الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

هل سحب الدم ينقض الوضوء أم لا (أهم مبطلات الوضوء )

سحب الدم ينقض الوضوء | موسوعة الشرق الأوسط

سنقدم في هذا المقال إجابة عن السؤال المتعلق بمدى صحة أن سحب الدم يُبطل الوضوء. فهناك العديد من المواقف التي يحتاج فيها الإنسان إلى سحب دم من جسده، سواء للتبرع به أو لإجراء فحوصات طبية، وقد يحتار بعض الأشخاص المتوضئين فيما إذا كان سحب الدم يُبطل الوضوء أم لا، وسنوضح ذلك لكم في الأسطر التالية على موقع الموسوعة.

جدول المحتويات

هل سحب الدم ينقض الوضوء

  • اختلف العلماء فيما بينهم حول صحة الوضوء في حالة خروج الدم من الجسد.
  • هناك من يؤكد أنه إذا خرج الدم من جسد الإنسان المتوضئ، فإن وضوئه يُعتبر باطلاً خاصة إذا خرج من الأماكن التي يتم غسلها خلال الوضوء.
  • واستناداً إلى حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، فقد قام النبي صلى الله عليه وسلم بالوضوء بعد أن قابل رجلاً مصاباً بالإسهال، وتم قياس دمه بجامع، وتبين أنه نجس خارج من جسده.
  • ومن بين العلماء من يقول إن الدم لا يبطل الوضوء، ولم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أوجب الوضوء بسبب الدم. وفيما يتعلق بالوضوء، فالأمر مستند إلى الأدلة الشرعية.
  • يقول الشيخ ابن سعدي رحمه الله إن الأصل هو بقاء الطهارة، وأن الدم والقيء وما شابه ذلك لا ينقض الوضوء بغض النظر عن كميتهما، وذلك لأنه لا يوجد دليل على نقض الوضوء بسببهما.
  • ولقد تمَ الاستنادُ في ذلكَ الرأيِ إلى قولِ الحسنِ البصريِّ رحمهُ الله: ما زالَ المسلمونَ يصلونَ في جراحاتِهم، فقد صلى سيدنا عمرَ بنَ الخطابِ رضي الله عنهُ وجرحهُ ينزفُ دمًا.
  • وفقًا لحديث جابر بن عبد الله، قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزوة ذات الرقاع، فرمى بسهم فجرح رجلًا، فسجد النبي صلى الله عليه وسلم وصلى، ثم دعا للرجل.
  • وضوء النبي صلى الله عليه وسلم بعد القيء لا يعد دليلاً على الوجوب، حيث أن الأفعال التي قام بها النبي المجردة والتي لم يرافقها أي دليل على الوجوب لا تعتبر فرضية.
  • يعتقد بعض العلماء أن خروج الدم من الجسد بكميات كبيرة يتطلب إعادة الوضوء، وذلك استنادا إلى قول ابن عباس رضي الله عنهما في الدم: `إذا كان الدم فاحشا فعليه الإعادة، وإن كان قليلا فليس عليه إعادة`.
  • ومع ذلك، يتفق معظم العلماء على أن خروج الدم لا يبطل الوضوء طالما أنه خرج من مكان غير الدبر أو القبل.

هل تحليل الدم ينقض الوضوء ابن عثيمين

  • لا، فالشيخ ابن عثيمين يرى أن الدم الذي يخرج من مكان آخر في الجسد غير الدبر أو القبل طاهر ولا ينقض الوضوء.
  • فقد قال: لذلك، يعتبر الدم الذي لا يخرج من الأمام أو الخلف في جسم الإنسان نظيفًا، ولا يجب غسله أو التخلص منه إلا للحفاظ على النظافة.
  • كما قال: دم الإنسان طاهر؛ فالجثة طاهرة، باستثناء ما يخرج من السبيلين الأمامي والخلفي، ويعتبر نجسا وفقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال لامرأة تتأثر بدم الحيض: “اغسلي الدم عنك.
  • بالإضافة إلى قوله: فيما يتعلق بالدم الخارج من جسم الإنسان، سواء كان من الأنف أو الأسنان أو الجروح، فإنه لا يفسد الوضوء سواء كان قليلاً أو كثيرًا. هذا الرأي هو الرأي الصحيح والمقبول بأن شيئًا يخرج من الجسم خارج السبيلين، سواء كان من الأنف أو الأسنان أو أي مكان آخر، لا يفسد الوضوء بسبب عدم وجود دليل على هذا الأمر، والأصل هو استمرار الطهارة حتى يثبت العكس.
  • لذلك، فإن تحليل الدم لا يُبطل الوضوء طالما أن الدم لم ينزل من الدبر أو القبل، وذلك حسب رأي الشيخ ابن عثيمين.

هل الدم يبطل الوضوء عند الحنفية

  • تروى الحنفية أن الدم يُبطل الوضوء في حالة واحدة فقط، وهي عندما يتجاوز الدم موقع خروجه ويصل إلى مصدر الجرح ثم ينزل إلى الأسفل.
  • الحنفية استندت في ذلك إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: `الوضوء من كل دم سائل`.

هل لمس الدم ينقض الوضوء

  • يهتم الكثيرون بمعرفة تأثير اللمس بالدم على صحة الوضوء وما إذا كان يبطله أم لا.
  • يتم تحديد تأثير الدم على الوضوء بناءً على مصدره، وقد أوضح بعض أهل العلم هذا الأمر.
  • إذا كان الدم يخرج من شخص حي ومن منطقة أخرى غير الشرج أو الأعضاء التناسلية، فإن هذا الدم يعتبر طاهرًا ولا يفسد الوضوء.
  • إذا كان الدم يخرج من الأمام (المهبل) أو الخلف (الشرج) فإنه يعتبر نجسًا ويجب الاغتسال منه، مثل دم الحيض والنفاس.
  • إذا كان هذا الدم ينزف من حيوان نجس خلال حياته مثل الخنزير أو الكلب، فإنه يعتبر نجسًا حتى عندما يموت، وبالتالي يلغي الوضوء.
  • إذا كان مصدر هذا الدم حيوانا طاهرا في حياته مثل الإبل والغنم، فإنه يصبح نجسا بعد موته، وتم الاستناد إلى ذلك إلى قول الله تعالى في سورة الأنعام: (قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما علىٰ طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس).
  • هناك بعض العلماء الذين يرون أن لمس دم الإنسان أو الحيوان لا يُبطل الوضوء، لأن الوضوء يُبطل إذا خرجت النجاسة من الجسم لا عند ملامسته، ولذلك يكفي غسل الأيدي أو الملابس من آثار الدماء ولا يستوجب إعادة الوضوء.

هل تحليل السكر ينقض الوضوء

  • تحليل السكر لا يبطل الوضوء، لأنه يتطلب الحصول على عينة دم من الإصبع ولم يُخرج هذا الدم من القبل أو الدبر، وبالتالي لا يعتبر من المبطلات للوضوء.

هل الرعاف يبطل الوضوء

  • يشير الرعاف إلى حالة نزيف الأنف، ويود العديد من المصابين بهذا المرض معرفة مدى تأثير هذه الحالة على صحة الوضوء.
  • يقول جمهور العلماء إن خروج الدم من الأنف لا يُبطل الوضوء لأنه دم طاهر لم يخرج من القبل أو الدبر.
  • استندت هذه الفكرة على عدم وجود أي حديث أو موقف من رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على عدم طهارة الدم الناتج عن الأنف وعدم حاجته لإعادة الوضوء في هذه الحالة.

هل خروج الدم من الأسنان ينقض الوضوء

  • يعتقد جمهور العلماء أن خروج الدم من الأسنان لا يُبطل الوضوء، مهما كانت كميته.
  • يعتقد الحنابلة والشافعية أن خروج الدم القليل من الأسنان لا يبطل الوضوء، بينما إذا خرج بكمية كبيرة فإن ذلك يلغي الوضوء ويتطلب إعادته.
  • وقد تم الاستناد في ذلك إلى قول الإمام ابن قدامة: ينبغي تفريغ الدم والقيح والصديد، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة بنت أبي حبيش: `إن ذلك دم عرق، فتوضأي لكل صلاة`.

 

وصلنا الآن إلى نهاية مقالنا الذي أجبنا فيه عن سؤال هل ينقض الوضوء سحب الدم؟ وأوضحنا تأثير الدم على الوضوء وفق المذهب الحنفي ورأي الشيخ ابن عثيمين، بالإضافة إلى توضيح تأثير لمس الدم على الوضوء، وأيضاً أجبنا عن سؤال هل يؤثر خروج الدم من الأنف أو الأسنان على الوضوء؟ تابعونا لمعرفة المزيد في الموسوعة العربية الشاملة.

المراجع

1

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى