الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما هو الفرق بين الكفر والشرك ومفهوم كل منهما

Add a heading616 | موسوعة الشرق الأوسط

يهدف هذا المقال إلى توضيح الفرق بين الكفر والشرك، فالبعض يخلط بينهما ويظن أنهما يعنيان الشيء نفسه. وقد ذكر الله الكفر في العديد من آيات القرآن الكريم، مثل الآية الكريمة رقم 108 في سورة البقرة (وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ). أما الشرك فقد ذكره الله المولى عز وجل في العديد من آيات القرآن الكريم، مثل ما ورد في سورة النساء (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا). والحكمة وراء ذكر الكفر والشرك في آيات كثيرة في القرآن الكريم هي التحذير من الوقوع فيهما، وعلى الرغم من أن العاقبة لكلاهما هي العذاب الأليم في النار، إلا أنهما يختلفان في المعنى.

جدول المحتويات

الفرق بين الكفر والشرك

معنى الكفر

يعني لفظ الكفر التغطية والستر، وفي الدين يعني الحجب عن الحق والإنكار، ويقصد بها الكافر الذي ينكر الإيمان بالله وبكتبه ورسله، ويعتبر كافرًا إذا وصلته الرسالة التي تدعوه إلى عبادة الله وحده ولم يؤمن بها، ويعتبر الإنسان كافرًا إذا أنكر بقلبه أو بقولٍ أو فعلٍ.

أنواع الكفر

يحدث الكفر نتيجة لعدة دوافع، فبعضهم يكفر بدافع التكبر وآخرون بدافع الشك، وبعضهم الآخر يكفر بدافع التكذيب، واستنادًا إلى هذه الدوافع، تم تقسيم الكفر إلى الأنواع التالية:

  • كفر الاستكبار: في الحالات التي يرفض فيها الكافر أن يعبد الله ويؤمن برسله وكتبه ويتكبر عن ذلك، ويسعى دوما لتجاهل سماع الحق، ومن أبرز أمثلة الكفر الاستكباري هو كفر إبليس بأمر الله له بالسجود لآدم، حيث رفض بالتكبير والاستكبار أن يسجد للبشرية المخلوقة من طين، وهذا ما ورد في القرآن الكريم في سورة البقرة (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين)
  • كفر التكذيب: في هذا النوع من الكفر، ينكر الكافر حقيقة الإيمان بالله، ويتجاهلها، وربما يكون على دراية تامة بأن الإيمان بالله حق بطين، ولكنه يعبر عن عدم اعترافه بذلك، ومن أمثلة هذا النوع من الكفر كفر اليهود بالرسالة النبوية، حيث كانوا يعرفون الحقيقة، ولكنهم اتبعوا الباطل، وهذا النوع من الكفر ورد في القرآن الكريم في سورة البقرة، حيث ذكر الله أن بعض الناس يكتمون الحق وهم يعلمون.
  • كفر الشك: في هذا النوع من الكفر، يدفع الكافر نفسه إلى شك وجود الله، وشك صدق الرسالة النبوية الشريفة.
  • كفر النفاق: يُعتبر الإنسان كافرًا عندما يكون إيمانه غير حقيقي، وهذا يحدث عندما يظهر للجميع أنه مؤمن، ولكن في الحقيقة يكون كافرًا.

تتضمن جميع الأنواع المذكورة سابقًا تعريف “الكفر الأكبر” الذي يجعل الكافر خارج دين الإسلام، وأما “الكفر الأصغر” فيشمل الكبائر التي يرتكبها العبد والتي لا تجعله خارج دين الإسلام.

معنى الشرك

يشير مفهوم الشرك بشكل عام إلى تعاون مجموعة من الأفراد في عمل محدد. أما في الدين، فإن الشرك يعني تخصيص شريك لله في العبادة أو النداء لغير الله، وهذا يعني عدم الاعتراف بوحدانية الله كالعبادة للأصنام والنجوم وغيرها، أو العبادة لإنسان يعتبر بعض الناس ابنًا لله، وهذا هو السبب الذي دفع إلى نزول سورة الإخلاص، حيث تشير آياتها إلى أن الله هو الإله الواحد الذي لا يلد ولا يولد، ولا يوجد شيء مثله في السموات والأرض.

أنواع الشرك

ينقسم الشرك إلى نوعين أساسيين وهما: تتوفر شركات بأحجام مختلفة، الكبيرة والصغيرة، وفيما يلي سنستعرض كلاً منهما بشكل منفصل:

الشرك الأكبر

يتشابه الشرك الأكبر مع الكفر الأكبر في أنهما يخرجان عن دين الإسلام، وتنوعت أنواع الشرك الأكبر فيما يلي:

الشرك في الأسماء والصفات

في هذا النوع من الشرك، لا يعترف صاحبه بأن الله لا يوجد مثيل له في السماء ولا في الأرض، ويتم إلحاق صفات العلا وأسمائه بالبشر، ومن أبرز أمثلة ذلك اعتقاد المشركين بأن بعض الأشخاص يعرفون الغيب ويمكنهم التنبؤ بالأحداث المستقبلية من خلال قراءة الفناجين وغيرها.

الشرك في الربوبية

في هذا النوع من الشرك، يعتقد الإنسان أن هناك إله آخر يخلق ويدير هذا الكون بجانب الله، وأحد أمثلة الشرك الأكبر هو ادعاء فرعون بأنه الرب الأعلى، وذلك كما ورد في القرآن الكريم في سورة طه (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ).

الشرك في الألوهية

أما في شرك الألوهية فإن الدافع يكون للتقرب من الله، حيث يعتقد المشرك أن اتخاذ ندًا لله في الملك عملاً يقربه إلى المولى، وفي الماضي كان شرك الألوهية في عبادة الأصنام والأوثان، وفي الوقت الحالي يتمثل في الدعاء إلى الأولياء الصالحين دون الدعاء إلى الله مباشرة، وينبع هذا من عدم الوعي الديني.

الشرك الأصغر

أما عن الشركة الأصغر، فهي الشركة التي لا يخرج المساهم بها عن ملة الإسلام، وتنقسم إلى نوعين أساسيين وهما:

الشرك رياءً

والمقصود هنا هو أن يكون الدافع الرئيسي لأداء العبد للطاعات ما يُنفع به سواءً كان ذلك لتحقيق منصب رفيع أو غير ذلك. وقد ذكر الرسول الكريم ذلك النوع من الشرك في حديثه الشريف، حيث قال: “إنَّ أخوفَ ما أخافُ عليكم الشِّركُ الأصغرُ”، فقالوا: وما الشِّركُ الأصغرُ يا رسولَ اللهِ؟ فقال: “الرِّياءُ، يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: إذا جزى النَّاسَ بأعمالِهم اذهَبوا إلى الَّذين كُنْتُم تُراؤُونَ في الدُّنيا فانظُروا هل تجِدونَ عندَهم جزاءً.

الحلف بغير الله

الحلف الشائع بين المسلمين هو الحلف بالرموز الدينية مثل الكعبة والقرآن الكريم لإثبات صحة كلامهم، ولكن دون الانتحال بالشرك بالله. وذكر هذا في الحديث النبوي الشريف: “إنكم تنددون وإنكم تشركون، تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا الحلف أن يقولوا: ورب الكعبة، ويقولون: ما شاء الله ثم شئت.

وبناءً على مفهومي الكفر والشرك، فإن الكفر يعتبر أكثر تعمقًا وشمولًا من الشرك، ويعتبر الشرك بالله صورة من صور الكفر، وترك الصلاة يُعدِّل الكفر والشرك، ويأتي ذلك وفقًا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ”بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة“.

المراجع

1

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى