قصة سيدنا يوسف للاطفال
تعد قصة سيدنا يوسف واحدة من أجمل القصص التي يمكن أن تُروى للأطفال، حيث تحتوي على العديد من الدروس التي إذا فهمها الطفل، يمكن أن تعلمه الكثير من الحكم والعبر، والتي من شأنها أن تصقل شخصيته وتجعله رجلاً قويًا وصالحًا، ومؤمنًا بالله وصابرًا على صعاب الحياة واثقًا في رحمة الله.
تقدم الموسوعة في السطور التالية قصة سيدنا يوسف بطريقة سهلة ومبسطة، لتسهيل قراءتها للأطفال، وتسليط الضوء على الدروس المستفادة من حياة سيدنا يوسف وما واجهه من ابتلاءات وصعوبات ومحن.
قصة سيدنا يوسف للاطفال
يوسف هو ابن يعقوب، وحفيد إسحاق وإبراهيم عليهم جميعًا السلام. ووصفه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بأنه الكريم الذي ينتمي إلى نسب كريم. وصدق الرسول في وصفه، ولا يوجد نسب أكرم ولا أشرف من هذا. تدور أحداث قصتنا في فلسطين، وكان للنبي يوسف إحدى عشرة أخًا، وكان هو المفضل بينهم عند والده يعقوب.
منام نبي الله يوسف
- في إحدى الليالي، رأى يوسف في منامه أن أحد عشر كوكبًا يسجدون له، ومعهم الشمس والقمر ساجدين، ويقول تعالى في سورة يوسف الآية الرابعة: “إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ”، ثم قص يوسف رؤيته على والده، فأمره نبي الله يعقوب أن يخفي هذه الرؤية عن إخوته حتى لا يكيدوا له، فقد كانوا يحقدون عليه من شدة حب أبيه له، وقال تعالى في سورة يوسف الآية الثامنة: “إذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ”، ولكن بالرغم من ذلك وصل لأخوته نبأ الرؤية، فزاد غلهم وحقدهم عليه، وقرروا أن يرموه في البئر حتى يتخلصوا منه.
إلقاء يوسف في البئر
- كان يعقوب يرفض دائمًا أن يلعب يوسف مع أخوته بعيدًا عن عينيه، وعلى الرغم من إلحاحهم الشديد عليه، وافق ذات يوم على أن يذهب معهم يوسف في نزهة. واتفقوا على قتل يوسف، ولكن واحدًا منهم قال لهم إنه ليس هناك حاجة لقتله، وعليهم أن يلقوه في البئر. قال الله تعالى في سورة يوسف الآية العاشرة: “قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ.” وقاموا بتنفيذ خطتهم ورموه في البئر، ثم أخذوا قميصه ولطخوه بدماء الذئب حتى يصدق والدهم أن الذئب قد أكله ومات. ولكن يعقوب علم بما حدث، فكيف يمكن للذئب أن يأكل يوسف وقميصه غير ممزق؟.
- كانت بعض السيارات تمر بجوار البئر ويتوقف السائقون لشرب الماء، وفي إحدى المرات، تعلق سيدنا يوسف بإحدى هذه السيارات دون علم السائقين، وعندما فوجئوا بوجوده، اعتبروه فتىً مفقودًا، وباعوه لعزيز مصر بمبلغ قليل، وأمر عزيز مصر زوجته برعاية يوسف بشكل جيد.
يوسف في السجن
- كان سيدنا يوسف ذا جمال عال جدا، وقيل إنه كان يمتلك ثلث جمال أهل الأرض. وعندما أصبح يوسف شابا، فتنت به امرأة العزيز بجماله وطلبت منه الفاحشة. ولعياذ بالله، يقول تعالى في الآية 23 من سورة يوسف: `وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك ۚ قال معاذ الله`. وعندما صدها، كادت تحاكمه بالمكائد وألقت به في السجن ليبقى فيه سنوات عديدة.
- أصبح سيدنا يوسف مشهورًا في السجن بسبب قدرته على تفسير الأحلام، حيث كان يفسر أحلام أصدقائه، وفسر لأحدهم رؤيته بأنه سيخرج من السجن ويصبح ساقي خمر الملك، ونصحه يوسف عند خروجه بأن يذكر الملك بهذه الرؤية ويطلب منه أن يطلق سراحه، بينما كان تفسير رؤية الآخر بأنه سيصلب وتحققت الرؤيتان.
خروج يوسف من السجن
- في حلمه، رأى ملك مصر يومًا أن سبع بقرات سمينة يأكلها سبع بقرات نحيفة، ورأى سبع سنابل خضراء وسبعة أخرى يابسة، وتم تفسير الحلم بالتفصيل من قبل يوسف، الذي كان ساقي الخمر وأخبر الملك بمعناه.
- فجاءَ يوسفُ وفسَّرَ المنامَ بأنَ مصرَ ستمرُ عليها سبعُ سنينَ يكثرُ فيها الخضرةُ والماءُ، ثمَّ يليها سبعُ سنينَ قحطٍ وجفافٍ، وأنَّ عليهم تخزينَ المؤنِّ والطعامِ حتى تنتهي فترةُ القحطِ، فتعجَّبَ الملكُ من ذكاءِ يوسفَ وبرأهُ من تهمتِهِ وجعلهُ مسؤولًا عن اقتصادِ مصرَ خلالَ تلكَ الفترةِ.
يوسف عزيز مصر
- بعد خروجه من السجن، أصبح يوسف عزيزًا لمصر وأمين مخازنها، وحدثت في ذلك الوقت مجاعة في بلاد كنعان، موطن أخوته، فذهبوا إلى مصر للحصول على القمح، ليصادفوا يوسف ويتعرفوا عليه وهم لا يعرفونه.
- رفض سيدنا يوسف أن يعطيهم الطعام حتى يحضروا أخاهم الباقي، وهو أخ يوسف الوحيد من أمه، فعادوا لأبيهم وأخبروه بذلك، فقال لهم ما ورد في الآية 64 من سورة يوسف “هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ مِن قَبْلُ”، وبعد محاولاتهم لإقناع أبيهم، ترك أخو يوسف يذهب معهم.
- التقى يوسف بأخيه وأخبره بالأمر، واتفقا على وضع المكيال الذهبي للملك في رحلتهما ليحتجزاه، ثم عاد أخوة يوسف إلى والده وأخبروه بما حدث، فابيضت عيناه من الحزن والبكاء على فقدان يوسف وأخيه.
لقاء يوسف ونبي الله يعقوب
- عاد إخوة يوسف إلى مصر من جديد، يطلبون منه العفو عن أخيهم ويخبرونه بما حل بهم من ضر وفقر وأذى وما حدث لأبيهم، فأخبرهم يوسف أنه هو أخوهم وذكرهم بما فعلوه به، فندموا واعترفوا بخطئهم، فسامحهم النبي الكريم، وأعطاهم قميصه ليضعوه على وجه أبيهم ليرتد له بصره.
- ذهب نبي الله يعقوب إلى يوسف بسرعة مشتاقًا للقاء الحبيب الذي فقد الاتصال به لسنوات، ودخلوا جميعًا وسجدوا لسيدنا يوسف سجدة شكر وليست عبادة، وتحققت بذلك رؤية يوسف الصغير.
ملخص قصة سيدنا يوسف
تعلّمنا من قصة سيدنا يوسف أن الله تعالى يرحم عباده المظلومين ولا ينساهم، مهما طالت المدة، ونتعلم أيضًا أن الظلم لا يدوم، ويجب على الحق أن ينتصر في النهاية.