الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

لماذا وصف الله المشركين بأنهم لا يعقلون

لماذا وصف الله المشركين بأنهم لا | موسوعة الشرق الأوسط

يتساءل كثيرون عن سبب وصف الله للمشركين بأنهم غير معقلين. يشير مفهوم الشرك بالله إلى عبادة شريك لله سواء في الألوهية أو الربوبية، وهو من الأمور المحرمة التي نهى عنها الله عز وجل في كتابه الكريم في سورة البقرة (فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون)، وفي سورة النساء (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا). ومن بين أسماء الله الحسنى اسم “الأحد”، وتناولت سورة الإخلاص موضوع التوحيد، مؤكدة أن الله هو الإله الواحد الذي لا يشبهه أحد (ولم يكن له كفوا أحد).

يشير مفهوم شرك الله إلى عبادة شريك لله في خلقه لهذا الكون، كما يمكن أيضًا أن يكون الشرك في صفات الله. ولكن ماذا عن سبب وصفهم في القرآن الكريم بأنهم لا يعقلون؟ سنقدم لكم ذلك في الأسطر التالية من موسوعة.

لماذا وصف الله المشركين بأنهم لا يعقلون

  • يقول المولى في الآية الكريمة رقم 63 من سورة العنكبوت: (وإذا سألتهم من أنزل الماء من السماء فأحيا به الأرض بعد موتها ليقولوا الله. قل: الحمد لله. بل أكثرهم لا يعقلون).” في هذه الآية، يخاطب الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أنه إذا سأل المشركين عن من ينزل المطر من السماء، سيرد الله عليه بأنه هو من ينزله.
  • إذا أجابوا بذلك، فليقل الحمد لله، فهم قوم يجهلون بأمر دينهم ويعبدون مع الله آلهة أخرى، ولا يدركون عقوبة ما يفعلونه، وهي العذاب في النار.
  • سبب وصف الله المشركين بأنهم “لا يعقلون” هو أنهم، على الرغم من إيمانهم بأن الله هو خالق هذا الكون وأنه ينزل الأمطار من السماء، وإيمانهم بأن دين الإسلام هو الحق، إلا أنهم لا يزالون يشركون به ويجحدون نعمه.

أنواع الشرك

ينقسم الشرك إلى نوعين أساسيين وهما ما يلي:

الشرك الأكبر

  • الشرك في الألوهية: يعني الشرك في الألوهية أن يوجه المشرك عبادته وإيمانه إلى شريك آخر، مثل عبادة الأصنام وزيارة الأضرحة والدعاء للأولياء والصالحين دون الدعاء مباشرة لله.
  • الشرك في الربوبية: يعني ذلك بالإيمان بوجود إله آخر خلق هذا الكون وهو المدبر لأموره، والذي يحيي الأموات ويميت الأحياء، ومن الأمثلة الشهيرة لذلك هو فرعون الذي ادعى أنه إله وأمر قومه بعبادته.
  • الشرك في الصفات: يعني الشرك أن يؤمن المشرك بوجود صفات لله في شخص ما، مثل اعتقاد بعض الناس أن هناك أشخاصًا يعلمون الغيب مثل من يتنبأون من خلال الفنجان أو ينظرون إلى الكف، وهذا هو أحد أبرز أمثلة الشرك في الصفات.

الشرك الأصغر

  • الرياء: الرياء” يعني أن يطيع المشرك لغرض معين لا من أجل طاعة الله، وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: “إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر”، فسئل عن معنى ذلك، فأجاب بأنه الرياء، وقال الله عز وجل: “إذا جزى الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء.
  • الحلف بغير الله: ويشمل ذلك الحلف بالقرآن الكريم أو الكعبة أو بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقد نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: “إنكم تنددون، وإنكم تشركون تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة، ويقولون: ما شاء الله، ثم شئت.
  • شرك التعلق ببعض الأسباب: وذلك كما في الاعتقادِ بأشياءِ تحمي من الحسدِ مثل استخدامِ الخرزةِ الزرقاءِ، ففي تلك الحالةِ يتمُّ اللجوءُ لرموزٍ لا تنفعُ ولا تضرُ دون اللجوءِ والدعاءِ إلى اللهِ بالتحصينِ من الحسدِ.

حكم الشرك في الإسلام

  • يعتبر الشرك الأكبر من بين السبع المهلكات التي أشار إليها الرسول صلى الله عليه وسلم. عندما سئل عن تلك المهلكات، أجاب: “اجتنبوا السبع الموبقات”. سئلوا: “ما هي تلك المهلكات يا رسول الله؟” فأجاب: “الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات”. فإن هذه السبع المهلكات تعد مصدرا للدخول في النار، لأن الشرك يؤدي إلى ارتكاب خروج عن دين الإسلام، فالمشرك في هذه الحالة يكون كافرا ومرتدا عن الإيمان.
  • بخصوص حكم الشرك الأصغر في الإسلام، فإنه يعتبر كبيراً من كبائر الذنوب التي لا تخرج المشرك من ملة الإسلام، ولكنه من الذنوب العظيمة التي تستدعي التوبة إلى الله والتضرع للمغفرة.

وبهذا نكون قد شرحنا لك إجابة سؤال `لماذا وصف الله المشركين بأنهم لا يعقلون؟`، وهو اللفظ الذي ذكر في سورة العنكبوت، كما عرضنا عليك أنواع الشرك التي تنقسم إلى شرك أكبر وشرك أصغر، إلى جانب حكم الشرك في الإسلام.

ولقراء المزيد عن الشرك والفرق بينه وبين الكفر يمكنك الإطلاع على المقال التالي من الموسوعة العربية الشاملة:

ما هو الفرق بين الكفر والشرك ومفهوم كل منهما

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى