الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

إذاعة عن الرفق

إذاعة عن الرفق | موسوعة الشرق الأوسط

سوف نتحدث عن موضوع هام للغاية وهو الرفق فهو يعد من الأخلاق الاسلامية العظيمة التي تجمع بين الكثير من الصفات الأخلاقية العالية والتي تضبط من سلوك الإنسان فكل الناس يحبون الأشخاص المتصفين بهذه الصفة ويمتدحونهم حتى مع غيابهم لأنه من الصفات النادرة والمفقودة عند أغلب الناس حتى أن بعض الأشخاص لا يرفقون بأنفسهم وليس فقط أهلهم أو أصدقائهم .

جدول المحتويات

إذاعة عن الرفق :

تُعد صفة حسن الخلق واحدة من الصفات الكريمة التي تجعل صاحبها يشعر بالرضا عن حياته وقراراته وتعاملاته مع الآخرين. فالشخص الذي يتمتع بحسن الخلق يكون جيدًا في التعامل مع الآخرين، ومحبوبًا منهم، ويقدر الأشخاص الذين يحيطون به. لذلك، يحتاج كل مسلم إلى تحلية هذه الصفة الرائعة في جميع أفعاله وأقواله وتعاملاته مع الآخرين، سواء كان ذلك من خلال حسن المعاملة مع الصغار واللعب معهم واحترامهم، أو من خلال الرفق والتعاطف مع كبار السن ومع جميع الكائنات الحية التي تعيش معنا على سطح الأرض .

ما معنى الرفق

  • الرفق هو القدرة على السيطرة على الرغبات والأهواء، والقدرة على تحمل الصبر والتجمل، ومنع العنف والسرعة والتعجل في اتخاذ القرارات والعبارات، وكذلك منع الفاحشة والبذاءة، وكظم الغضب حتى لو كانت الشخص الذي يتحدث معه سريع الانفعال أو يتحدث بكلام غير لائق
  • الرفق هو اللطف في الأقوال والأفعال، والتفاهم مع الآخرين بلطف ولين ومحبة، وعدم القلق من المستقبل، والصبر والسلوان والثقة بأن حياتنا ستسير كما يريدها الله، وسيحدث ما قدره الله تعالى أن يحدث، طالما أننا نراعي الله في كل فعل وعمل، وبذلك سوف نحيا حياة هنيئة
  • الرفق هو أساس الحكمة، وهو يدل على قوة الشخصية ونضج العقل، والقدرة على ضبط النفس والتحكم في الشهوات، واجتناب كل ما حرم الله والابتعاد عن كل ما هو محرم. وهو علامة على النفس النقية وراحة الجسد والرغبة في تحصيل الخير. ويعتبر وسيلة للتواصل السلس واللطيف مع الآخرين، وذلك للوصول إلى أهدافهم
  • الرفق من الصفات التي ينبغي لكل مسلم أن يتحلى بها سواء في الدين أو في التعامل مع الآخرين، وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “للمؤمنين هينون لينون كالجمل الأنف إن قيد انقاد وإن أنيخ على صخرة استناخ

أهمية ومكانة صفة الرفق:

  • الرفق هو سلوك طيب في القول والفعل، ويشير إلى الاعتدال والحسن في كل الأفعال، حيث يميل الفرد إلى تنفيذ الأشياء بدقة والحصول على أفضل النتائج، والابتعاد عن المحرمات. وهو من صفات الله التي يُعطيها للناس الصالحين، ويرزقهم بها، وتجعلهم هادئين ومتحابين وقادرين على فهم الآخرين وتحمل غضبهم
  • الله عز وجل رفيع رحيم بعباده، فهو يعفو عند المقدرة، ولا يبدأ في العقاب مباشرة، ولا يشرع في عبادات شاقة أو غير قابلة للتحمل، بل يتعامل مع الناس باللطف والرفق، كما قال تعالى في سورة التغابن الآية 16: “فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ”، وفي سورة البقرة الآية 286: “لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا
  • كما قال ابن القيم في الوابل الصيب: من يتعاطف ويترفق مع عباد الله، فإن الله تعالى سيترفق ويتعاطف معه، وسيمنحه رحمته ويحسن إليه؛ ومن يتصدق ويتجاوز على عباد الله، فإن الله سيتصدق ويتجاوز عليه وينفعه، وسيعود عليه بالكثير من الخير. ومن يستر على المسلمين، سيستره الله، ومن يمنع عن المسلمين خيره، سيمنع الله منه خيره. ومن يتعامل مع خلقه بصفة حسنة، سيعامله الله بنفس الصفة في الدنيا والآخرة، فإن الله يعامل عبده بحسب ما يعامل خلقه في الأرض
  • الرفق هي إحدى الخصائص النبوية التي كان يتحلى بها الرسول الكريم، فكان يتعاطف مع الناس بكل لطف وحنان، حتى مع الذين يرتكبون الأخطاء

العنف ليس حلاً للمشاكل

  • لذلك، العنف يدمر ويكسر ولا يفيد أبدا، بل على العكس، يفرق بين الناس ويتسبب في العديد من المشاكل ويزرع الفرقة في نفوس الناس وينشر القسوة والصرامة والشدة في قلوبهم. وعلى العكس مما يعتقده الكثيرون، فالرحمة ليست ضعفا، واللطف ليس غفلة. فالعنف يؤذي الناس ويحرم ترويع وإخافة المسلمين، وهو أمر محظور وغير مستحب على الإطلاق. ففي صحيح مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم:
  • من يشير إلى أخيه بحديدة، فإن الملائكة تلعنه، حتى ولو كان أخاه لأبيه وأمه.
    يجب على من لا يتحلى بالرفق أن يتدرب على ذلك لتحسين حاله وتسهيل أموره بالمحبة والخير

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى