الدين و الروحانياتالناس و المجتمع
هل نزول المطر من علامات ليلة القدر
هل نزول المطر من علامات ليلة القدر
تعتبر ليلة القدر الليلة الأكثر أهمية في شهر رمضان المبارك، بل إنها من أهم الليالي في السنة بأكملها، إذ تعد هذه الليلة أفضل من ألف شهر، وأي عمل أو عبادة تؤديها في هذه الليلة يعد أفضل بكثير من الأعمال والعبادات في الشهور الأخرى، وأجر العبادة الواحدة في هذه الليلة يكون أضعاف أجرها في الأيام العادية.
- لذلك يسعى الكثيرون لاستغلال هذه الليلة بكل الطرق الممكنة للحصول على الأجر والثواب والحسنات التي يمكن أن تمحو الذنوب بأكملها، وعليه يتم البحث عن العلامات التي يمكن من خلالها معرفة هذه الليلة وتحقيقها.
- ويتم التساؤل ” هل نزول المطر من علامات ليلة القدر ؟ “.
- ونجيب بأن نزول أو هطول المطر لا يُعد من علامات ليلة القدر، فعلى الرغم من أن المطر رحمة ورزق من الله تعالى، إلا أنه لا يعتبر من ضمن علامات ليلة القدر.
- فيما يتعلق بالمطر، فإنه لا يرتبط بأيام وليالي محددة، بل يتأثر بعدة عوامل مختلفة مثل الطقس والمناخ وموقع البلد أو الدولة، ولذلك لا يعتبر من علامات ليلة القدر.
- تم ذكر جميع العلامات المميزة ليلة القدر في السنة النبوية، ولذلك يعتبر وجود هذه العلامات دليلًا على تلك الليلة المباركة.
ليلة القدر
تُعد ليلة القدر إحدى أعظم الليالي في العام، حيث ذُكِرَت هذه الليلة في عدد من الآيات المختلفة في القرآن الكريم وفي عدة أحاديث نبوية شريفة، وتشهد هذه الليلة في الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان المبارك.
- ينقسم تعريف ليلة القدر إلى جزئين، فالليلة هي كلمة تطلق على الوقت الممتد من غروب الشمس وحتى طلوع الفجر، وتوجد لمصطلح القدر تفسيرات وتعريفات متنوعة عند مختلف الفقهاء، ويفسر بأنها تشريف وتعظيم، ويستدل على ذلك بما ورد في الآية رقم 67 من سورة الزمر حيث قال الله تعالى:
" وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ".
- في هذه الآية، يشير “القدر التعظيم” إلى أن الوثنيين لم يعظموا الله بما يستحقه من العظمة.
- يقال أيضا أن المقصود بالقدر إذا كانت الدالة مفتوحة (قدر) هو الفصل أو الحكم أو القضاء، وفي تلك الليلة يتغير قدر بعض الأشخاص بأمر من الله – سبحانه وتعالى -، واستدل على هذا الرأي من خلال ما ذكر في الآيات 3 و 4 و 5 من سورة الدخان حيث قال الله تعالى:
" إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا ۚ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ".
- ويشار أيضا إلى أن القدر يعني التضييق أو الإخفاء، وفي تلك الليلة لا يعلم أحد بطبيعتها كما يمكن أن يكون التضييق للإشارة إلى الازدحام، ففي هذه الليلة ينزل عدد كبير جدا من الملائكة إلى الأرض، ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال ما ورد في الآية رقم 7 من سورة الطلاق حيث قال الله تعالى:
" وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ".
معلومات عن ليلة القدر
- ليلة القدر هي الليلة التي نُزل فيها القرآن الكريم، وهي أيضًا الليلة التي يُمكن فيها تغيير الأقدار من خلال الدعاء، بالإضافة إلى كونها ليلة الغفران والعتق من النار.
- بالإضافة إلى ذلك، ليلة القدر هي ليلة تتضاعف فيها الأجرة والثواب لجميع الأعمال الصالحة والعبادات، وهي من أفضل ليالي شهر رمضان المبارك.
- تمتلئ هذه الليلة برحمة الله -عز وجل-، ولذلك فقد خسر كل من أدرك شهر رمضان وليلة القدر ولم يستغلهما ولم يتمتع بمغفرة الله.
- ويوجد في القرآن الكريم سورة كاملة تتحدث عن هذه الليلة، وتناقش بعضا من تفاصيلها، وهي سورة القدر حيث قال الله تعالى:
" إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ ".
- تبقى هذه الليلة مستمرة حتى شروق الفجر، وهذا ما ذُكِرَ في هذه السورة.
- وكما تحدث النبي – صلى الله عليه وسلم – عن هذه الليلة وذكرها في عدد من الأحاديث المختلفة، بما في ذلك:
" مَن صامَ رمضانَ وقامَهُ ، إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ ، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ ".
- وعلى الرغم من أن هذه الليلة من الليالي التي ينتظرها الكثيرون ويسعون لاغتنامها، إلا أنه لا يوجد أحد يعلم بماهيتها أو موعدها، ولكن الله منّ علينا ببعض العلامات التي يُمكن من خلالها معرفة تلك الليلة.
- ومن أفضل الأدعية المستحبة قولها في هذه الليلة ما ورد عن الرسول:
" وسألت عائشة - رضي الله عنها - النبي - صلى الله عليه وسلم - "إذا وافقتُ فبماذا أدعو؟."، فأجاب: "قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي "
علامات ليلة القدر
يتسع الكثيرون للبحث عن علامات ليلة القدر الفريدة والمميزة، إذ أن الله أنعم علينا بعدد من العلامات المختلفة التي يمكننا استخدامها للتعرف على طبيعة هذه الليلة، وتشمل علامات ليلة القدر الآتية:
- تقع هذه الليلة في العشر الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وقد ذكر ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في إحدى الأحاديث. وعادة ما تكون هذه الليلة ليلة القدر، وتم استنتاج ذلك من قول الرسول:
" أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ: التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، ليلة القدر، في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى ".
- كما ورد عنه أيضًا:
" أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ ".
- وكما أن الشمس لا يوجد لها شعاع في هذه الليلة، فهي تشرق والسماء صافية، ويستدل على ذلك من خلال ما ورد في السنة النبوية، فقد روي في أحد الأحاديث:
" سَأَلْتُ أُبَيَّ بنَ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، فَقُلتُ: إن أخاك ابن مسعود قال: من يحافظ على الليلة المباركة ليلة القدر؟." فقال -رحمه الله-: كان يرغب في ألا يتكلم الناس، إلا أنه كان يعلم أن ليلة القدر في شهر رمضان وفي العشر الأواخر، وأنها ليلة السابعة والعشرين. ثم أقسم -دون استثناء- أنها ليلة السابعة والعشرين. فسألته: بأي دليل تقول ذلك يا أبا المنذر؟ فأجابني: بالآية التي أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنها تطلع في تلك الليلة بدون أن يكون لها شعاع ".
- وصفت شعاع الشمس في هذه الليلة بأنه يشبه الحبال أو الخيوط أو الخطوط الرفيعة.
- بالنسبة لشكل الشمس وقوتها، فإنها تكون مشابهة للقمر عندما يكون في حالة البدر، وفي هذه الليلة، يكون الجو معتدلا، لذا لا يكون حارا ولا باردا بل يكون لطيفا، كما ذكر في إحدى الأحاديث:
" ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ ، طَلِقَةٌ ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ ".
- تمتاز هذه الليلة بالهدوء والسكينة، والمؤمن في هذا اليوم يشعر بالطاقة والنشاط، وفي بعض الأحيان يمكن للبعض الإحساس بتلك الليلة.
- ينزل الله – سبحانه وتعالى – إلى الأرض في هذه الليلة، وينزل أيضًا عدد كبير من الملائكة التي لا يمكن حصرها.