الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

هل العادة السرية حرام

هل العادة السرية حرام | موسوعة الشرق الأوسط

يتسائل بعض الأشخاص عما إذا كانت العادة السرية حرام أم لا، خاصة بعدما صرح العديد من أخصائي العلاقات الزوجية بأنها من الأمور الصحية التي يمكن للإنسان القيام بها بدلاً من الوقوع في الزنا. ولكن لقد أثارت تلك التصريحات الكثير من الاستياء وتحولت العادة السرية إلى قضية مثيرة للجدل، حيث يراها بعض الناس محرمة وأن من يمارسها مذنب، بينما يؤكد الآخرون أنها لا تتعدى حدود الكراهية ويمكن القيام بها في حالات الضرورة. ومع ذلك، فإن الرأي الراجح في هذه المسألة سيتم التطرق إليه بالتفصيل في هذا المقال، حيث سيتم تقديم حكم الأئمة الأربعة بشأن العادة السرية، لذا تابعونا لمعرفة المزيد.

جدول المحتويات

هل العادة السرية حرام

على الرغم من عدم ذكر حكم العادة السرية في كتاب الله عز وجل ولا في سنة رسوله عليه الصلاة والسلام، إلا أن هناك العديد من الآيات والأحاديث النبوية التي يمكننا الاستدلال من خلالها على الحكم، بالإضافة إلى ما ذكره أئمة المذاهب الأربعة:

  • في الآية الخامسة من سورة المؤمنون قال الله تعالى: “الذين يحفظون فروجهم إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم، فإنهم غير ملومين، ولكن من يبتغ غير ذلك فأولئك هم العادون.” ومن هنا ظهر الاختلاف بين الفقهاء وأهل العلم حول ما إذا كانت هذه الأمور محرمة أو مكروهة أو مباحة.

حكم ممارسة العادة السرية ما بين التحريم والكراهة

  • اتفق ابن القيم وابن عباس والإمام أحمد على جواز العادة السرية في حالة الخوف من الوقوع في الزنا، أي أنه يمكن القيام بها عند الضرورة وفي حالة زيادة الشهوة عن الحد اللازم، ولكن ذلك لا يُمحي كراهية العادة السرية فهي من الأمور المكروهة حتى ولو كان القيام بها ضروريا.
  • ذكر ابن تيمية أن العادة السرية في الأساس من الأمور المحرمة، ولكنه نقل آراء مجموعة من الصحابة والتابعين التي تُفيد بجوازها في حالات الضرورة، وذلك لتجنب الوقوع في الزنا، والله أعلم. وأضاف أنه إذا ما كانت العادة السرية تُمارس دون حاجة، فإنها تكون محرمة.
  • وفيما يتعلق بأصحاب المذهب الشافعي والمالكي والشيعة، فقد أفتوا بحرمانية العادة السرية وقصور تصريف الشهوة على الزوجة فقط. واستندوا في ذلك على قول الله تعالى في الآية الثالثة والثلاثين من سورة النور “وَلْيَسْتَعْفِفْ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ”، كما استشهدوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم “يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فليصم فإنه له وجاء.

حكم العادة السرية عند ابن عثيمين

  • بالنسبة لرأي الشيخ ابن عثيمين، فقال: يعني قول `وَمَنِ اسْتَمْنَى بِيَدِهِ بِغَيْرِ حَاجَةٍ عُذِّرَ` أنَّه إذا كان المسلم يخشى الوقوع في الزنا، فلا يوجد إثم عليه، لكنه في موضع الكراهية، أو إذا كان يرغب في تفريغ الشهوة، حتى لا يتعرض للضرر الذي يمكن أن يصيبه جراء قمعها.

بعد عرض جميع الأحكام الفقهية المتعلقة بممارسة العادة السرية، سواء كانت محرمة أو من بين الأمور المكروهة، يجب الابتعاد عنها وتجنب الاستمرار فيها للحفاظ على الصحة الجسدية والروحية وتجنب الوقوع في الذنوب والآثام.

ويجب علينا أن نذكر أن تلك الأحكام لا تقتصر على الرجال فقط، بل تنطبق أيضًا على النساء وعليهن أن يستشيرن قلوبهن واختيار الفتوى الأرجح لهن، وعلمًا بأنه حتى ولو كان الأمر مكروهًا، فلا يفضل للمسلم أن يقوم بفعل يكرهه الله، والله تعالى هو الأعلى والأعلم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى