الدين و الروحانياتالناس و المجتمع
هل يجوز صلاة التهجد بعد الشفع والوتر
هل يجوز صلاة التهجد بعد الشفع والوتر
- تُعتبر صلاة التهجد صلاة تطوعية أو نافلة، وتؤدى دائمًا في الليل بعد النوم، وتسمى بصلاة التهجد لأنها تأتي بعد النوم وتهجد يعني الاستيقاظ من النوم أو السهر. وبالتالي، فإذا صلى الشخص صلاة التهجد بعد صلاة الوتر، فإن ذلك جائز.
- ذُكِرَتْ في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من الأدلة التي تحث المسلمين على أداء صلاة التهجد، بسبب الفضل الكبير لها، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة الإسراء “وَمِنَ اللَيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا.
- صلاة التهجد هي أفضل الصلوات بعد صلاة الفرائض، لأنها تكون في وقت الراحة والتغافل، فيجتهد المسلم ويتغلب على نومه ونعاسه ليصلي التهجد.
- وقال أيضا رسول الله -صلى الله عليه وسلم— “فَقالَ: أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ”.
- يطرح العديد من المسلمين أسئلة حول صلاة التهجد والوقت الصحيح لأدائها. ومن بين هذه الأسئلة، هل يجوز أداء صلاة التهجد بعد صلاة الشفع والوتر؟ الإجابة هي نعم، يجوز أداء صلاة التهجد بعد صلاة الشفع والوتر. ومع ذلك، من الأفضل أن يؤجل المسلم صلاة الوتر إذا كان واثقا من أنه سيستيقظ لأداء صلاة التهجد، وذلك استنادا إلى حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – الذي قال: “اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا”. ومع ذلك، إذا صلى المسلم صلاة الوتر ثم استراح وبعد ذلك قام من نومه لأداء صلاة التهجد، فلا داعي لأن يصلي ركعة الوتر مرة أخرى، حيث قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – “لا وتران في ليلة.
كيفية صلاة التهجد
- يعتاد المسلم على أداء صلاة التهجد قبل النوم، وإذا فاتته وغلب عليه النوم، يُكتب له أجر القيام ويعتبر نومه صدقة.
- من الأمور الجميلة التي يمكن للمسلم أن يتبعها على سبيل الاقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، هي مسح الوجه عند الاستيقاظ والبدء في قراءة الآيات العشر الأخيرة من سورة آل عمران، بدءًا من الآية “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ” وحتى نهاية السورة.
- يبدأ الإنسان الصلاة بالتوضؤ والاستعداد للصلاة، ثم يقوم بأداء صلاة التهجد بركعتين قصيرتين، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: `إذا قام أحدكم من الليل، فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين`.
- تتكون المثنى من ركعتين، ويسلم بين كل ركعتين، ويمكن أن يصلي الشخص أربع ركعات ثم يسلم بعدها، ويتشهد بين كل ركعتين، أو في التشهد الأخير في نهاية الصلاة.
- يقوم المسلم بتحديد عدد ركعات التهجد التي سيصليها، ويجوز له زيادة أو نقصان فيها، ويفضل أن يصلي عدد الركعات التي اعتاد عليها، وإن فاتته أي ركعة يقوم بقضائها في اليوم التالي.
- ينبغي للرجل أن يصلي صلاة التهجد في بيته، وليس في المسجد، ويفضل أن يوقظ أسرته لصلاة التهجد معه إذا كان بالإمكان، وإذا كان يمكنه الصلاة معهم.
- يستحب أيضًا للمصلي أن يطيل في قراءة القرآن الكريم أثناء التهجد، ومن المستحب أن يرفع صوته في بعض الأحيان ويجعله سريًا في بعض الأحيان، وعندما يقرأ آية تتحدث عن عظمة الله، يستحب أيضًا أن يدعو الله لنفسه بالبركة والرحمة والعزَّة.
- يجب على المسلمين تأخير صلاة الوتر بعد صلاة التهجد، بغض النظر عن عدد ركعات صلاة التهجد، والختامية الفعلية هي ركعة الوتر. فالرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي ركعتين ركعتين ثم يختم بصلاة الوتر، ثم يستعد لصلاة الصبح.
صلاة التهجد كم ركعة
- اتفق العلماء على أن أقل عدد لركعات التهجد هو ركعتان خفيفتان، وهذا ما ورد في السنة النبوية، حيث روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: `إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين`
- بينما اختلفت المذاهب في عددها من حيث الكثرة:
- وفقًا للمذهب الحنفي، فإن أكثر ركعات التهجد هي ثمانية ركعات، وذلك لأن ابن الهمام ذكر أن أقل عدد ركعات التهجد التي كان يصليها الرسول صلى الله عليه وسلم كانت ركعتان، وأكثرها كان ثمانية.
- ورأى المذهب المالكي: أن أكثر عدد من الركعات في الصلاة هو عشرة أو اثنتي عشرة ركعة، فقد روى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي إحدى عشرة ركعة ويؤتر منهما بركعة واحدة.
- أما رأى المذهب الشافعي: ليس هناك عدد محدد لركعات التهجد ولا يوجد حصر لها، ويجب على كل مسلم أن يصلي بما يستطيع.
هل يجوز تأخير صلاة الشفع والوتر إلى حين قيام الليل
بعد الإجابة على سؤال “هل يجوز صلاة التهجد بعد الشفع والوتر”، سنجيب أيضًا على سؤال آخر وهو “هل يجوز تأخير صلاة الشفع والوتر حتى قيام الليل؟.”، حيث يحرص المسلمون دائمًا على أداء العبادات والاقتراب من الله بأفضل الطرق. فالإجابة عن هذا السؤال هي: نعم، يجوز تأخير صلاة الشفع والوتر حتى قيام الليل، فإذا أراد المسلم أن يؤتر في بداية الليل فليفعل، وإذا أراد أن يؤتر في نهاية الليل فليفعل، ولكن الأفضل أن يختم الصلاة بركعة وتر فردية. وإذا كان المسلم ينوي القيام بصلاة التهجد وتأكد من ذلك، فمن الأفضل تأخير صلاة الوتر بعد صلاة التهجد، حيث قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ خَافَ أَنْ لَا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَنْ طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ؛ فَإِنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذَلِكَ أَفْضَلُ
حكم قيام الليل بعد الوتر عند المالكية
تختلف آراء المذاهب الربعة فيما يتعلق بحكم قيام الليل بعد الوتر، ونُوضح فيما يلي جوانب الاختلاف:
مذهب المالكية
- تعترف المذهب المالكي بكراهية صلاة التطوع بعد صلاة الوتر دون فصل بينهما، ويتم أداء صلاة التطوع ركعتين ركعتين.
- يجوز تقديم ركعة الوتر عند الكراهة، ويمكن أداء ركعات إضافية من قيام الليل.
- ويعتبر اتخاذ النية قبل صلاة الوتر مكروهًا في مذهب المالكية.
- إذا كان المصلي يعتزم أداء صلاة التطوع بعد صلاة الوتر، أو عندما يصلي بها، وحتى وإن لم يكن نائمًا قبل ذلك، فمن المباح له أن يصلي صلاة التطوع بعد الوتر في ذلك الوقت، وإلا فإن الفعل يكون مكروهًا.
مذهب الحنفية
- يحظر على المسلم إعادة ركعة الوتر، إذا صلى الوتر في بداية الليل، ثم صلى صلاة التهجد، وهذا مستند إلى حديث النبي الشريف حيث قال: “لا وتران في ليلة.
- وبالتالي، تجوز صلاة التطوع بعد صلاة الوتر، وليس من الواجب إعادة ركعة الوتر، ويستحب صلاة الوتر جماعة في بداية شهر رمضان.
مذهب الشافعية
- يعتقد الشافعية أنه يمكن أداء ركعات من صلاة الليل بعد صلاة الوتر، حيث ذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه صلى ركعتين بعد صلاة الوتر.
مذهب الحنابلة
- يرى الحنابلة جواز صلاة قيام الليل بعد صلاة الوتر دون تكرار الوتر مرة أخرى، ويعتمدون في ذلك على حديث النبي -عليه الصلاة والسلام- حيث كان لا يوتر مرتين في الليلة.
- لا يوجد مانع لدى المسلمين من أداء صلاة الوتر في بداية النهار إذا كانوا يخشون عدم الاستيقاظ لأدائها في وقتها الليلي.
- لا يوجد أي مانع من أداء صلاة التهجد في الليل بعد الصلاة الوتر، فقد كان ذلك من عادات النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
