بحث شامل عن الرشوة وتعريفها واسبابها و اضرارها
تعريف الرشوة
هي عملية أخذ خدمة أو مبلغ من المال من شخص غير مستحق لهذه الفائدة، والتي ليست من حقه الحصول عليها
وقد انتشرت الرشوة في كثير من المجتمعات وتعتبر من أهم أسباب الفساد في العالم حيث لا تخفي ورائها إلا أفات الفساد بأنواعه وغالبا ما تكون الرشوة مرتكزة في الوظائف ذات الشأن الكبير وذات النفوذ الطاغي ولذلك جرمت الرشوة بأغلظ العقبات واعتبرت من الجرائم ألاثمة المخلة بالشرف والقانون جرمها والشرع أيضا جرمها وكل الأديان السماوية جرمتها
حكم الرشوة في الإسلام
الراشي والمرتشي في النار“، حيث إنه يعد من أشنع الأفعال إعطاء حق لغير أهله أو تقديم باطل على حق، وقد روى الإمام أحمد والأربعة وحسنه الترمذي عن حديث أبي هريرة رضي الله عنه لعن الرسول الكريم الراشي والمرتشي في الحكم، وخرج الطبراني بسند جيد عن ابن عمر رضي الله عنهما عن الرسول صلى الله عليه وسلم
يتساوى حكم دافع المال وأخذه في الذنب والعقوبة، ويتساوى معهم الرائش، وهو الشخص الذي يسهل أو يتوسط بين الراشي والمرتشي، ولعن الرسول الرائش، كما روي عن ثوبان من حديث الإمام أحمد
وعليه السلام، لعن الله الراشي والمرتشي والرائش
أهم أسباب الرشوة :
انتشار الرشوة في المجتمعات يعني أن هذا المجتمع يواجه واحدة من أخطر الآفات الأخلاقية، لأن الرشوة إذا انتشرت في المجتمع فإنها تهدد بإفساد أركان هذا المجتمع، وقد سيطرت الرشوة على بعض الحكام والمحكومين، مما يجعل صاحب الحق قلقاً شديداً، حيث لا يستطيع الحصول على حقه خوفاً من تعرضه للرشوة، ومن هنا يمكننا استخلاص أسباب الرشوة وكيفية معالجتها
قله الوعي المجتمعي
ويعنى بضعف الوعي الاجتماعي هنا الآثار المترتبة على عدم فصل العلاقات الأسرية عن صلات القرابة والمصاهرة والعلاقات المتعلقة بالعمل، حيث يسود المصلحة الخاصة على المصلحة العامة
انتشار الأمية وتدني المستوي التعليمي
لا يقتصر الأمي على النسبة المئوية لحصول الشخص على شهادة علمية فقط، بل يشمل الأمي القانوني الذي يعاني منه الكثيرون في فهم حقوقهم الشخصية، حيث يفتقر الكثيرون في المجتمع إلى الثقافة العامة وخاصة الثقافة القانونية والحقوقية، وبالتالي يصبحون فريسة سهلة للموظفين الذين يستغلون هذه الفئة من الأشخاص
انهيار القيم الاخلاقيه والدينية
في الآونة الأخيرة، شهدنا انهيار القيم الدينية ونقص الوعي الديني والصبر بين الناس في العمل والسعي لكسب الرزق الحلال، والسعي للثراء على حساب الآخرين، ويتم تبرير هذا السلوك بأنه طبيعي أو هدية، ولكن يجب على الناس أن يفرقوا بين الرشوة والهدية، وأمرنا الرسول بأن نتبادل الهدايا لتعزيز المحبة والتآلف، وليس للاستيلاء على حقوق الآخرين، ونقص الوازع الديني يفتح الباب أمام الشيطان ليدخل إلى الإنسان ويجعله يستسلم للإغراءات المادية ويفقد القوة الداخلية في مواجهة المال.
انخفاض المستوي المعيشي للفرد
لا شك أن المستوى المادي والمعيشي هو السبب الرئيسي في انتشار الرشوة، وعندما يقوم الموظف بالحصول على رشوة، فهو يسعى إلى تلبية احتياجاته المادية. لذلك يجب مراعاة تقليل الأجور نظرًا للارتفاع الكبير في الأسعار، حيث يكون الموظف ضعيفًا أمام الرشوة لتلبية احتياجاته واحتياجات أسرته، والتي لا يمكن تلبيتها من دخله الوظيفي، وهذا يشكل مبررًا كبيرًا للجوء العديد من الموظفين إلى الحصول على الرشوة .
أضرار الرشوة
في حال انتشار الرشوة في المجتمع وعدم وجود رقابة كافية، يحدث انهيار كلي أو جزئي للمجتمع. ولا يقتصر الأمر على الرشوة في القطاع الوظيفي أو الخدمي فحسب، بل يمكن العثور على الرشوة في أماكن كثيرة، مثل الرشوة السياسية والرشوة الصحية والرشوة الوظيفية. وجميع هذه الأنواع من الرشوة تسبب أضرارًا مختلفة وتنتشر في المجتمع، وتحاول أن تحلل وجودها في المكان عن طريق إعطاء الرشوة صبغة شرعية. ومن أبرز النتائج السلبية للرشوة، انتشار الظلم والفساد في المجتمع، ونشر الحقد والفوضى، وإضاعة الحقوق، وتعزيز الوضعية لمغتصبي الحقوق في الحصول على ما ليس لهم
كيفية التصدي لها وطرق مكافحتها
من بين الطرق الهامة لمكافحة الرشوة والقضاء عليها هي مراقبة الأشخاص المسؤولين، وغالبًا ما تكون هذه المهمة على عاتق الجهات السيادية في المجتمع الذي يعاني من الرشوة
- تتطلب العقوبات الردعية الخاصة بالرشوة إصدارها من الجهات السيادية السياسية، وذلك من خلال إصدار قوانين رادعة وضرورة إصدار قرار من الجهات السياسية في الدولة لمكافحة جريمة الرشوة، ويتم ذلك عن طريق إنشاء جهة مستقلة لمكافحة الرشوة، ويجب أن يكون شاغلو المناصب القيادية والوظائف من الأشخاص ذوي السلوك المهني الحسن، حتى ينعكس ذلك على جميع شاغلي الوظائف وأفراد المجتمع .
- من الضروري تحقيق الديمقراطية الحقيقية وتحقيق المساواة بين الأفراد وتوفير فرص متساوية للمواطنين والعاملين .
- تتضمن الحريات الأساسية التي يجب أن تحفظها المجتمعات حرية الصحافة والتعبير والرأي، ودور الإعلام في الكشف عن الفساد والرشوة .
- يهدف تحقيق مبدأ استقلال القضاء إلى توفير بيئة مناسبة للقضاة، حتى يتمكنوا من العمل بحيادية واستقلالية .
الجهات السيادية الإدارية : غالباً ما تكون مكافحة الرشوة من اختصاصات الجهات الإدارية من خلالها
-
الرقابة الفعالة علي الموظفين
يجب أن تكون الرقابة مستندة إلى أشخاص يشتهرون بالنزاهة ويتمتعون بحس المسؤولية، حتى يتمكنوا من ممارسة دورهم الرقابي بالشفافية والصدق والأمانة .
-
إسناد الدور الرقابي إلي الأشخاص المناسبين
من الطبيعي أن يتم تعيين الشخص المناسب في المنصب المناسب بما يضمن تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة بين المواطنين، حيث يجب أن يتم الاختيار والتعيين بناءً على أسس موضوعية وعلمية، مع الأخذ بعين الاعتبار الكفاءة والقدرة وليس بناءً على الوساطة والمحسوبية والرشاوى .
تطبيق الثواب والعقاب
ينبغي على الجهات الرقابية تبني مبدأ الثواب والعقاب كواحدة من المبادئ الأساسية، حيث يتم محاسبة المخطئين لتحقيق المساواة، ومحاسبة الفاسدين والمرتشين وإزاحتهم عن المناصب التي يشغلونها، ويعد حساب المرتشي أشد صرامة كعقاب لتكون عبرة لكل من يريد القيام بأفعال غير مشروعة.
بلا شك أن المستوى المعيشي والمادي هو السبب الرئيسي في انتشار الرشاوى، حيث يلجأ الموظف إلى الحصول على الرشوة لتلبية احتياجاته المادية، ولذلك يجب مراعاة تقليل الأجور بالنسبة للارتفاع الكبير في الأسعار، والذي يجعل الموظف عاجزًا عن تلبية احتياجاته واحتياجات عائلته من خلال دخله الوظيفي، وهذا يعتبر مبررًا كبيرًا للجوء العديد من الموظفين إلى الحصول على الرشاوى .