نبذة عن أبي جعفر المنصور الخليفة العباسي
يُعد أبو جعفر المنصور، الذي حكم الدولة العباسية لسنوات عديدة، من الأسماء البارزة في تاريخ الدولة العباسية، وهو الخليفة العشرون للمسلمين بعد الرسول عليه الصلاة والسلام، والخليفة الثاني للدولة العباسية، ويعتبر المؤسس الحقيقي للدولة العباسية، وله العديد من الإنجازات في بناء الدولة، ويتمتع بصفات عظيمة تليق بأقوى الحكام. وفي هذه المقالة التي نقدمها لكم من موسوعة، سنوضح أهم الجوانب في حياة أبي جعفر المنصور.
نبذة عن أبي جعفر المنصور الخليفة العباسي
في هذه الفقرة سنوضح لكم بعض المعلومات حول سيرة الخليفة المنصور.
- يدعى بالكامل أبو جعفر عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشي.
- هو الخليفة الثاني للدولة العباسية وهو الذي أسسها بشكل فعلي.
- قام بناء مدينة بغداد وتم تباينه كخليفة للمسلمين في شهر ذي الحجة عام 136 هجري.
- توفي أخوه، أبو العباس عبد الله السفاح، بعد ذلك، وكان السفاح أصغر منه في العمر.
- تولى الخلافة قبله امتثالًا لوصية أخيه إبراهيم الإمام، وذلك لأن أم المنصور السفاحة كانت عربية حرة وكانت أمه بربرية.
- ومع ذلك، كان أبو جعفر من المؤسسين الحقيقيين للدولة العباسية، حيث قام ببناء دولة قوية وإرساء أسسها في فترة قصيرة.
- ولد المنصور في الحميمة، التي تقع في البلقاء في جنوب الأردن.
- ولد في شهر صفر من العام 95 هجرياً، وتربى ونشأ فيها، ثم انتقل مع أفراد عائلته إلى الكوفة.
- قام السفاح بتعيين وق في أرمينيا وأذربيجان والجزيرة الفراتية، وذلك نتيجة لبراعته في الشؤون السياسية ومساعدته في بناء الدولة العباسية وتثبيت حكم بني العباس.
- استخدم في القضاء على بعض الثورات التي نشبت ضدهم في بداية الخلافة العباسية.
- بعد وفاة السفاح في عام 136 هجري، أصبح الخليفة المنصور المنافس الأقوى للحكم وتم تبنيه من قبل جميع أنحاء الدولة العباسية في عام 137، وبدأت منذ ذلك الحين فترة حكمه.
صفات ابي جعفر المنصور
كان أبو جعفر المنصور يتميز بالعديد من الصفات والخصائص التي تجعله مناسبًا لحكم الدولة، ومن بين صفاته ما يلي:
- كانت يتمتع بالشجاعة الكبيرة.
- وكان حازم وذو هيبة ودهاء.
- وكان حريصاً كل الحرص على جمع المال.
- ولا يحب اللهو أو اللعب.
- كان فقيهاً في الدين واديباً.
- كما أنه عرف بعلمه الكبير.
- من صفاته الجسدية أنه طويل ونحيف ولديه بشرة سمراء.
المنصور وشخصيته القيادية
أبي جعفر المنصور، الخليفة العباسي، عرف بأنه كان يعمل بجد وكان بعيدًا عن متاع الدنيا من لهو وسلطة.
- (وكان يقضي معظم وقته في الاهتمام بشؤون الدولة).
- كان هذا الشخص على دراية بقيمة المال وأهميته، ولذلك كان يحرص على إنفاق المال في ما ينفع الناس.
- وكان يرفض إضاعة أموال الدولة دون فائدة.
- هذا ما جعل بعض المؤرخين يتهمونه بالبخل والزور.
- كان المنصور يولي اهتمامًا كبيرًا لاختيار القضاة والولاة، لضمان متابعة الولاية وإدارة الدولة، وكان يختار الشرطة والقضاء.
- كان يقوم بالاختيار الشخصي لكل من يعمل في تلك الوظائف، وكان يحاسب بشدة كل من يقصر في عمله.
انجازات ابي جعفر المنصور
منذ استلام الحكم من قبل العباسيين، كان يشغل تفكيره ثلاثة أمور تشكلت فيها خطر على الدولة، وهي:
- تنافس عمه عبد الله بن علي معه، لذلك قام بإزالته من تلك المنافسة حيث أرسل جيشًا كبيرًا بقيادة أبي مسلم الخرساني.
- التقوا معًا وانتصر جيش أبي مسلم بعد مرور 6 أشهر من الحرب، وبعد ذلك هرب عبد الله بن علي ولكن المنصور تمكّن من الوصول إليه واحتجزه هو وجميع مؤيديه.
- تزايد نفوذ أبي مسلم الخرساني كان يشكل تهديدًا حقيقيًا وخطيرًا على الدولة التي كانت تتحكم بها أبو جعفر المنصور، لذلك قام المنصور بإرسال أبي مسلم لحكم مصر والشام بهدف تشتيت انتباهه وإبعاده عن الداخل.
- خاف أبو جعفر المنصور من أن ينشأ ضده أحد من أفراد بيت علي بن أبي طالب، ولذلك اعتقلهم ووضعهم في السجن في العراق.
- بعدما نجح أبو جعفر المنصور في القضاء على جميع المخاطر التي تحيط بدولته، قام ببناء مركز للدولة العباسية في مدينة بغداد.
- قد أنفق مبلغًا كبيرًا من المال عليها، وكانت بغداد في ذلك الوقت مدينة ذات قيمة عالية بالنسبة للمسلمين، ولم يكن لها نظير في فخامتها وقدرها.
- أصبحت العاصمة بغداد مركزًا للحضارة الإسلامية، حيث جذب المنصور العلماء من كافة أنحاء العالم.
- تم بناء بغداد في غضون أربع سنوات واشتهرت بالتصميم الدائري.
- كانت المدينة تتمتع بثلاثة أسوار، حيث كان كل سور يحتوي على 4 أبواب، وهي باب الشام وباب نصره وباب خراسان وباب الكوفة، علمًا بأن المنصور بدأ ببنائها في عام 151.
فتوحات ابي جعفر المنصور
- في عصر أبي جعفر المنصور، كانت المعارك والغزوات هي الأكثر شيوعًا، ولم يكن هناك فتوحات كثيرة.
- يجدر بالذكر أنَّ قسطنطين تمكَّن من الدخول إلى بعض الأراضي العباسية، وذلك بسبب انشغال الدولة بالصراعات الداخلية فيها.
- وبعد انتهاء كافة الصراعات الداخلية، عاد أبو جعفر المنصور إلى الغزوة مرة أخرى.
- تمكن من السيطرة على مناطق قريبة من بلاد الروم، واستعاد بعض المناطق التي كانت قسطنطين حصل عليها .
- أرسل أبو جعفر المنصور جيشًا بقيادة ابنه للهجوم على طبرستان في العام 141 هجريًا.
- حدثت صراعات وثورات كبيرة في عهد أبي جعفر المنصور، ومن بين هذه الثورات كانت ثورة قامت بسبب قتل أبي مسلم الخرساني.
- ويجب الإشارة إلى أن العديد من الأشخاص، خاصةً من سكان خرسان، انضموا إليها، وتمكن المتمردون من الهجوم على بعض المناطق وقتل الرجال واحتجاز النساء.
- لذلك قام أبو جعفر المنصور بإرسال جيش كبير بقيادة جمهور بن مرار لإخمادها والقضاء على جيشهم.
- خلال عهد المنصور، حدثت بعض الحركات الغريبة مثل حركات الرواندية، التي كانت تعتبر المنصور إلهًا يرزقهم.
- رفض المنصور هذه الأفكار بشدة وأمر أتباعه بالابتعاد عنها، ولكنهم تمردوا عليه وأعلنوا الحرب عليه، وبسبب ذلك، قام الخليفة بقتلهم.
ابي جعفر المنصور والعلم
- لم تشغل أبي جعفر المنصور أمور السياسة والغزوات عن العلم والتعلم.
- لذلك، لعب دورًا كبيرًا في هذه المسألة، حيث كتب إلى ملك الروم وطلب منه إرسال كتب تعليمية مترجمة.
- وصل الملك الروم العديد من الكتب، بما في ذلك كتاب أقليدس، وكان الخليفة أبو جعفر المنصور يخطط لإنشاء مكتبة خاصة للمسلمين.
- وأمر بترجمة الكتب إلى لغات مختلفة، بما في ذلك اللغات الرومية والفارسية والسريانية، وشهدت فترة كبيرة من الترجمة.
- طلب أبو جعفر المنصور من العلماء المتخصصين ترجمة بعض الكتب، بما في ذلك الطب والرياضيات والفلسفة.
- من بين الكتب الشهيرة التي تم ترجمتها في عهده كتاب كليلة ودمنة وكتاب السند هند.
وفاة ابي جعفر المنصور
- توفي أبو جعفر المنصور في العام 158 هجرياً، أثناء سفره إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج.
- تم دفنه في مكة المكرمة، وظلت وفاته سرًا حتى تم بيعته من بني هاشم للمهدي.
- تم الإعلان عن وفاته ودفنه، ويُذكر أن آخر ما قاله الخليفة أبي جعفر المنصور قبل وفاته هو “اللهم بارك لي في لقائك.
وصلنا إلى نهاية المقال الذي قدمنا فيه نبذة عن أبي جعفر المنصور، الخليفة العباسي، وشرحنا أهم المعلومات عن حياته الشخصية وإنجازاته، ودوره الكبير في نشر النهضة العلمية في الدولة الإسلامية، نأمل أن يكون هذا الموضوع مفيدًا لكم عزيزي القارئ.