الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

هل الزنا من الكبائر

الزنا من الكبائر e1629984780298 | موسوعة الشرق الأوسط

في هذا المقال الموجود على موسوعة، سنوضح ما إذا كان الزنا من الكبائر. فعل الزنا يعتبر من الذنوب الكبيرة، وقد وصفه الله سبحانه وتعالى بأنه من أعظم الفواحش، وذلك في الآية 32 من سورة الإسراء، حيث قال: `ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا`. وفي هذا المقال، سنوضح ما هو جزاء الزاني وهل يعتبر من الكبائر التي لا تغفر، وذلك مستندين إلى أدلة من السنة النبوية والقرآن الشريف.

اختلف العلماء في تعريف كلمة الزنا شرعا، فقد قال عنها العلماء الأربعة:

  • الحنفية: الزنا هو الجماع الحرام مع المرأة الحية، والذي يشتهيه الرجل، ويجب على كل من يلتزم بأحكام الشريعة الإسلامية ويدرك حقيقة النكاح ويعرف ما يتعلق به من قواعد وأحكام الامتناع عن هذا الفعل:
    • شبهة الملك وشبهة النكاح.
    • شبهة الاشتباه في الملك والشبهة في النكاح.
  • الشافعية: الجماع بين الرجل والمرأة قد يحدث بدون وجود علاقة زوجية مشروعة.
  • الحنابلة: يُعد الزنا من أكبر الخطايا الكبرى، سواء كان من الجانب الأمامي أو الخلفي.
  • المالكية: يشير هذا المصطلح إلى وقوع الجماع بدون عقد زواج صحيح أو علاقة زوجية شرعية ودون شبهة نكاح أو ملكية يمين.

هل الزنا من الكبائر

يعتبر الزنا عند الأئمة الأربعة فعلًا حرامًا، حيث يتمارى الرجل والمرأة في العلاقة الزوجية دون عقد نكاح أو الزواج الشرعي، ويعتبر أي ممارسة تخالف ذلك بهذا الشكل زناً، وفيما يلي الآيات والأحاديث التي توضح مدى حرمة الزنا وعقوبته.
  • حرم الإسلام بعض الأفعال المحرمة والمنكرات بشكل متدرج، ومن بينها شرب الخمر التي جاء تحريمها على ثلاث مراحل، ولكن فيما يتعلق بتحريم الزنا، جاء التحريم بشكل قاطع في أمر واحد، وهذا يدل على أنه من الأفعال المشينة، وأن من يرتكبها فإنه يقع في كبيرة من الكبائر.
  • وعد الله عز وجل بمضاعفة العذاب والخلود في العذاب الذي سيُصاب به كل من يزني أو تزنى، ما لم يتوب ولم يترك تلك الفعلة.

تحريم الزنا في القرآن الكريم

  • وقد جاء في سورة النساء الآية رقم 15 و16:
    • {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (15) وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا ۖ فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا (16)}
    • والمقصود بالفاحشة هنا هو الزنا ويقال أن:
      • كان يتم عقاب المرأة الزانية بإيقافها في البيت حتى تموت.
      • الرجل الزاني يتعرض للتعيير والضرب كعقاب.
  • يُعَدُّ الزِّنَا من أعظم الكبائر، لأنَّه ذُكِرَ في القرآن الكريم بعد الشرك بالله وقتل النَّفْسِ بِغَيْرِ حَقٍّ، وذلك في قوله تعالى في سورة الفرقان الآية 68:
    • {والذين لا يعبدون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى أثاما (68)}.
    • تشير هذه الآية إلى أن الزنا هو جريمة عظيمة، وأن لا شيء يمكن أن يكون أعظم من كفر الله، مثل قتل النفس بغير حق وارتكاب الزنا.

تحريم الزنا في السنة النبوية

  • من بين الأدلة الموجودة على ذلك هي الروايات الواردة عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث سأل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم:
    • قلت: أي الذنب أعظم عند الله؟
    • فقال رسول الله: أن تجعل لله ندًا وهو خلقك.
    • قلت: إن ذلك لعظيم، ثم أي؟
    • فقال: ثم أن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك.
    • قلت: ثم أي؟
    • قال ثم أن تزاني بخليلة خارج.
  • عن أي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
    • اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: الأشخاص الذين يشركون بالله، وممارسة السحر، وقتل أي شخص بدون حق من الله، والتعامل مع الربا، وسرقة أموال الأيتام، والابتعاد في يوم المعارك، واشتمال المؤمنات المتحصنات الغافلات.
    • يحظر بشدة قذف المحصنات والإشارة إلى المرأة المحصنة بأنها زانية، وهذا يدل على أن الزنا من الحرام ومن أعظم الكبائر.
    • لم يتم حصر شرح الأئمة والعلماء لهذا الحديث بشرح السبع الكبائر فيه، حيث أن ذكر السبع الكبائر لا ينفي وجود كبائر أخرى، ويعد من الكبائر الأخرى:
      • زنا الرجل بحليلة جاره.

هل الزنا درجات

تتنوع أنواع الزنا وتتفاوت في درجاتها، فمنها زنا الأذن وزنا اللسان وزنا العين وزنا الأركان والزنا الفعلي، وتعتبر جميعها من الكبائر ويخضعون جميعًا لنفس العقوبة، ولكن هذه العقوبة تتفاوت في الزمان والمكان وظروف الزاني والزانية، وسوف نتحدث عن هذا الموضوع في الأسطر التالية:

  • الزنا في الأشهر الحرم وشهر رمضان:
    • تختلف هذه الفترة عن بقية الفترات والأشهر، بسبب قدسيتها ومكانتها العظيمة التي تحتلها.
  • الزنا في المدينة المنورة ومكة المكرمة وبيت المقدس:
    • تحظى بمكانة رفيعة، ويعتبر الزنا بها استخفافًا بمكانتها وقيمتها وانتهاكًا لحرمتها.
  • الزنا أثناء القيام بالطاعات:
    • التلبس بالزنا في وقت القيام بالطاعات التي تقربنا إلى الله مثل الصيام والحج والعمرة.
    • يدل ذلك على مدى هوان الطاعة في نفس الفاعل، وأنه استطاع إفسادها.
    • يرمز إلى ضعف خوفه من الله ومن غضب الله.
  • زنا المحصن أعظم من زنا غير المحصن:
    • يعتبر زنا الرجل المتزوج أشد عقاباً من زنا الشاب الغير متزوج، لأن الله حرم ذلك عليه وأوجب عليه النكاح.
  • زنا الشيخ أعظم من زنا الشاب:
    • تكون شهوة الشاب أكبر من شهوة الشيخ، مما يدل على أن الشيخ ذهب إلى المعصية برغبته الشخصية وأن حب المعصية متجذر فيه.
  • الزنا بحليلة الجار أشد جرما من الزنا بغيرها:
    • يجب تجنب هذا الفعل لأنه يؤذي الجار ولا يظهر الإحسان وينتهك حرمته ويخون أهله.
    • وبذلك، يتحول الجار من شخص يحافظ على منزل جاره إلى شخص خائن يخترق حرمة جاره.
  • الزنا بالزوج نفسه أعظم من الزنا بمن ليس لها زوج:
    • يعتبر الخيانة من قِبَل المرأة انتهاكاً لحرمة زوجها، وقد يؤدي ذلك إلى حدوث حمل غير مرغوب فيه وتسبب في نسب الطفل للزوج بدون وجود صلة واقعية.
  • الزنا بالقريبة أو النسيبة أعظم من الزنا بالبعيدة:
    • الأقارب الذين يُعدون قريبين، مثل بنات العم وبنات الخال وأخت الزوجة.
    • لأنه يؤدي إلى قطع الأرحام.
  • الزنا بذات محرم أعظم من الزنا من مرأة من غير المحارم:
    • إنه فعل شنيع وطبيعتنا لا تدفعنا للرغبة في الحرام، فكيف بالذين يفعلون ذلك؟.
    • كأن يزني الرجل بامرأة أبيه.
  • الزنا بامرأة نفر زوجها للجهاد في سبيل الله تعالى:
    • يعد فعل الزنا من أشد أنواع الخطايا، حيث يجب على الرجال الذهاب لحفظ الأمن والحفاظ على الأرواح والحفاظ على بناتهم وزوجاتهم.

هل يمكن التوبة من الزنا في الإسلام

“الزنا من الأفعال الشنيعة التي تؤدي إلى النار إذا لم يتوب الشخص عنها، ويعتبر من أشد الشهوات التي تؤثر على الإنسان، وتزيد فرص الوقوع فيه بسبب تعلق الرجال بالنساء والابتعاد عن تعاليم الإسلام، وبسبب مكانتها الكبيرة كثيراً ما يتساءل الناس إذا ما كانت توبة الزناة مقبولة عند الله وهل الزنا من الكبائر التي لا يغفرها الله.

  • يجب على المذنب بالزنا أن يتوب إلى الله بتوبة نصوح، وأن يتبع توبته بالأعمال الصالحة والإيمان الصادق، والاقتراب من الله، وتجنب كل ما يقربه من القيام بالزنا مرة أخرى.
  • وحتى تكون التوبة نصوح على التائب
    • الاقتلاع عن الذنب.
    • الندم على ما فعله.
    • التزام بعدم تكرار ذلك مرة أخرى.
    • كثرة الاستغفار.
  • يغفر الله جميع الذنوب باستثناء الشرك بالله، وقد جاء في القرآن الكريم في سورة الفرقان الآيات من 68 إلى 70:
    • {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70}

الزنا في الأديان السماوية

يتفق جميع الأديان السماوية الثلاثة على تحريم الزنا، وأنه من الأعمال الشنيعة والمشينة التي يجب تجنبها وتعتبر محرمة في جميع الأديان، وأنه فعل شنيع وقبيح عقلاً وشرعاً. وفي هذه الفقرة، سنتناول بعض الدلائل التي تؤكد حرمة الزنا في اليهودية والمسيحية أيضًا.

  • تحريم الزنا في اليهودية: وقد جاء في الكتاب المقدس التوراة :
    • إذا زنى رجل بامرأة قريبة منه، فعليه قتل الزاني والزانية، وإذا جامع أحد زوجة أبيه، فإنه يكشف عورة أبيه، فيجب قتل كلاهما، ويكون دمهما عليهما.
  • تحريم الزنا في المسيحية: يعد الزنا من الأفعال الرذيلة في الديانة المسيحية، وتم نهي عن الزنا في الإنجيل عدة مرات، وتم ذكر النهي عن الزنا في وصايا العشر في الآية التي تنص على:
    • لقد عرفت الوصايا: لا تقتل، لا تزن، لا تسرق، لا تشهد بالزور   .

وصلنا إلى نهاية حديثنا عن الزنا وكونه من أكبر الكبائر ومحرما في الأديان السماوية الثلاثة، ونأمل أننا قد وضحنا الإجابة عن سؤالكم بالتفصيل: هل الزنا من الكبائر؟

لمزيد من المعلومات حول الزنا وما إذا كان يعد من الكبائر وعقوبته للزاني والزانية وشروط التوبة، يمكن الاطلاع على المقالات التالية:

المراجع

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى