يامن يجيب دعوة المضطر
ضمن المولى سبحانه لعباده أن يستجيب دعوة المضطر حين يلجأ إليه بالدعاء، وقد أخبرنا الله عن نفسه بهذا الأمر، والسبب في ذلك هو أن لجوء العبد إلى الله يكون نتيجة إخلاصه وحبه له، وأن قلبه يكون متعلقًا بالله ومُقطعًا عن غيره.
إن الإخلاص لدي الله له مكانة عظيمة وأثر كبير، سواء كان ذلك الإخلاص من شخص مؤمن أو كافر أو مطيع لله ويعبد الله بحق أو شخص فاسق. فإن الله يستجيب للدعاء في وقت الضرورة وعندما يكون الإخلاص موجودًا في القلب، على الرغم من علم الله بأنهم قد يعودون إلى الكفر والشرك، ولكنه يستجيب للدعاء.
” ففي الحديث:ثلاث دعوات لا شك في استجابتها: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لابنه
يتضمن هذا الحديث في كتاب الشهاب، وهو من الأحاديث الصحيحة، ويعني أن الله يستجيب لدعاء المظلوم عندما يكون هذا الدعاء صادقًا وصريحًا، ويعتمد المظلوم على رحمة الله وكرمه، وسيستجيب الله لهذا الدعاء حتى لو كان المظلوم كافرًا أو فاسقًا.
تفسير دعوة المظلوم
وفسرت استجابة دعوة الإنسان المظلوم بنصرة الله له ضد الظالم الذي ظلمه بأي طريقة يشاء المولى وحده، سواء بإلقاء القهر على الظالم، أو الانتقام منه، أو بأن يقوم الله بإرسال شخص ظالم آخر ليهينه. وفي ذلك تحذير شديد من الظلم عموما، بسبب غضب الله عز وجل وسخطه، وخروجه عن الأوامر. فقد قال المولى بلسان النبي في صحيح الإمام مسلم
يقول الله تعالى: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً، فلا تظلموا)
- يجد المظلوم نفسه مضطرًا للتقرب من المسافر، حيث يفتقد وطنه وأهله وأصدقائه وأحبابه، ولا يجد شخصًا يسعده أو يساعده في غربته. لذلك فإنه يحتاج إلى الاستعانة بالله والدعاء له، حيث إن الله يستجيب دعاء المضطر عندما يدعوه.
- فيما يتعلق بدعوة الوالد لأبنائه، فإن الآباء يظهرون لأبنائهم حنانًا ورعايةً لا مثيل لها، وعندما يصبح الأبناء عاجزين عن مساعدة آبائهم ويشعرون باليأس من رعايتهم، فإن آباؤهم يتقبلون الأمر ويتصدقون على بناتهم بحسب الحاجة، على الرغم من أن هذا قد يؤدي إلى إيذاء الآباء من قبل أبنائهم، وفي هذه الحالة يستجيب الله لدعواتهم بسرعة.
- لذلك، يجب علينا التضرع والدعاء إلى الله بكل صدق وإلحاح، حتى لو تأخرت الإجابة، فلا ينبغي لنا أن نسمح لليأس بالسيطرة علينا من قِبَلِ الشيطان الذي يُزرع في أنفسنا اليأس والإحباط.