الفلسفةالناس و المجتمع

نظرية الانسان والدولة

ابن خلدون | موسوعة الشرق الأوسط

نظرية الإنسان والدولة من أبرز النظريات التي قام بها أشهر روادها، حيث يعد الشخصية الفذة ابن خلدون مثالًا قويًا على العقلية الفذة، حيث يقول ابن خلدون إن للدولة خمسة إطارات وأربعة أجيال أسرية.

يتمثل المقصود بالطور في مرحلة التأسيس وتوطيد الحاكمية لنفوذها حتى يصبح الحاكم حاكمًا مطلقًا يبتعد عن العصبية ويعتمد على المرتزقة في الدفاع عن الدولة، ثم يتخلى المرتزقة عن الحاكم ويتولى الحكم

تعريف الدولة لابن خلدون

وفي تعريف ابن خلدون للدولة، يصفها بأنها كائن حي يتميز بخصائصه الخاصة، وأنها تحكم بواسطة قانون السبيبة، وهي مؤسسة بشرية طبيعية وضرورية، وتعد أساسية واجتماعية لا يمكن الاستغناء عنها في بناء الحضارة .

قانون السبيبية عند ابن خلدون

يقول ابن خلدون في هذه النقطة إن الأحداث والظواهر الاجتماعية هي نتيجة حتمية لا تعتمد على الصدفة، حيث ترتبط الأسباب بالمسببات، ويعتبر ابن خلدون نظرة القرآن الكريم للأسباب هي الأسلوب الذي يمكن من خلاله استنتاج الحكم بدون الحاجة إلى البحث في معاني الأشياء أو أسباب وجودها كما يفعلها الفلاسفة .

قانون التشابة عند ابن خلدون

يعرف قانون التشابه عند ابن خلدون بأنه التشابه بين الماضي والحاضر، وأن المجتمعات البشرية تتشابه في الوجوه، ويرجع ذلك إلى:

  • الوحدة العقلية للجنس البشري
  • يميل الإنسان إلى التقليد، سواء كان ذلك من خلال تقليد الساسة وحكام البلد أو تقليد الأسياد السابقين أو المهزومين، وهذا التقليد يعتبر قانونًا عامًا يدفع بحركة التطور إلى الأمام، لأن التقليد يكون دائمًا للأفضل، استنادًا إلى ما ذكره ابن خلدون .

قانون التباين عند ابن خلدون

يعتبر ابن خلدون أن المجتمعات ليست متماثلة بصفة مطلقة، وبوجود فروق يجب أن يلاحظها المؤرخ، وإحدى الأخطاء التي يقع فيها البعض هي عدم إدراكهم لتلك الفروق .

وضرورة الدولة عند ابن خلدون

يرى ابن خلدون أن الإنسان بحاجة إلى الغذاء والكساء والمأوى والدفاع عن النفس، حيث تدفعه هذه الحاجات إلى الانتظام في مجتمع إنساني. ولا يمكن لأي شخص أن يسد حاجته للغذاء بمفرده، لأن ذلك قد يتطلب الكثير من الأعمال التي لا يمكنه القيام بها بمفرده دون مساعدة من رفاقه. ويتعرض الإنسان، كما يقول ابن خلدون، للخطر ليس فقط من جانب الحيوانات المفترسة، بل من جانب إخوته البشر، ولذلك يجب وجود سلطة تحول دون اعتداء بعض البشر على البعض، وهذه السلطة تعرف باسم الوازع أو الحاكم أو السلطة الرادعة

والمقصود بالسلطة الرادعة

السلطة هي القدرة على منع الناس من قتل أو إيذاء بعضهم البعض، حيث إن العداوة والعنف صفتان سائدتان في طبيعة الحيوانات، وتكون هذه السلطة بيد الملك أو السلطان

 اسس الدولة عند ابن خلدون

حسب رأي ابن خلدون، تقوم الدولة على اساسين فقط

الاساس الاول الشوكو والعصبية المعبرعنها بالجند

يعتبر الأساس الثاني هو المال، الذي يشكل قوام جنود الملك ويتيح لهم الإقامة بالطريقة التي يحتاجونها

عندما تكون الدولة في بدايتها تكون بسيطة، ويتم التحكم في الإنفاق بحدود المعقول، ولذلك يتم الحرص على عدم الإسراف والتبذير، وإذا زادت الثروة ينتشر الترف الذي يؤدي إلى انهيار الدولة

عندما تتضاعف نفقات السلطان وأصحاب الدولة وينتشر الإسراف بين رعاياهم وتمتد أيديهم إلى أموال الدولة، يبدأ الجند في التجاسر على السلطة، وبالتالي يضطر السلطان لمضاعفة الضرائب، مما يؤثر على الاقتصاد الوطني. ومع ذلك، تظل الفرضية محدودة، حيث لا يمكن رفع الضرائب إلى ما لا نهاية. وفي هذا الوقت، يبدأ التخلص من بعض الجند لتوفير رواتبهم، مما يضعف الحماية ويجعل الدول المجاورة أو القبائل التي تحافظ على عصبيتها تتجاسر على السلطان

تعريف العصبية عند ابن خلدون

في عام 1587، عرّف ابن الخلدون العصبية على أنها لا تشمل فقط أبناء الأسرة الواحدة الذين تربطهم بعض الصلة الرحمية، بل تمتد لتشمل أيضًا أهل الولاء والحلف. وفي بعض المواقع الأخرى، وضع ابن خلدون مصطلح العصبية ليشمل الرق والمرتزقة، وعرفهم باسم “المصطنعين”، ولذلك يعتبر النسب في هذه الحالة أمرًا وهميًا، والفائدة الحقيقية من هذا المفهوم هي الترابط الذي يتحقق من خلاله، وبالتالي فإن معنى العصبية عند ابن الخلدون يعد مرادفاً لمفهوم العَضْبِيَّة، ولم يتخطى هذا المفهوم الإسلامي الذي ينبذ العصبية القبلية

أنظمة الحكم عند ابن خلدون

لقد حدد ابن خلدون أنظمة الحكم الي ثلاث انظمة :

  1. الحكم يعتمد على شريعة الله ويشير إلى الخلافة
  2. سياسة عقلية : وتركز على مصالح الدنيا فقط وتضحي بحكومة الفرس
  3. سياسةمدنية: تشير هذه العبارة إلى الفكرة المثالية التي يتحدث عنها الفلاسفة فيما يتعلق بالمدن المثالية، والتي تكون بعيدة عن الواقع، ويؤكد ابن خلدون بصراحة أن الحكومة الإسلامية هي الحكومة الوحيدة التي يجب عليها إدارة شؤون المجتمع والعمران، وذلك لحفظ مصالح الناس في دنياهم وسلامة مصيرهم في الآخرة، وبالتالي فإن الخلافة هي المسؤولة عن تحمل كافة المسؤوليات التي تتطلبها المصالح الشرعية والدنيوية للناس .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى