الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

هل يجوز اخراج زكاة الفطر تمر

هل يجوز اخراج زكاة الفطر تمر | موسوعة الشرق الأوسط

هل يجوز اخراج زكاة الفطر تمر

أمر الله عز وجل بإخراج زكاة الفطر منذ بداية شهر رمضان المبارك حتى قبل صلاة العيد، ولها أهمية عظيمة إذ تطهر النفس والقلب من الوساوس والشرور، وتجلب السرور والفرح للفقراء والمحتاجين في عيد الفطر، وهي فريضة على جميع المسلمين. وتساءل البعض عن حكم إخراج زكاة الفطر في صورة طعام بدلاً من المال، وقد وضح الفقهاء هذه الجزئية لمنع التفسيرات الخاطئة، ويتم ذكرها لكم فيما يلي.

  • ذكر الصحابي أبو سعيد الخدري قوله عن النبي صلى الله عليه وسلم: كنا نخرج زكاة الفطر عن كل شخص صغير وكبير، حر أو عبد، بصاع من الطعام أو بصاع من الأقط أو بصاع من الشعير أو بصاع من التمر أو بصاع من الزبيب. وفي حديث آخر، كنا نخرج في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفطر بصاع من الطعام. وقال أبو سعيد: كان طعامنا الشعير والزبيب والأقط والتمر.
  • يمكن للمسلم إخراج زكاة الفطر في شكل تمر أو شعير أو قطأ أو زبيب، وفقًا لما ذكره رسول الله، ويجب أن تكون بمقدار صاعٍ.
  • زكاة الفطر واجبة على المسلمين، ويجب الالتزام بها وإخراجها في أي وقت خلال شهر رمضان المبارك.
  • بخصوص رأي المذاهب الأربعة، فالمذهب الحنفي يشير إلى ضرورة إخراج زكاة عيد الفطر بقدر نصف صاع من القمح، ويستندون في هذا الحكم إلى خطبة النبي قبل يوم العيد.
  • أشار المذهب الحنبلي والمالكي والشافعي إلى أن قيمة زكاة الفطر يمكن أن تكون بلح من الأنواع الأخرى، واستنتجوا ذلك من الحديث النبوي.

ما هي زكاة الفطر

أوضح العلماء ضرورة فرض الزكاة بالاستناد إلى آيات من القرآن الكريم مع تفسير الحكم المرتبط بها، لكي يدرك المسلمون أهمية الزكاة للفرد المزكي والمحتاج.

  • يقول الله سبحانه وتعالى في الآية رقم 110 من سورة البقرة عن الزكاة: `وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ۚ وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله ۗ إن الله بما تعملون بصير`.
  • يفسر المعنى الذي يحمله الآية بأن الزكاة هي أمر وفريضة مثل الصلاة، إذ أنها الركن الثالث من أركان الإسلام، وعلى المسلمين تطبيق جميع أحكام الدين.
  • تعرف زكاة عيد الفطر بأنها الخراج الذي يجب دفعه سواء كان عبارة عن مال أو طعام، ويتم تقديمه للفقراء من أهل المسلمين.
  • أكد رجال الدين أنه يجوز دفع زكاة الفطر من دولة إلى أخرى، وإذا كان الشخص مهاجرًا، فيمكنه دفع زكاة عيد الفطر في نفس الدولة أو إرسالها إلى دولته، لأن الغرض من الخراج هو تلبية احتياجات الفقراء والمحتاجين من المسلمين.

متى فرضت زكاة الفطر

نزلت الفرائض على المسلمين تباعًا ابتداءً من الصلاة ثم القرآن والزكاة، ويجب على المسلمين الالتزام بجميع أركان الإسلام واتباع السنة النبوية والقرآن الكريم كمرجع للسير على نهج الأنبياء والرسل.

  • قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن زكاة عيد الفطر: “فَرَضَ رسولُ اللهِ صدقةَ الفطرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ من اللَّغْوِ والرَّفثِ، طُعْمَةً لِلْمَساكِينِ، فمَنْ أَدَّاها قبلَ الصَّلاةِ؛ فهيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، ومَنْ أَدَّاها بعدَ الصَّلاةِ؛ فهيَ صدقةٌ مِنَ الصدقةِ.
  • جاء فرض الزكاة ليطهر المسلم من الخطايا والذنوب ويساعد المحتاجين ويحقق احتياجاتهم، وعلى هذا يسود العدل بين المسلمين.
  • فُرض الزكاة في السنة الثانية من هجرة الرسول، وقد اتفق العلماء على أن توقيت الفرض كان في نهاية شهر رمضان.

آراء الفقهاء في وقت إخراج زكاة الفطر

يخرج بعض المسلمين زكاة عيد الفطر في أوقات مختلفة من شهر رمضان، وبسبب تفاوت الآراء حول التوقيت الأنسب للخراج، اختلف الفقهاء في حكم هذا الأمر، وسنعرضه لكم في الفقرة التالية.

  • المذهب الشافعي والحنابلة: أشار فقهاء المذهب الحنبلي والشافعي إلى أن وقت إخراج زكاة الفطر يكون في فجر العيد، واستند المذهبان إلى قول النبي محمد حول دفع الزكاة في وقت ذهاب المسلمين للصلاة.
  • فيما يتعلق بتقديم الزكاة، فقد أعلن المذهب الحنبلي عن جواز تقديمها وإخراجها طوال شهر رمضان، في حين يرون المذهب الشافعي أنه من الأفضل إخراجها يوم العيد وألا يتأجل ذلك.
  • المذهب المالكي والحنيفي: ذُكِرَ في المذهب الحنيفي والمالكي أن آخر وقت لدفع الزكاة يتزامن مع غروب شمس نهاية شهر رمضان، وقد استدلوا على ذلك باستشهاد حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • يوافق المذهبان على جواز إخراج زكاة الفطر في اليومين الأخيرين من شهر رمضان، ويستندون إلى ما جاء به الصحابة رضي الله عنهما.

شروط وجوب زكاة عيد الفطر

ذكرت المذاهب الأربعة شروط وجوب زكاة الفطر على المسلمين، واتفقوا على العديد من الأحكام واختلفوا في بعض الأحكام الأخرى، ولذلك سنناقش الشروط فيما يلي.

  • اتفقت المذاهب الأربعة على أن الزكاة فرضت على المسلم القادر، ويتم تفسير القدرة على قدرة العبد على تأمين رزقه اليومي ووجود دخل ثابت، وعلى أن يكون حرًا وغير مملوكًا.
  • يسمح المذهب المالكي للمسلمين الذين لديهم القدرة على الدفع وتوفير دخلهم بالاستدانة لدفع الزكاة، ثم يعيدون السداد ما داموا يمتلكون مصدر دخل، وإلا فإن حكم الزكاة يسقط عنهم.
  • تختلف الآراء حول الوقت المناسب لإخراج زكاة الفطر، سواء كان في نهاية شهر رمضان أو في الصباح الباكر من عيد الفطر.

على من لا تجب زكاة الفطر

يجب على جميع المسلمين دفع زكاة عيد الفطر، ومن تركها فقد ارتكب خطيئة كبيرة، ولكن هناك بعض الحالات التي يُستثنى فيها الدفع، ويرحم الله عباده.

  • الفقير: لا يتوجب على الفقير الذي لا يملك دخلاً يومياً ثابتاً إخراج زكاة الفطر، لأنه لا يستطيع تحمل هذه الفريضة، ولكن يُعفى عنه هذا الواجب.
  • المتوفى: لا تخرج الزكاة على المتوفين، وكذلك لا يجب على المتوفين في نهاية شهر رمضان دفع الخراج.
  • الجنين: يجب على رب الأسرة دفع زكاة عيد الفطر عن جميع أفراد الأسرة، ولكن لا يجب عليه دفع زكاة الجنين إلا في حالة ولادته قبل عيد الفطر.
  • الغير بالغ: لا يجب على الأطفال غير البالغين دفع زكاة لأنهم لم يستقلوا ماديًا عن الأسرة، ولكن يجب عليهم دفع الزكاة عن أموالهم، ويقع هذا الواجب على ولي الأمر حتى يصل الطفل إلى البلوغ ويصبح قادرًا ماديًا.

حكم عدم إخراج زكاة الفطر

هل يُعتبر المسلم مذنبًا عند تأخير زكاة عيد الفطر؟ قدم كبار الفقهاء إجابة على هذا السؤال الذي تلقوه من الكثيرين، مستندين إلى أحكام الشريعة.

  • يقول العالم الجليل ابن باز رحمه الله، إذا تأخر الشخص عن دفع زكاة عيد الفطر عن عمد فقد ارتكب خطيئة ويجب عليه التوبة، وإذا نسي وغفل فلا إثم عليه ويجب عليه الاستغفار، وفي كلا الحالتين يجب دفع الزكاة.
  • نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن تأجيل زكاة عيد الفطر، حيث يجب إعطاؤها قبل طلوع شمس العيد، حتى يستطيع المحتاجون شراء الطعام والملابس مثل باقي المسلمين.
  • جعل الله زكاة العيد نفعًا للمزكي والمحتاج، فإن المزكي سينال الأجر والثواب ويطهر نفسه وجسده وحياته من الذنوب، وسينعم الله بالخير والرزق على المحتاج.

المراجع

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى