هل قصة المعراج صحيحة
هل قصة المعراج صحيحة
يهتم العديد من المسلمين بمعرفة الأدلة والبراهين على المعجزات السماوية، ومن بين هذه المعجزات قصة المعراج التي يمكن عرض الأدلة عليها من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة
باسم الله الرحمن الرحيم، سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا، إنه هو السميع البصير
سورة الإسراء: 1
يمتلك الله -سبحانه- القدرة على فعل أي شيء، وأحد أعظم المعجزات التي حدثت لنبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم- هي رحلته الليلية إلى السموات السبع وفرض الصلاة على المسلمين، حيث تسلّى الرسول -صلى الله عليه وسلم- في رحلته من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، والذي بارك الله -سبحانه- به وجعل فيه الكثير من الأشجار والأزهار بألوانها المختلفة لكي يرى الناس قدرته -عز وجل-.
وقد رآه في نزلة أخرى ، عند سدرة المنتهى ، حيث جنة الإقامة ، وعندما غطى السدرة ما غطى ، فلم يحدث أي تغيير في الرؤية ، ولم يطغ البصر ولا زاغ ، ولقد رأى من آيات ربه العظيمة)
سورة النجم:13-18
في هذه الآيات، يخاطب الله -عز وجل- المشركين الذين يشككون في رحلة الإسراء والمعراج للنبي -صلى الله عليه وسلم-. فقد رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- جبريل -عليه السلام- في هيئته وصعد به إلى السموات السبع وسدرة المنتهى، وهي شجرة عظيمة في السماء السابعة، وعندما صعد النبي -صلى الله عليه وسلم- كان ينظر يمينًا ويسارًا، وجعل الله ليلة المعراج من آياته العظيمة التي تدل على عظمته وقدرته، وجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يرى الجنة والنار وأشياء كثيرة في السموات السبعة.
حديث الإسراء والمعراج
تتحدث الأحاديث النبوية الشريفة عن رحلة الإسراء والمعراج، ولكن يوجد اختلاف بين جهور العلماء حولها، حيث يرون بعضهم أن رحلة المعراج كانت بالروح فقط دون الجسد، فيما يرون بعضهم الآخر أن رحلة الإسراء والمعراج كانت بالجسد والروح.
عندما روى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما حدث في تلك الليلة، نفى العديد من غير المسلمين الأمور الغيبية التي ذكرها وكذَّبوا على حديثه، وعارضوا تلك الأمور؛ لأنها تتعارض مع قدرات الإنسان
يوجد في الصحيحين عدد من الأحاديث النبوية التي تتعلق برحلة الإسراء والمعراج وتوضح اليوم الذي حدثت فيه، ومن هذه الأحاديث:
ورد عن ابن عباس وجابر رضي الله عنهما أن ليلة الإسراء والمعراج كانت في الليلة الثانية عشر من شهر ربيع الأول ولم يحددا السنة)
أخبرنا أنس بن مالك عن ليلة أسري النبي صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة، حيث جاء إليه ثلاثة أشخاص قبل أن يوحى له بالأمر، وهو نائم في المسجد الحرام، وروى الحديث بشكل مفصل مثلما رواه ثابت البناني، وأضاف إليه بعض التفاصيل ونقص منه شيئا
صحيح مسلم
أقوال العلماء في قصة الإسراء والمعراج
هناك العديد من الأقوال المتداولة حول المعجزة السماوية في رحلة الإسراء والمعراج وصحتها، ومن بين هذه الأقوال:
- قال الشيخ حافظ المكي: إذا كانت رحلة الإسراء والمعراج حدثت في الليل وفي المنام، ولم تكن معجزة، ولم يكن لقريش دليل ينفيها أو يؤكدها، فقد كانوا يقولون إنهم كانوا يضربون أكباد الإبل في الذهاب والعودة إلى بيت المقدس شهراً بعد شهر، وأن محمد يدعي أنه أسرى ليلاً، وهذا يعتبر تكذيبًا واستهزاءً بالرسول، ولو كانت هذه رؤية في المنام، فلقد كان بإمكانهم تجاهلها، لأنه من الممكن أن يرى الإنسان في منامه أموراً بعيدة جدًا عن بيت المقدس، ولكن قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لهم: “إنها رحلة يقظة حقيقية وليست مناماً”، ولكنهم كذبوا هذا الحدث.
- قال ابن كثير: ثم تختلف آراء الناس حول ما إذا كانت رحلة الإسراء ببدنه -صلى الله عليه وسلم- وروحه، أم بروحه فقط؟، حيث يشير بعض العلماء إلى أنه أسرى ببدنه وروحه وهو يقظ، ولا ينكرون أنه رأى حلمًا قبل ذلك، ورأى بعد ذلك وهو يقظ، حيث يرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحلم فقط عندما يكون قد حل فيه الفجر.
- قال الأستاذ أبو الحسن النَّدوي: الإسراء كان حدثًا عظيمًا ليس من الأحداث الفردية البسيطة، إذ رآه الرسول صلى الله عليه وسلم الآيات العظيمة وتجلى له ملكوت السماوات والأرض.
هدف معجزة الإسراء والمعراج
أراد الله -عز وجل- أن يسمح للرسول -صلى الله عليه وسلم- بالتحليق بروحه في السماء، ليشاهد بعض المعجزات والعجائب التي تدل على عظمة الله وقدرته، وذلك لزيادة قوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مكافحة الكفار على الأرض، تمامًا كما حدث مع النبي موسى -عليه السلام- عندما شاهد العديد من المعجزات وعظمة الله -عز وجل-.
قال الله تعالى: (يا موسى، ما هذا الذي بيمينك؟”، قال: “هذه هي عصاي، أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي، ولدي بها مصالح أخرى”، قال: “ألقها يا موسى”، فألقاها فإذا هي حية حركت، قال: “خذها ولا تخف، سنعيدها إلى حالتها الأولى، واضمم يدك إلى جناحك، تخرج بيضاء براءة من العيوب، آية أخرى
سورة طه: 16 – 22
كان من بين المعجزات السماوية التي جعلت النبي موسى يشدد على فرعون وشعبه، رؤيته لعجائب الله. وحدث هذا بالمثل في رحلة الإسراء والمعراج، حيث رأى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- السماوات السبع وزادت هذه الرؤية إصراره على محاربة الكفار.
في رحلة الإسراء والمعراج، تعرف النبي صلى الله عليه وسلم على آيات الله الكبرى التي تمكنه من مواجهة الفسوق والكفر والضلال، ومن هذه الآيات التي رآها ما يلي:
- الذَّهاب إلى بيت المقدس.
- العروج إلى السَّماء.
- رؤية الأنبياء والمرسلين والملائكة والسماوات والجنة والنار.
- رؤية نماذج من النعيم والعذاب
كيف تم فرض الصلاة في رحلة الإسراء والمعراج؟
فرض الله الصلوات الخمس على الرسول صلى الله عليه وسلم خلال رحلته المعروفة بالإسراء والمعراج، حيث رآه الرسول في السماء وشاهد الأنبياء الذين كانوا في السماء مثل آدم وموسى وعيسى وإدريس وإبراهيم عليهم السلام، ومن ثم فرض الله عليه الصلوات، وكان عددها خمسين صلاة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فرض الله عز وجل على أمتي خمسين صلاة فرجعت بذلك حتى مررت على موسى فقال ما فرض الله لك على أمتك قلت فرض خمسين صلاة قال فارجع إلى ربك فإن أمتك لا تستطيع ذلك فرجعت فوضعت شطرها فرجعت إلى موسى قلت وضع شطرها فقال ارجع إلى ربك فإن أمتك لا تستطيع ذلك فراجعته فقال هي خمس وهي خمسون لا يتغير القول عندي
صحيح مسلم
بعد أن فرض الله خمسين صلاة على النبي، وأخبر سيدنا موسى عليه السلام، قال له `ارجع إلى ربك`، فرد النبي `أستحيي من ربي`، وأخذه جبريل عليه السلام وأتاه حتى وصل به إلى سدرة المنتهى في الجنة.
أسئلة شائعة
ما الدليل على المعراج من القران؟
الدليل على رحلة الإسراء والمعراج هو قول الله تعالى في سورة الإسراء: “سبحان الذي أسرىٰ بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا ۚ إنه هو السميع البصير
ما رأى رسول الله في المعراج؟
رأى النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا جبريل بالهيئة التي خلقها الله له، ورأى البراق الدابة الطويلة التي تكبر من الحمار وتصغر من البغل، كما رأى الأنبياء في السماوات السبع، ورأى مالك صاحب النار، ورأى البيت المعمور، الذي يصلي فيه سبعون ألف ملك باليوم، ورأى سدرة المنتهى ونهر الكوثر