هل يجوز إعطاء الزكاة للأخ المحتاج دون إبلاغه لتجنب الحرج
تعرض تكرار وتعقيد المسائل الفقهية لتساؤل مهم، وهو هل يجوز إعطاء الزكاة للأخ المحتاج دون إخباره لتجنب الحرج؟، ويأتي هذا الموضوع من حرصنا على صرف الزكاة لمستحقيها بالطريقة الأمثل التي شرعها الله.
ونظرًا لأهمية هذا النوع من الاستفهامات وما يمكن أن ينبثق منها من جوانب هامة وأصيلة في حياة المسلم، قمنا بعرضها في موسوعتنا، وجمعنا ما تدارسه العلماء حول هذا الموضوع وتقديمه بشكل كامل أمامك عزيزي القارئ.
هل يجوز إعطاء الزكاة للأخ المحتاج دون إبلاغه لتجنب الحرج
يتضمن استعراض أبرز الفتاوى التي أجاب عليها كبار العلماء حول هذا السؤال، باستخدام القرآن والسنة، وذلك للوصول إلى التالي:)
- أفتى الإمام بن باز رحمه الله، الرئيس السابق لإدارة البحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية، بجواز إعطاء الزكاة للإخوة والأخوات.
- أكد الدكتور عبد السلام سليمان، عضو هيئة كبار العلماء، على هذا الرأي حديثًا.
- الزكاة المفروضة على الأقارب هي فضل شرعي وجزاء عظيم، حيث يجب أن يتم التعامل معهم بالمعروف قبل غيرهم.
- تستثنى من هذا الحكم الأقارب من الفرع والأصل مثل الأجداد والآباء والأبناء والأحفاد.
- حيث يجب إعالة أهل المال شرعًا، ولا يجب عليهم دفع الزكاة أو الصدقات.
- يعتبر جائزاً أن يعطي الشخص شيئًا لآخر دون إخباره به لتفادي الحرج.
- يتطلب إعطاء الزكاة للأخ الفقير التحقق من وضعه المادي بدقة.
- فقد يكون قدره مقدورًا على الإنفاق وأنت لا تعرف أسرار حاله، فيجعل ذلك يجعله غير مستحق للزكاة.
- حث الشرع على صلة الرحم، وتعددت الأسانيد من الكتاب والسنة وأقوال علماء السلف الصالح في فضل الإحسان والبر لصلة الدم والصهر.
- تتجلى هذه المعاناة في تحري الشخص عن رعاية ودعم أخيه في جميع المجالات الروحية والمادية، كما يتضح من السؤال.
- يتجاوز حرصه على التبرع بالمال ليصل إلى التبرع بالمودة والرحمة وحماية العلاقات الأخوية.
- يتماشى سؤال السائل مع الأخلاق المحمدية التي ينبع جذرها من الرحمة وتتفرع أغصانها بالإحسان.
مصارف الزكاة
حدد الشرع الحالات الإنسانية التي يكون فيها الشخص جديرًا بمساعدة المجتمع ويستحقُّ الزكاة، ويتم صرف الزكاة له بالقدر المستحق من المال، فما هي تلك الحالات التي يجب أن يتوفر فيها الشروط اللازمة لاستحقاق الزكاة؟.
- قال تعالى في سورة التوبة، آية 90: “إن الصدقات مخصصة للفقراء والمحتاجين والعاملين فيها، والذين يصلحون قلوبهم، وللعبيد المتعففين، وفي سبيل الله، وابن السبيل، فهي فريضة من عند الله، والله هو العليم الحكيم.
- أوجزنا لكم تعريف تلك الحالات و الفرق بينها كالآتي:
- الفقراء: يتم منح المسلم المحتاج الذي لا يمتلك المال الكافي لتلبية حاجته مدة تتراوح بين عام ونصف.
- المساكين: إذا كان لدى الشخص مال وليس فقيراً، ولكن لا يكفيه لتلبية احتياجاته الأساسية، فهو ومن يعوله بحاجة للمساعدة.
- العاملين عليها: تشمل مراكز الزكاة كل من كان يعمل في جمع وتدوين وإعطاء الزكاة للمستحقين.
- في الرقاب: لا يستطيع أي شخص يملك رقبة ليست ملكًا له نفسه القيام بما يريد، سواء كان عبدًا أو أسيرًا أو تعرض للاختطاف وما إلى ذلك.
- الغارمين: الشخص المديون الذي لا يستطيع الدفع بسبب شدة الحاجة ليس مجرمًا ولا يرتكب سرقة أو احتيال على أموال المسلمين.
- في سبيل الله: يتم تعريف الشخص الذي يخرج لحماية دينه والدفاع عنه بأنه من يكون عاكفًا على دراسة العلم الشرعي ومن يكون متفرغًا لهذا العمل، وهذا التعريف شمل أغلب العلماء.
- ابن السبيل: يعد المسلم الذي يفقد أمواله أو يتعرض للسرقة أثناء السفر بعيدًا عن دياره وأهله وخارج بلده من المستحقين للزكاة، حتى لو كان من أغنى الأشخاص في مجتمعه.
شروط وجوب الزكاة
تجب زكاة الأموال كركن ثالث من أركان الإسلام على أولئك الذين توفرت فيهم الصفات الثمانية التي نذكرها لكم، كما ذكرها الشرع:
الاسلام
- من الواضح أنه لا يُمكن طلب الزكاة من غير المسلم، لأنها تعد عملًا مرتبطًا بالعقيدة الإسلامية كونها ركنًا من أركانها الخمسة.
الحرية
- لا يمتلك العبد أمره ولا ماله الخاص ليخرج زكاته، بل على العكس فهو من المستحقين لها.
ملك المال
- يعني أنك تكون المالك الوحيد لهذا المال بدون شراكة أو دين.
نماء المال
- “يتزايد هذا الشيء وينمو مع مرور الوقت، سواء كان على شكل تجارة مربحة أو مواشٍ تلد أمها أو أرضٍ تزرع وتثمر.
الفائض عن الحاجات الأصلية
- يجب استثناء مصروفات الطعام والشراب والملبس والسكن وما يلبي الحاجة الأساسية للفرد وأسرته من حساب الزكاة، ويجب دفع الزكاة على المبالغ الزائدة عن ذلك.
أن يحول الحول
- يجب أن يحتفظ صاحب مال الزكاة بالمال لمدة عام كامل، وفقًا لما حدده الشرع.
- وفقًا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يجب إخراج الزكاة من المال حتى يحول عليه الحول)، حيث روت هذا الحديث عائشة رضي الله عنها.
السوم
- المصطلح `تسوم` يشير إلى البهائم التي تتغذى على الأعشاب في المروج المفتوحة، دون تكلفة لصاحبها لتوفير طعامها.
النصاب
- يتوجب على المال الوصول إلى الحد الذي حدده الشرع لزكاته، ومن لم يصل ماله إلى هذا الحد فلا يجب عليه دفع الزكاة.
- تختلف قيمتها من مال إلى آخر وفقًا لتحديد المختصين في الفقه.
فضل الزكاة من الكتاب والسنة
يستمد المسلم الأحكام الشرعية في حياته وسلوكياته من النصوص الدينية من كتاب الله وسنة رسوله، الذي لا يتكلم عن الهوى، ويتجلى فضل الزكاة بين أسطر الآيات والأحاديث في أكثر من موضع، ونستعرض بعضها لكم:
- ذكر الله تعالى في سورة البقرة الآية 83: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ.
- كما قال تعالى في سورة التوبة، آية رقم ١١: `فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين`.
- ورد عن أبو أمامة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “صلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، وأطيعوا ذا أمركم؛ تدخلوا جنة ربكم.
- عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “احفظوا أموالكم بدفع الزكاة، وعالجوا مرضاكم بالصدقة، واستقبلوا محن البلاء بالدعاء.
الفرق بين الصدقة والزكاة
لقد استغرقت هذه المسألة اهتمامًا كبيرًا من المسلمين، حيث اعتقد بعضهم أن مصطلح الزكاة مرادف لمصطلح الصدقة وأنهما لهما نفس الحكم والثواب والأهمية، وأنهما يؤديان إلى نفس الهدف، وهذا بالطبع غير صحيح، وهذا ما يميز الزكاة عن الصدقة، ويجب على كل مسلم أن يعرف ذلك :
- الزكاة هي فرض يتحمله كل مسلم يتوفر لديه شروطها، ويعتبر تركها أحد الأركان الأساسية للعقيدة.
- وعد الله بمعاقبة بشدة كل من يرتكب هذا الجريمة عن علم وعمد، فنسأل الله العافية والسلامة.
- من ناحية أخرى، فإن الصدقة هي عمل صالح يثاب فاعله ولا يُعاقَب تاركه.
- إذا قام المسلم بإعطاء أفضل ما لديه من ماله لأخيه تعبيرًا عن حبه وتقرّبه إلى الله، فإن هذا العمل الجليل يطفئ غضب الرب ويرفع صاحبه يوم القيامة إلى أعلى الدرجات في الجنة، ويجعله من أصحاب المحسنين والتقيين.
وصلنا من خلال ردود العلماء إلى إجابة مسألة إعطاء الزكاة للأخ المحتاج دون إبلاغه لتجنب الحرج، ونوضح أن الشريعة الإسلامية تتسع لمثل هذه الحالات، حيث تعد من باب الثواب والأجر، وتوضح الأحكام والفضل.
تشتمل الشريعة الإسلامية على جميع جوانب حياة الإنسان ومعاملاته وعلاقاته، وذلك بسبب الحرص على المصلحة الفردية والجماعية، ولتسود المودة والإحسان بين المسلمين.
يُمكنك الاطلاع على المزيد بقراءة أيضًا عبر الموسوعة العربية الشاملة:
المراجع