدود والمعتدين على آبائهم بأشكال العنف المختلفة.
تتمثل الطريقة في ربط التوريث والملكية بموافقة الوالدين بعد تطبيق شريعة الله في المقام الأول، وعدم الاعتراف بالملكيات التي تم الحصول عليها بالاعتداء إلا بإثبات وشهادة قولية من الأبوين.
يتم تقييد مأوى المسنين المجهولي الهوية الأسرية على العجزة، ويتم معاقبة الذين يتركونهم، وإلزامهم بدفع مبالغ شهرية لهم.
تمنع السلطات كبار السن الذين تجاوزوا سن الستين وخمس سنوات من العمل وتوفير معاشات لهم، كما يتم فرض النفقة على الأبناء القادرين على إعالة والديهم إلى جانب عائلاتهم.
يمكن إنشاء مشاريع مناسبة لكبار السن تتناسب مع قدراتهم وأنماط حركتهم وصحتهم، وتجعل العوائد متاحة للاستثمار والنفقات الشخصية.
بر الوالدين في الإسلام
قال تعالى في سورة لقمان :ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير
حث الإسلام على بر الوالدين وأمر بهذا في الآيات القرآنية والنصوص النبوية المشرفة، ويأتي كذلك في الحديث الشريف:
عن عائشةر ضي الله عنها قالت:في هذا الحديث، يصف الرسول صلى الله عليه وسلم رؤيته في الجنة وسماعه لصوت حارثة بن النعمان يقرأ القرآن، ويردد الرسول الثلاث مرات: “كذلك البر، كذلك البر، وأبر الناس بأمه
ومن القرآن:
قال تعالى: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه، وبالوالدين إحسانا. إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما، فلا تقل لهما أفا ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل: رب ارحمهما كما ربياني صغيرا
ومن الحديث أيضا:
عن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – قال: جاء رجل يطلب الإذن من النبي صلى الله عليه وسلم للمشاركة في الجهاد، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم عما إذا كان والداه حيين، وعندما أجاب بنعم، نصحه النبي صلى الله عليه وسلم بأن يجاهد في سبيل الله ويحافظ على والديه
عن أبي عبدالرحمن عبدالله بن مسعود قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الأعمال المحببة إلى الله، فأجاب: {أداء الصلاة في وقتها}. ثم قلت: ثم ماذا؟ فقال: {بر الوالدين}. ثم قلت: ثم ماذا؟ فقال: {الجهاد في سبيل الله} [متفق عليه].
يجعل الإنسان البرَّ الذي يُظهره لأصدقائه ومعارفه تجاه والديه بعد وفاتهما
قال صى الله عليه وسلم:من أفضل أنواع البر هو صلة الرجل بأهل ود أبيه بعد توليه الأمر
عقوق الوالدين ونتائجه على الفرد والمجتمع
- العقوق هو مخالفة المراد والمطلوب، وفعل الأذى بمختلف صوره، وأبسطه أن تقول “أف”، وقد نهى الأبناء عن فعل ذلك، وأمر بقول قول كريم
- عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا:الكبائر هي الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس وإخراج اليمين الغموس
* عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من الكبائر شتم الرجل والديه ) قالوا يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه ؟ قال ( نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه )
عاقبة العقوق:
عقوق مماثل بالدنيا وعقاب مضاعف بالآخرة.
الفقر وضيق الرزق” إنما ترزقون بضعفائكم”
يتميز ضيق النفس في الأمراض النفسية بالكره للذات والمحيط
تسليط الظالمين على العاق
نقص البركة والمال هو نتيجة سرقة المال أو تلفه أو فقدانه بشكل سريع
كثرة الأمراض العضوية والتشكي.
الإحساس بالوحدة والغربة عن الذات وزيادة المشاكل في العمل ومع العائلة والجيران.
يؤدي الجحود بالمعروف إلى قسوة القلب ونقص الإيمان، فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله، والأولى بالشكر هم الذين قدموا لك الرعاية منذ ولادتك وحتى كبرك.
الغثم والذنب يأتي بمخالفة الأوامر الإلهية المباشرة والنصوص الشريفة التي شرعتها، ويجب الالتزام بهما والتعامل معهما بالبر والإحسان
كثرة دور المسنين والمتشردين والمتسولين
الاستهتار الأبوي بعد شعورهم بضياع جهدهم سدى وعدم الفائدة من التربية والتضحية والبذل، يؤدي إلى انتشارها كثقافة اجتماعية، مما ينتج عنه ظهور أطفال الشوارع والرضع المهملين بالقمامة والمصارف، وجرائم الأسرة بكل أشكالها، وقتل الطفولة.
فقدت الروابط الأسرية وبالتالي المساهمة في رفع عوامل الصحبة السيئة والفاسدة، مما يؤدي إلى زيادة الأمراض النفسية والإدمان والجريمة، بالإضافة إلى الحوادث والوفيات وغيرها. وكل ذلك يؤثر سلبًا على الدولة ويجعلها عرضة للتفكك والاعتداءات والغزو الثقافي والعسكري، وفقدان الهوية الدينية والوطنية.
عند وفاة الأم، ينادي منادٍ من السماء يابن آدم، ماتت التي كنت أكرمتها، فاعمل لنفسك لتكون محترمًا في الآخرة
ماذا فعل الغربيون في الحد من عقوق الوالدين؟
ركزت الدول الأوروبية على الاهتمام بصحة كبار السن وتربيتهم، وتشجيعهم على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والثقافية مع جميع أفراد المجتمع، من خلال:
نشر ثقافة الاهتمام بالأسرة وتعزيزها من خلال التعليم والتوعية الإعلامية والكتب والإرشاد النفسي وغيرها.
تأثرت نسب الوفيات والجرائم الأسرية بشكل كبير بالحظر الصحي الذي تم فرضه لمواجهة جائحة كوفيد-19، حيث لوحظ انخفاض في هذه النسب في بعض المناطق بشكل كبير، ويظهر هذا في زيادة عدد أدوار كبار السن في الأعمال التمثيلية الفنية مثل الأفلام والمسلسلات وغيرها.
بالمقارنة مع الدول العربية، تزداد حالات الإهمال والإجرام ضد الوالدين داخل الأسر بشكل كبير، حيث يزداد معدل الإهمال لدى كبار السن.
شعر عن برالوالدين
كتبت: أسماء إبراهيم
قالوا سلاما على دنياي لما فقدتكم
والنفس مكلومة الحسرات أسا بعدكم
هما الأبوان كانوا النعمة الكبرى
بعد السلام والإسلام ذي القمم
بذلوا النفيس وأجهدوا النفس حبا وتكرمة
من أجل أبناء عقوا وجحدوا
الناس يتسابقون خلف الحياة والثروة ولا يكفون
أدركوا الخير في بر الوالدين وفضلهم
ذاك العقاب لسوف يعود يوما قاسيا
عليكم فقدموا لأنفسكم
فالسن بالسن ولعين بالعين
وكما تدين يا إنسان تدان
الأب قدوة والأم مدرسة
للطيبة واللين ما أحلاهما
وتهون كل أنواء الحياة وتصبح
من مذريات الأمر لأجل رضاهما
أوصى بهم رب العباد أن افتدي
نفسك بأخذ ثواب المجاهد
برعاية أب عجوز أو أم مكلومة
قد نال منها الصبر والتعب كل مبلغ
وارأف بأحوال كان فيما مضى
تهفو لأنماط الحياة المزخرفة
لكنها
ضحت لأجلك واختارت عذب التألم
سهرت وكافحت الهموم وقد رضت
ابتسامة الرضا تملأ فم الصبي الذي يرضع