الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

من هو النبي الذي تمنى الموت

Add a heading1052 | موسوعة الشرق الأوسط

يتساءل الكثيرون عن النبي الذي تمنى الموت، والأنبياء هم الذين بعثهم الله لدعوة شعوبهم لعبادة الله وحده، وذكرت القرآن الكريم قصصًا عديدة عن الأنبياء، حيث بلغ عددهم 25 نبيًا ورسولًا، والفرق بين النبي والرسول هو أن النبي بعثه الله لنشر دعوته للناس بخدمته.

فيما يتعلق بالرسل، فهم أولئك الذين أرسلهم الله بالشريعة السماوية التي تأتي في الكتاب السماوي مثل التوراة التي أنزلها الله على موسى عليه السلام، والإنجيل الذي نزل على عيسى عليه السلام، والقرآن الكريم الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا يعني أن جميع الرسل هم أنبياء وليس كل الأنبياء هم رسل.

ومن أبرز الأنبياء الذين ذُكروا في القرآن الكريم: سيدنا نوح عليه السلام، سيدنا هود عليه السلام، سيدنا سليمان عليه السلام، فماذا عن النبي الذي يعد أول من تمنى الموتَّ؟، هذا ما سنعرضهُ لكم في السطور التالية من الموسوعةِ.

جدول المحتويات

من هو النبي الذي تمنى الموت

  • سيدنا يوسف عليه السلام هو من تمنى الموت حيث كان يتوق إلى ملاقاة خالقه بعد أن أنعم عليه الله بلقاء أبيه سيدنا يعقوب عليه السلام وإخوته بعد سنوات طويلة من الفراق.
  • بعدما تولى حكم مصر التي كان يحكمها، تمنى أن يتوفى وهو على دين الإسلام، فعلى الرغم من أن الله منحه العديد من النعم، إلا أنه كان يتمنى لقاء خالقه ليتأكد تمامًا من أن الدنيا هي زائلة.

حكم تمنى الموت في الإسلام

  • يعتبر تمني الموت أمرًا غير جائز لدى المسلم إذا تعرض لابتلاء، وذلك بناءً على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا يتمنى أحدكم الموت لضرٍ نزل به، فإن كان لا بد من التمني فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي.
  • يحق للمسلم أن يتمنى الموت في الحالات التي يخشى فيها على إيمانه بالله، ولكن تمني سيدنا يوسف عليه السلام الموت جائز لأنه ليس بسبب تعرضه للضرر، بل لأنه يشتاق للقاء الله.

قصة سيدنا يوسف عليه السلام

  • تُعرف قصة سيدنا يوسف عليه السلام بأنها أفضل قصص الأنبياء وفقًا لما ورد في قوله تعالى في سورة يوسف (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ) .
  • يحكي القرآن قصة سيدنا يوسف عليه السلام، حيث بدأت برؤيته لحلم سجود 11 كوكباً والشمس والقمر له، ويمكن الاطلاع على التفاصيل الكاملة في سورة يوسف.
  • وطلب سيدنا يعقوب عليه السلام من ابنه عدم مشاركة إخوته لغيرتهم الشديدة منه في هذه القصة (قال: يا بني، لا تحدث إخوتك عن رؤيتك، فإنهم سيخططون لك بمكائد).

إلقاء سيدنا يوسف في البئر

  • دفع الحقد والغيرة التي شعر بها إخوة يوسف إلى إلقائه في البئر، حيث أخبروا والدهم أنهم يريدون أن يأخذوا أخيهم للعب معهم، وفي البداية رفض سيدنا يعقوب خوفًا على حياة يوسف، ولكن أخوته طمأنوه بأنه لا يخشى شيئًا.
  • عندما ذهب يوسف معهم، نفذوا خطتهم بإلقائه في البئر، وعندما عادوا إلى أبيهم، تظاهروا بالحزن على أخيهم حيث بكوا أمامه وكانوا يحملون في أيديهم قميصا به دم كاذب كإشارة إلى أن الذئب افترس يوسف (وجاءوا على قميصه بدم كذب).
  • ولكن لم يقتنع سيدنا يعقوب بقصتهم، فكان رده عليهم كما ذكر في سورة يوسف (إنما صبرت على نفسي، وأوصيت بأمر جميل، والله المستعان على ما تصفون)).

إنقاذ يوسف من البئر

  • بعد أن ألقي سيدنا يوسف في البئر، مرت قافلة كانت تنوي الشرب وفاجأت بوجود سيدنا يوسف داخل البئر.
  • أراد أحد رجال القافلة شراء يوسف، وعلم إخوة يوسف بذلك، فأخبروا الرجل بأنهم يملكونه وأنهم يرغبون في بيعه بثمن بخس، وبعد ذلك اشتراه وزير مصر، لتربية يوسف في بيته.

