الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

هل تربية الكلاب حرام

هل تربية الكلاب حرام | موسوعة الشرق الأوسط

هل تربية الكلاب حرام

يتفاوت حكم تربية الكلاب واقتنائها، ويرجع ذلك إلى اختلاف الأغراض والأسباب وراء تربيتها، فقد أذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض الأغراض التي يتم تربية الكلاب بها، والقاعدة هي الرفض العام باستثناء بعض الأغراض التي أحلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وذلك بناءً على حديث واضح رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-: “قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن اتخَذَ كلبًا، إلا كلبَ صيدٍ، أو ماشيةٍ، أو زَرْعٍ، نَقَصَ مِن أجرِه كلَّ يومٍ قيراطٌ.) (صحيح البخاري ومسلم)

  • فبناء عليه، يجوز للمسلم تربية الكلاب لأغراض الحراسة، وهذا الرأي متفق عليه بين العلماء، وذلك استنادا إلى حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذي رواه عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – وقال فيه: (من اقتنى كلبا، إلا كلب ماشية، أو كلب صيد، فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطين) (صحيح البخاري).

تختلف الأحكام الخاصة بتربية الكلاب وفقًا للأحاديث السابقة، وتشمل ما يلي.

حكم تربية الكلب للهو والزينة

لا يحق للمسلم اقتناء الكلب وتربيته للزينة أو اللهو، وهذا الرأي متفق عليه بين الفقهاء، ومن الممكن أن يكون هذا الحكم مستنبطاً من العديد من الأدلة الشرعية التي توضح خطورة تربية الكلب لأغراض غير مشروعة، والتي لم يجزها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وفي حال تربية الكلب للزينة أو اللهو، فإنه ينتج عن ذلك العديد من المساوئ.

  • إذا اقتنيت كلبًا لغرض غير صيد أو حراسة أو أي من الأغراض التي أذن بها الرسول – صلى الله عليه وسلم -، فسيؤدي ذلك إلى تقليل أجر المسلم بمقدار قيراطين في كل يوم.
  • كما أشار رسول الله- ﷺ-، فإن تربية الكلاب بدون ضرورة أو حاجة يمنع دخول الملائكة للمنزل الذي يوجد فيه الكلب، وهذا يعكس حظر امتلاك مثل هذه الحيوانات، وقد روى أبو طلحة الأنصاري زيد بن سهل- رضي الله عنه- أن النبي -ﷺ- قال: (لا تدخل الملائكة بيتا يوجد به كلب أو تماثيل) (صحيح البخاري)

الأغراض التي يجوز فيها تربية الكلب

خلال بث مباشر لدار الإفتاء المصرية، ذكر أمين الفتوى الدكتور محمد عبد السميع أن دار الإفتاء المصرية تؤيد رأي الجمهور بجواز تربية الكلاب التي يتم تدريبها وتعليمها لتحقيق منفعة ما أو تحقيق هدف محدد، ويشمل ذلك الكلاب التي تستخدم لأغراض مختلفة.

  • تربية كلب للحراسة.
  • تربية كلب للزرع والماشية.
  • تربية كلب للصيد.
  • تربية كلب ليهتدي به الضرير.

أجازت دار الإفتاء المصرية تربية الكلب الصغير لتعليمه الصيد أو لتدريبه على أي من الأغراض المذكورة سابقًا، ولكن ينبغي أن يتم اتخاذ الكلب فقط لأغراض مشروعة ومصرح بها.

حكم طهارة الكلب ونجاسته

توصلنا في هذا الحكم إلى وجود اختلاف واضح بين المذاهب الأربعة، وكانت الأحكام على النحو التالي.

  • يعتبر الكلب نجس العين في رأي الشافعية والحنابلة.
  • اعتبر الحنفية أن الكلب نظيف، باستثناء لعابه وبوله وعرقه وكل ما يخرج من رطوباته، فهذه الأشياء هي التي تعتبر نجسة.
  • حسب المالكية، الكلب طاهر بكل جزء منه، وهذا هو الرأي الذي ذكره الإمام الدردير في كتابه “الشرح الصغير مع حاشية الصاوي عليه”. وعندما يلتقط الكلب أو أكثر منه في إناء يحتوي على ماء مرة أو أكثر، ينصح بتبديل الماء وغسل الإناء سبع مرات تطهيرا؛ لأن الكلب طاهر.

للتوصل إلى حل في هذه المسألة، يفضل العمل بالرأي الأول بشأن الكلب، وهو رأي الشافعية والحنابلة، ولكن في حالة وجود تضرر، مثل عدم وجود الكلب، أو وجود الكلب لمصلحة معينة تم اجازتها من قبل النبي – صلى الله عليه وسلم – يمكن اتباع رأي الحنفية أو حتى رأي المالكية.

تطهير الإناء الذي ولغ فيه الكلب

يجب على الشافعية والحنابلة غسل الإناء الذي لمسه الكلب سبع مرات، ويجب أن تكون واحدة من هذه المرات باستخدام تراب الأرض. استند هذا الرأي إلى رواية أبي هريرة – رضي الله عنه – عندما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “طَهُورُ إناءِ أحَدِكُمْ إذا وَلَغَ فيه الكَلْبُ، أنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أُولاهُنَّ بالتُّرابِ” (صحيح مسلم)

  • من الأفضل وضع التراب في الغسلة الأولى أو تدفق الماء عليه بعد الغسلة الأولى لتنظيف الإناء من التراب أيضًا.
  • كما ذكر النهر، يجب أن يكون الغسل الواجب ثلاث مرات بدون تراب أولاً.
  • المذهب المالكي ينص على غسل الإناء سبع مرات دون إضافة التراب، ومن الممكن لمن يرغب في اتباع المذهب الشافعي أو الحنبلي غسل الإناء سبع مرات وإحداهن بالتراب، وهو الأفضل، وإذا لم يكن من الممكن ذلك، يجوز غسل الإناء ثلاث مرات بالغبر كما ينص المذهب الحنفي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى