هل الزلازل غضب من الله
هل الزلازل غضب من الله
كلمة الزلازل هي من الكلمات الخطيرة التي تثير الرعب في قلوب الناس، وقد يصاب البعض بالنوبات العصبية أو القلبية عند حدوث الزلزال بسبب شدة الأمر. ولذلك، يتساءل البعض عما إذا كانت الزلازل غضبًا من الله -سبحانه وتعالى-، ولكن العلماء يؤكدون أنه لا يمكن الجزم بذلك، وأن حدوث الزلازل هو لحكم يعرفها الله -سبحانه وتعالى-، ولكن يمكن أن تكون إشارة على غضب وعقاب من الله للظالمين من عباده
تعد الزلازل من الأشياء المخيفة التي تدل على قوة الله -عز وجل- وتوضح ضعف الإنسان وعجزه في مواجهتها، وقد ذكرت الآيات القرآنية أن الله عذب بعض المشركين والأمم الظالمة بالزلازل والخسف على سطح الأرض
أقوال العلماء بخصوص الزلزال
هناك العديد من الآراء التي صدرت عن العلماء بخصوص الزلزال، فمنهم من يعتبره إنذارًا للمؤمنين بالتوبة، ومنهم من يعتبره إهلاكًا للظالمين بسبب ذنوبهم ومعاصيهم، وهناك العديد من الآراء الأخرى:
قال ابن تيمية: تعد الزلازل من الآيات التي يخوف الله بها عباده، ويخوفهم بالكسوف وغيرها من الآيات. ولكل حادثة أسباب وحكم، وأن تكون آية يخوف الله بها عباده هي جزء من حكمته.
قال ابن القيم: ويعد من تأثير معاصي الله في الأرض ما يمكن أن يؤدي إلى الخسف والزلازل.
وذكر ابن أبي الدنيا حديثا مرسلا: في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، تزلزلت الأرض، فوضع يده عليها وقال: “اسكني، فإنه لم يأن لك بعد”، ثم التفت إلى أصحابه وقال: “إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه”. وفي عهد عمر بن الخطاب، تزلزلت الأرض مرة أخرى، فقال: “يا أيها الناس، هذه الزلزلة لم تحدث إلا بسبب شيء أحدثتموه، وأشهد أنه لو حدثت القيامة فليس فيها ذراع ولا شبر إلا وينطق”. وفي مناقب عمر لابن أبي الدنيا، قال: “تزلزلت الأرض على عهد عمر، فضرب يده عليها وقال: ما لك؟ ما لك؟ إنها لو كانت القيامة حدثت أخبارها، فسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: `إذا كان يوم القيامة فليس فيها ذراع ولا شبر إلا وهو ينطق`.
ما هي أسباب حدوث الزلازل
الزلازل هي إحدى الظواهر الطبيعية التي تذكرنا بقدرة الله -سبحانه وتعالى-، وتعمل كتنبيه للغافلين بأن الله قادر على كل شيء ومنها إدارة تدابير الكون وإرسال الكوارث إلى البشر، ولكنها لا تعتبر تعذيبًا للبشر لأن تعذيب الله لا يمكن تصويره، ولذلك دائمًا ما نطلب العفو والرحمة من الله. ومن أسباب حدوث الزلازل:
- نتيجة حدوث الانفجارات أو البراكين.
- تحدث الهزات الأرضية نتيجة انزلاق في قشرة الأرض أو الطبقات الخارجية، أو نتيجة هبوط وتخلخل في القشرة
- تؤثر درجات الحرارة العالية جدًا على باطن الأرض، مما يؤدي إلى انصهار بعض الأجزاء وبالتالي سقوط الطبقات وحدوث الزلازل
- تتم تصنيف بعض المناطق على أنها أكثر عرضة لحدوث الزلازل، وذلك بناءً على دراسة طبيعة الأرض من قبل علماء الجيولوجيا، مثل بعض الأجزاء من قارة آسيا ودولة اليابان
- يمكن أن يكون العامل البشري أحد العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث الزلازل نتيجة بعض الممارسات الخاطئة مثل حجز المياه بالسدود بكميات كبيرة دون مراعاة قدرة التحمل، وقد يؤدي ذلك إلى انهيار السدود
ما هي أنواع الزلازل
(هناك العديد من أنواع الزلازل والتي تم تصنيفها بناء على سبب الحدوث ومنها:)
- الزلازل التكتونية.
- الزلازل البركانية.
- الزلازل الانهيارية.
- الزلازل الانفجارية.
هل الزلازل من علامات الساعة
ترتبط حدوث الزلازل والبراكين بالعديد من الظواهر الكونية الطبيعية التي تحدث داخل باطن الأرض، بما في ذلك حركة طبقات الأرض، بالإضافة إلى ارتفاع درجة حرارة الصهارة داخل النواة الداخلية للأرض
ومع ذلك، في الفترة الماضية زاد عدد الهزات الأرضية والزلازل، مما جعل بعض الفقهاء يفسرون ذلك على أنه دليل على اقتراب الساعة، وأكد الشيخ الجليل ذلك في حديث قال فيه عبد الله بن حوالة رضي الله عنه: “بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حول المدينة على أقدامنا… الحديث، وفي آخره: ثم وضع يده على رأسي – أو على هامتي، ثم قال: “يا ابن حوالة! إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة، فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام، والساعة يومئذٍ أقربُ من الناسِ من يدِي هذه مِن رأسِكَ