فتنة سيدنا يوسف

  • تربى النبي يوسف عليه السلام في بيت العزيز حتى شاب، وكان يشتهر بجماله اللافت الذي أعجب زوجة العزيز وأرادت الاستيلاء عليه، ولكنه رفض ذلك خوفًا من الله ولا يريد الوقوع في الخطيئة والخيانة.
  • وحدث ذلك عندما توجه يوسف نحو الباب، فقامت زوجة العزيز بسحب قميصه من الخلف، ولكن في هذه اللحظة ظهر العزيز أمامهما، وعندما رأته أدعت أن يوسف حاول إغواءها.
  • انتشر هذا الخبر بين نساء المدينة، وعندما علمت زوجة العزيز بذلك، أرادت توضيح الأمر لهؤلاء النسوة لأنها شعرت بالريبة في نفسها، فجمعتهن لتناول الطعام وطلبت من يوسف (عليه السلام) أن يظهر لهن، فعندما رأوه، تعجبن من جماله الفائق حتى جرحن أيديهن بالسكين.
  • وقد قيل عنه أنه ملك وليس بإنسان (هذا ليس إنسانا، إنه ملك كريم)، وبسبب هذا الاضطراب اختار أن يذهب إلى السجن بدلا من أن يقع في مكيدة النساء (قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه، وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكون من الجاهلين).

دخول يوسف السجن

  • دخل يوسف السجن بظلم من قبل العزيز الذي كان يعلم بأن زوجته هي التي رغبت فيه، ولكن حتى لا يتكرر الفتنة، قرر العزيز وضع يوسف في السجن. وكان هناك في السجن شبان آخرون قصا عليهم يوسف حلمًا، فرأى الفتى الأول الذي كان يخدم الملك في المنام أنه يعصر الخمر ويقدمها للملك.
  • رأى الفتى الثاني، الذي كان يعمل خبازًا للملك، في حلمه أنه يحمل خبزًا فوق رأسه يأكل منه الطيور، وتفسير سيدنا يوسف للرؤية الأولى كان أنها دلالة على الفرج والخروج من السجن.
  • فيما يتعلق بالرؤية الثانية، فقد فسرها بأنها تنبؤ بأن الفتى سيتعرض للعقاب، وسيموت وستأكل الطيور رأسه. ودعا يوسف الاثنين داخل السجن إلى عبادة الله وحده دون شريك وأنهم لا يعبدون إلا أسماءً صمَّموها أنفسهم وآباؤهم، ولا يوجد لها أي سلطان من الله. وأمرهم بعدم العبادة إلا لله وحده.

خروج يوسف من السجن وتوليته على خزائن الأرض

  • تمكّن يوسف من الخروج من السجن بعد أن ثبتت براءته، وقدّم له طلبًا لتولي منصب وزير الخزانة، وبعد فترة طويلة من الفراق عن إخوته، التقى بهم ولم يتعرّفوا عليه.
  • جاءوا إليه ليمدوهم بالطعام، وأخبرهم يوسف أنه سيوفر لهم ما يحتاجون إليه ولكن بشرط أن يأتوا بأخيهم بنيامين، وعندما التقى به أراد أن يحتفظ به، فأمر رجاله بوضع كأس الملك في حقيبة بينامين ليتبين أنه هو الذي سرقها، ولكن الإخوة عادوا إلى أبيهم من دون بنيامين.

لقاء يوسف بأبيه

  • عندما عاد إخوة يوسف وأخبروا سيدنا يعقوب بما حدث، لم يصدقهم وقال لهم “بل سوَّلت لكم أنفسكم أمرًا، فصبرٌ جميل، عسى الله أن يأتيني بهم جميعًا”، وقد فقد بصره من شدة الحزن.
  • بعد ذلك، علم إخوته بأن الشخص الذي التقوا به هو يوسف أخوهم الذي طلب منهم أن يلقوا قميصه على والدهم ليعود بصره، وعندما التقى بأبويه رفعوه على العرش وسجد له إخوته، فأخبر يوسف والده بالرؤية التي رآها في صباه وتحققت، وقال: (يا أبت، هذا تأويل رؤيتي من قبل، فقد جعلها ربي حقا).

في نهاية هذا المقال، قمنا بالإجابة على سؤال “من هو النبي الذي تمنى الموت؟” وهو سيدنا يوسف عليه السلام، بالإضافة إلى توضيح حكم تمني الموت في الإسلام، جنبا إلى جنب مع قصة سيدنا يوسف من البداية إلى النهاية.

المراجع

1

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى