هل أحلام اليقظة من الشيطان

هل أحلام اليقظة من الشيطان

الأحلام هي مجرد مشاهد ورؤى أو انطباعات سمعية، وتمثل ظاهرة فضولية للعقل، وفي بعض الأحيان يجد الإنسان راحة نفسية في تصور ما لا يمكن تحقيقه في الواقع.

• ويذكر في السنة أنه إذا رأى المؤمن خيرًا فعليه أن يحمد ربه، وإذا رأى شرًا فلا يخبر أحدًا ويستعيذ بالله من الشيطان.
• الأحلام اليقظة ليست من الشيطان؛ إذ تعتبر عشوائية وتفكيرًا من العقل الباطن.
• كلما ضعفت نفس الشخص، زادت الأحلام؛ لأنه يهرب من الواقع الذي يعيشه، وتعتبر الأحلام ملاذًا نفسيًا لما لم يتمكن من تحقيقه في الواقع.
• في بعض الأحيان، يمكن للعقل أن يتخطى حدود الواقع إلى أفق الخيال والأحلام الوهمية، والخطط والرسومات المستقبلية التي يحلم بها الفرد ويصعب تحقيقها في الواقع.
• في حال رؤية الشخص شرًا في أحلامه عند استيقاظه، فعليه أن ينفث ثلاث مرات على يساره ويقول `أعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأيت`.
• ثم ينقلب على الجانب الآخر ولا يخبر أي شخص بحلمه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: `من رأى رؤياً يحبها فليحمد الله ويخبر بها من يحب، ومن رأى رؤياً يكرهها فهي من الشيطان، فلينفث عن يساره وليتعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى، ثم ينقلب على جنبه الآخر فإنها لا تضره ولا يخبر بها أحداً`
• في حديث آخر للرسول الله صلى الله عليه وسلم، “الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم ما يكره فلينفث عن يساره ثلاث مرات، وليتعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى ثلاث مرات، ثم لينقلب على جنبه الآخر، فإنها لا تضر ولا يخبر بها أحد، والله أعلى وأعلم.

أحلام اليقظة

يشير طبيب الأعصاب ميريان إلى أن الأحلام هي نتيجة عمل شاق في النهار وخلال الاستيقاظ، وتخدم بعض الوظائف بشكل كبير، وذلك من خلال استرجاع الذكريات وتخيل بعض الأحداث المستقبلية وبعض الأفكار المعقدة.

• تولد بعض الأفكار في الأنسجة الداخلية للدماغ، وتتغير هذه الأفكار نتيجة تغيّر المعلومات التي تصل إلى المسارات العصبية التي تصل إلى جسم الإنسان.
• وذكر أن حوالي 96% من البالغين يعانون من حالة واحدة على الأقل من الأوهام اليومية.
• تحدث هذا التذبذب داخل العقل، وينتج عنه نظرية ويليام للوظائف العقلية التي كتبها العالم النفسي الأمريكي.
• أشار ويليام جيمس إلى أن الاهتمام الفكري يمكن أن يُحوَّل إلى أشياء غائبة عن الأذهان، أو يمكن أن يسبب بعض الهفوات العابرة.
• هذه الأخطاء التي تحدث بشكل غير متعمد قد تؤدي إلى تحول الانتباه من العالم الخارجي إلى العالم الداخلي.
• يمكن لبعض الارتباطات القوية بالشبكة الافتراضية في الدماغ أن تؤدي إلى تشكل أحلام اليقظة.
• تتصل هذه الروابط بأجزاء من القشرة الأمامية للدماغ والعديد من الأجزاء الأخرى للقشرة.
• تحدث هذه الشبكة عندما يحدث نشاط في الدماغ الذي يحفز التفكير المستقل، وبالتالي يؤدي إلى إنتاج أفكار مستقلة وتشكل الأحلام والأوهام المتعلقة باليقظة.

الحكم الشرعي لأحلام اليقظة

يعتبر الله تعالى تجاوز الأحاديث الداخلية دون تحويلها إلى أفعال حقيقية، فلا يعاقب الإنسان على أحلامه اليقظة ما لم ينو القيام بأفعال معاصية أو أشياء مخالفة للشرع والدين. وإذا قام بارتكاب معصية، فسيتم معاقبته عليها. وقال العز بن عبد السلام: “لا يعاقب على الأفكار الداخلية، ولا على أحاديث النفس إذا تغلبت عليها، ولا على ميل الطبع إلى الحسنات والسيئات، لأنه لا يكلف الإنسان بشيء يصعب تجنبه أو يصعب فعله أو تركه، ومبدأ التكليف يتمحور حول العزم والقصد، فالعزم على الحسنات حسن، وعلى السيئات قبيح، وعلى المباح مأذون.

• يمكن أن تؤدي النقاشات الداخلية إلى خمسة مستويات، ولكل منها حكم متعلق بها.
• المرتبة الأولى: الهواجس هي كل ما يدور في الفرد غير ارادياً ولا يعاقب عليه.
• المرتبة الثانية: الخواطر هي كل ما يتدفق في نفس الإنسان ولا يحاسب عليه.
• المرتبة الثالثة: حديث النفس هو كل ما يدور في ذهن الإنسان، وهي الأفكار الداخلية التي يمتلكها الشخص في نفسه، ولا يعتبر الإنسان مسؤولاً عنها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله قد تجاوز للناس عن ما يتخيلونه في أنفسهم ما لم يتحقق في الواقع.
• المرتبة الرابعة: الهم هو الرغبة في القيام بشيء دون فعله، وهو خارج عن إرادة الإنسان ولا يمكن محاسبته عليه.
• المرتبة الخامسة: العزم على الفعل يعني التركيز والتفاني في القيام بشيء مع الإيمان الكامل به، وهو ما يؤخذ بعين الاعتبار ويحاسب عليه الإنسان.

أسباب اللجوء إلي أحلام اليقظة

تلجأ بعض الأشخاص إلى أسباب وأحلام اليقظة لعدة أسباب.

إشباع بعض الرغبات المكبوتة والمحيطة

• قد يلجأ معظم الأشخاص إلى تحقيق رغباتهم أو إشباع نقصهم في بعض الأشياء التي يصعب تحقيقها في الواقع.
• الانغماس في الخيال والوهم يعتبر من الأمور الغير محمودة، حيث يمكن أن تؤدي إلى تشتت الانتباه وعدم الانتباه للواقع، وبالتالي يصبح الشخص غير متعلق بالحاضر ويعيش في عالم من الخيال.

التخطيط والتأمل في المستقبل

• يستخدم الإنسان الأحلام اليقظة للهروب من الواقع ولوضع خطط مستقبلية لنفسه، أو للتفاؤل بالخير في العديد من الأمور التي قد تصيبه.
• هذه بعض الأمور الطبيعية التي يتعرض لها الإنسان، أو قد يتخيلها حتى ينجز المهام بشكل مختلف.

الهروب من الواقع

• يتخلى بعض الأشخاص عن بعض الضغوطات والمسؤوليات، حيث يمكن للبعض الآخر أن يعيشوا في خيالهم ويلتهمهم.
• يمكن للأشخاص اعتبار أن الانشغال بأحلام اليقظة يؤدي إلى ترك الجهود في الدنيا وتقليل الأداء والمسؤوليات.
• يعتبر الأحلام اليقظة غير مرغوب فيها لأنها قد تؤثر بشكل سلبي على الإنسان وتهدر وقته.

فوائد أحلام اليقظة

• تحسين عمل الذاكرة يعزز الأحلام اليقظة ويساعد على تقويتها، وأظهرت بعض الأبحاث العلمية أن جامعة ويسكونسن ومعهد ماكس بلانك للعلوم أثبتت وجود علاقة بين الأحلام اليقظة وقوة الذاكرة.
• استراحة الدماغ، تساعد على إعطاء الدماغ فرصة لكي يستريح، وهما: يتضمن صنع القرارات الجانب العاطفي والجانب التحليلي، بالإضافة إلى توازن بين الجانبين.
• تلعب الأحلام اليقظة دورًا مهمًا في زيادة الإبداع وتوليد الأفكار الجديدة بين الناس.
• للحفاظ على الصحة، أظهر العديد من الأحلام اليقظة أن التنويم المغناطيسي، ولكن بمستوى منخفض، يمكن أن يساعد في تقليل التوتر وتعزيز الصحة وتقليل الإجهاد وتحقيق الأهداف وتحسين نومك.
• حل المشاكل بطريقة جديدة يسمح للدماغ بتنفيذ العديد من المهام ويؤدي إلى إنشاء أفكار عفوية تحفز تحسين المزاج وزيادة القدرة المعرفية.
• زيادة الحب بين الناس يزيد من السعادة والمودة بين الأفراد، ويؤدي إلى زيادة الرابطة والتواصل الاجتماعي الإيجابي بينهم.
• أكد العديد من العلماء أن زيادة تحفيز الدماغ ونشاطه تحدث عند الكثير من الأحلام اليقظة، وهذا يساعد على تحسين ترتيب الأمور الحياتية بشكل أفضل.

أسئلة الشائعة