هل الفقس يفطر الصائم ام لا
يتساءل الكثيرون ومن بينهم الصائمون في شهر رمضان المبارك إذا كان يفطر الصيام استخدام مرهم الفيكس (VICKS) الذي يدهن على الشفاه أو مقدمة الأنف أو في بعض الأحيان على مناطق أخرى من الجسد مثل الصدر أو الرقبة، حيث يخشون أن يفسد ذلك صيامهم ولا يتم قبوله من الله جل وعلا، ولذلك فإن هذا الموضوع يثير الكثير من التساؤلات والشكوك حول جواز استخدامه أثناء الصيام.
يستخدم مرهم الفيكس في حالات التهاب الجسم أو ضيق التنفس، حيث يساعد على توسيع الشعب الهوائية وتخفيف آلام الإلتهابات. ومع ذلك، يثير الشكوك عند استخدامه خلال شهر رمضان خلال الصوم، خاصةً إذا شعر الصائم بالطعم في حلقه. وسنقدم لكم الإجابة على هذا الأمر في المقال التالي على موسوعتنا.
هل الفقس يفطر الصائم ام لا
- لم يُذكر في القرآن الكريم بشكل صريح المفطرات والمفسدات للصوم، ولذلك يثار التساؤل حول ما إذا كان وضع الفيكس أو أي طيب آخر ذو رائحة على الشفاه أو الأنف يفطر أم لا، وحسب أهل العلم فإنه لا يفطر ولا يؤثر على صحة الصوم، ولكن يبقى هذا الموضوع محل تساؤلات ونقاشات.
- ذكر الإمام ابن تيمية في كتابه (حقيقة الصوم) أن كحل العين لا يفطر، فإذا كان كذلك، لبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بشكل واضح كما بيَّن الإفطار بشيء آخر، ولكن عدم بيان النبي صلى الله عليه وسلم لذلك دلَّ على أنه من جنس الطيب والبخور والدهن، وأن البخور يمكن أن يتصاعد إلى الأنف ويدخل الدماغ ويترسَّب فيه، بينما يتم استيعاب الدهن من قبل الجسم ويتقوَّى به الإنسان، وكذلك يتقوَّى الإنسان بالطيب. وبناءً على ذلك، فإن عدم نهي الصائم عن استخدام الطيب والبخور والدهن يدل على جواز استخدامها في الصيام.
- يتم تصنيف الفكس والطيب ومنتجات مماثلة لها عند وضعها على الأنف أو مناطق أخرى من الجسم في نفس فئة المستحضرات السابقة ولا يعدون من المفطرات، وأشار فقهاء الحنفية إلى أنه إذا شعر الصائم بمذاق الدواء أو الدهان دون تناوله، فإنه لا يتعارض ذلك مع صيامه حتى ولو وصل المذاق إلى حلقه.
الشافعية والحنابلة في شأن الفكس والصوم
- يقول الشافعية: “إذا كان طعم الأدوية أو رائحة العطور موجوداً في حلق الصائم، فإن هذا لا يُفسد الصيام، ولن يتم الفطر إلا إذا وصلت العين من الخارج إلى جوف الصائم، أو إذا وصلت رائحة العطر من خلال الشم.
- ويقول الحنابلة: إنه يكره للصائم أن يشم ما لا يأمن أن يجذبه إلى حلقه، كالمسك والكافور والدهن ونحوها من البخور والعود والعنبر، وما يدخل حلقه الصائم إلا من الدواء، ولا يترتب على ذلك فساد الصوم ولا يؤثر على صحته.
وفيما يتعلق بالمذهب المالكي، فإنهم صرحوا بأنه يجب الحفاظ على الصوم وعدم فساده عن طريق تجنب إدخال أي شيء إلى الحلق، سواء كان ما يُنْماع مثل الكهل والدهن والشموع البالغة إلى الحلق والواصلة إليه من الأنف، وبالتالي، فإن إجماع الفقهاء هو أن استخدام الفكس خارجيًا لا يؤدي إلى فساد الصوم أو الإفطار حتى إذا تأثرت الحلق بتأثيره، شريطة عدم وصول أي منه إلى الحلق بطريقة فعلية.
