الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

هل يجوز تهنئة المسيحيين في أعيادهم

هل يجوز تهنئة المسيحيين في أعيادهم | موسوعة الشرق الأوسط

يتساءل المسلمون في البلاد التي يعيشون فيها مع المسيحيين عما إذا كان يجوز تهنئتهم بأعيادهم أم لا، وهل تعتبر هذه الفعلة محرمة أم لا. وذلك لمعرفة حكم الدين في هذا الأمر حتى يطمئن قلب المسلم ويتجنب الشك والقلق في فعله. وسوف نتعرف اليوم على رأي علماء الدين الإسلامي حول هذا الموضوع من خلال المقال التالي الذي يقدمه لكم موقع موسوعة

هل يجوز تهنئة المسيحيين في أعيادهم

المذاهب الأربعة في الفقه الإسلامي هي مذهب الإمام أبو حنيفة النعمان، ومذهب الإمام مالك، ومذهب الإمام الشافعي، ومذهب الإمام أحمد ابن حنبل. وقد اختلفوا في حكم تهنئة النصارى في أعيادهم على النحو التالي:

حكم تهنئة النصارى باعيادهم المذاهب الأربعة

  • حكم تهنئة المسيحين في أعيادهم في مذهب الحنيفية

يعتبر المذهب الحنفي أن إهداء الهدايا للمشركين في أعيادهم بهدف تعظيمها وإجلال ذلك اليوم يعد من الأفعال الكفرية. ولكن إذا كان الهدف من إهداء الهدية ليس تعظيم الأيام التي يحتفلون بها بعقائدهم الباطلة، فإن هذا الأمر لا يخرج الفرد من دين الإسلام. ومع ذلك، من الأفضل أن لا يهنئهم في ذلك اليوم، بل يمكن تأجيل التهنئة إلى يوم آخر لتجنب الشبهات.

  • حكم تهنئة النصارى في أعيادهم في مذهب المالكية

يعتبر مذهب المالكية أنه من المكروه أن يحتفل المسلم في الأيام التي يحتفل فيها النصارى بأعيادهم، وذلك لأن ذلك يشبههم، ولأنه يساعد على تعزيز شركهم وكفرهم، وينبغي على الملوك والأمراء والسلاطين منع الناس من فعل ذلك.

  • حكم تهنئة المسيحين بأعيادهم في مذهب الشافعية

يرون علماء الشافعية أنه لا يجوز للمسلمين الموافقة على الكفار في أعيادهم، ولا ينبغي لهم تهنئة الذميين في الأعياد الخاصة بهم.

  • حكم تهنئة النصاري بالعيد في مذهب الحنابلة

يرى الحنابلة أنه يكره للمسلم أن يظهر ما يوجب المودة بينه وبين أهل الكتاب، وذلك لقول الله تعالى: “لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله”، ولا يجوز له أن يهنئهم أو يعزيهم أو يعودهم، ولا يجوز زيارة الذمي إلا إذا كانوا ممن يرجى إسلامهم وتعين مودتهم على دخول الإسلام.

هل يجوز تهنئة المسيحيين باعيادهم دار الإفتاء

أوضحت دار الإفتاء المصرية، وهي الهيئة المسؤولة عن شؤون الفتوى في جمهورية مصر العربية، بأنه لا مانع شرعًا من تهنئة غير المسلمين في الأعياد والمناسبات الخاصة بهم، وأن الفهم المتشدد الذي يصر عليه بعض الناس بشأن هذا الأمر ليس له أي دليل شرعي ولا يخرج من الملة.

استدل العلماء الذين يقولون بجواز تهنئة غير المسلمين في أعيادهم بعدة أدلة، منها:

  • قام الرسول صلى الله عليه وسلم بقبول الهدايا من غير المسلمين، وزيارة مرضاهم، ومعاملتهم بالإحسان، والاستعانة بهم في الحرب والسلم.
  • لم يفرق الله تعالى بين المسلمين والغير مسلمين في رد التحية والسلام، إذ قال الله تعالى في كتابه العزيز: `وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها`. وتهنئة الأعياد والمناسبات المختلفة هي نوع من أنواع رد التحية.

أوضحت دار الإفتاء أن المحرم شرعاً هو التشبه بالكفار والموافقة على اعتقاداتهم وأفعالهم التي نهى عنها الإسلام، أو تلك التي تخالف أحد الأمور الثابتة في الدين الإسلامي.

 

بعد تقديم الآراء العلمية في الحكم الشرعي لتهنئة المسيحيين بأعيادهم الخاصة، نأمل أن يكون المقال قد نال إعجابكم، ويمكنكم متابعة المزيد من المقالات حول مواضيع مختلفة عبر زيارة موقع الموسوعة العربية الشاملة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى