مَا الحِكْمَة مِن صَلاة الاستسقاء

مَا الحِكْمَة مِن صَلاة الاستسقاء

• أمر الله تعالى بصلاة الاستسقاء عند جفاف الأرض وعدم هطول المطر عليها.
• إن صلاة الاستسقاء هي سُنة مؤكدة، وتُصلي عندما يحتاج الناس إلى المطر خوفًا على أراضيهم ومزارعهم من الجفاف.
• يعتمد الناس في صلاة الاستسقاء على الله عز وجل لنزول الأمطار والغيث على الأرض والزراعات، ويكثرون من الاستغفار في هذه الصلاة.

حكم صلاة الاستسقاء

• كما ذُكر سابقًا، تعد صلاة الاستسقاء من السنن المؤكدة التي دعا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• فقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم يومًا ليستسقي، فصلى معنا ركعتين بدون أذان أو إقامة، ثم خطبنا ودعا الله عز وجل ووجَّه وجهه نحو القبلة، ورفع يديه، ثم قلب ردائه فجعل اليمين اليسار واليسار اليمين.
• وجاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: عندما خرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – للصلاة في العيد، كان متواضعًا ومتضرعًا ومتخشعًا ومترسلًا، ولم يخطب كما تخطبون، بل بقي في الدعاء والتضرع والتكبير، ثم صلى ركعتين كما كان يصلي في العيد. هذا الحديث رواه الترمذي ووصفه بأنه حديث حسن صحيح.

وقت صلاة الاستسقاء

• يُفضل أداء صلاة الاستسقاء في وقت صلاة العيد، بناءً على قول عائشة رضي الله عنها: `خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس`. وهذا مُروى بسند جيد من أبو داود وابن حبان والحاكم.
• يمكن أداء صلاة الاستسقاء في أي وقت عدا وقت الكراهة، وهذا ما قاله جمهور الفقهاء.
• وقال قال ابن قدامة رحمه الله في “المغني” (3/337) : لا يوجد وقت محدد لصلاة الاستسقاء، ولكن لا ينبغي أن تؤدي في وقت النهي ما لم يكن هناك ضرورة حقيقية لذلك، وبالتالي، فمن المستحسن أداؤها في وقت العيد.
• وقال النووي رحمه الله في “المجموع” (5/77) : تتعلق صلاة الاستسقاء بثلاثة أوقات: الأولى هي وقت صلاة العيد، الثانية هي الوقت الأول لصلاة العيد وتمتد حتى وقت صلاة العصر، والثالثة – وهي الصحيحة – هي أنها لا تقتصر على وقت محدد وتجوز في أي وقت من الليل أو النهار، باستثناء الأوقات التي تكره فيها الصلاة على الوجهين.

صلاة الاستسقاء يوم الجمعة

• تساءل البعض عن جواز أداء صلاة الاستسقاء بعد صلاة الجمعة.
• أجاز العلماء أداء صلاة التحية بعد صلاة الجمعة، إذا طلب ذلك ولي الأمر، شريطة ألا يتضمن ما يطلبه معصية لله عز وجل.
• يمكن أداء صلاة الاستسقاء في أي وقت آخر غير الأوقات المكروهة، وليس بعد صلاة الجمعة من بين تلك الأوقات.

طريقة صلاة الاستسقاء

فيما يتعلق بصلاة الاستسقاء، فإنها تؤدى في جماعة بدون أذان أو إقامة في مصلى البلد، وهذا ما اتفق عليه جميع أهل العلم، وتختلف آراء الفقهاء في كيفية أداء صلاة الاستسقاء، ويمكن تلخيصها فيما يلي:

• الجمهور: يعتقد الحنابلة والشافعية أن صلاة الاستسقاء تشبه صلاة العيد، حيث يكبر الإمام سبع تكبيرات في الركعة الأولى وخمس تكبيرات في الركعة الثانية، وقد استندوا في ذلك إلى حديث ابن عباس رضي الله عنهما حيث قال: “خرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – متواضعاً ومتضرعاً ومتخشعاً ومترسلاً، حتى وصل إلى المصلى ولم يخطب كما تخطبون، ولكنه استمر في الدعاء والتضرع والتكبير، ثم صلى ركعتين كما يصلي في العيد.
• المالكية: يتم القول أن صلاة الاستسقاء تصلى مثل النافلة والتطوع، أي ركعتين فقط، وتستند هذه الفتوى على
  حديث عبد الله بن زيد -رضي الله عنه-، حيث قال: النبي صلى الله عليه وسلم استسقى وأدى صلاة ركعتين للدعاء بالمطر.
• وباتفاق العلماء، صلاة الاستسقاء هي صلاة جهرية، ويمكن للإمام أن يقرأ أي سور وآيات من القرآن الكريم، ولكن يُفضل أن يقرأ فيها سورتي “الأعلى” و”الغاشية”، مثلما يُقرأ في صلاة العيد.
• تظل الصلاة صحيحة حتى وإن قُلّ عدد التكبيرات أو لم تُؤدّ من الأساس أو زادت عليها، وإذا ترك الإمام بعض التكبيرات فله ألا يسجد لها سجود السهو.

خطبة صلاة الاستسقاء

• تشير خطبة صلاة الاستسقاء إلى سنة مؤكدة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• فقد جاء في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: شكى الناس إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من قحوط المطر، فأمر بتجهيز منبر في المصلى الذي كان هناك، ووعد الناس بيوم يخرجون فيه. ثم خرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حين بدأ حاجب الشمس، وجلس على المنبر، فكبر وحمد الله – عز وجل – ثم قال: “إنكم شكوتم جفاف دياركم، وندمتم على غياب المطر في زمانه المعتاد، ولكن الله – عز وجل – أمركم بالدعاء له، ووعدكم بالاستجابة. فقال: الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا إله إلا هو، يفعل ما يشاء.
• ومع ذلك، هناك تباين في آراء العلماء حول خطبة صلاة الاستسقاء، ويتمثل ذلك في ما يلي:
  • يقول الفقهاء إن الخطبة سنة بعد الصلاة، واستدلوا على ذلك من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: “خرج النبي صلى الله عليه وسلم يومًا للاستسقاء، فصلى معنا ركعتين بدون أذان أو إقامة، ثم خطبنا ودعا الله عز وجل وحول وجهه نحو القبلة ورفع يديه، ثم قلب ردائه وجعل اليمين اليسار واليسار اليمين.
  • يطلب الخطيب من الناس التوبة إلى الله والاقتراب منه من خلال العمل الصالح مثل الصيام وتسوية المظالم وكثرة الاستغفار.
  • يعتقد الشافعية والمالكية أن الخطبة بعد صلاة الاستسقاء تكون مثل الخطبتين بعد صلاة العيد، ويُستحب فيها الاستغفار بدلًا من التكبير. وقال الشافعية إن الخطيب يستغفر في الخطبة الأولى 9 مرات وفي الثانية 7 مرات، بينما قال المالكية إن الاستغفار في خطبتي صلاة الاستسقاء لا حد له.
  • يقولُ الحنفيةُ والحنابلةُ أنَّ خطبةَ صلاةِ الاستسقاءِ مثلَ خطبةِ العيدِ، حيثُ يفتحُ الخطيبُ الخطبةَ بالتكبيرِ 9 مراتٍ، ويكثرُ فيها من الصلاةِ على النبيِّ صلى الله عليهِ وسلمِ.

هل يجوز صلاة الاستسقاء في البيت

• يسمح الفقهاء للفرد بأن يصلي صلاة الاستسقاء بمفرده أو مع أفراد أسرته في المنزل.
• من السنة أن يجتمع المسلمون معًا لأداء الصلاة في مكان واحد وراء إمام واحد، يطلبون من الله عز وجل الرحمة، فكلما زاد عددهم وتوحدوا، كلما كانوا أقرب إلى الاستجابة.

دعاء الاستسقاء

هناك أدعية مأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تقال عند الاستسقاء وهي الآتية:

• اللهم اسقنا، اللهم اسقنا، اللهم اسقنا.
• اللهم، أنت ربي لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.
• اللهم ارزقنا الغيث، اللهم ارزقنا الغيث، اللهم ارزقنا الغيث، اللهم أنزل علينا مطرًا مغيثًا، يكون سعادة ورفعة وفيضًا وشمولًا ونفعًا ولا ضرر، ويكون عاجلًا غير آجل، اللهم لتحيي به الأرض وتروي به العباد وتجعله بلاغًا للحاضرين والبادين .
• يا الله، أنبت لنا الزرعَ، وأدر لنا الضرعَ، واسقنا من بركات السماءِ، وأنبت لنا من بركات الأرضِ، يا الله، ارفع عنا الجهدَ والجوعَ والعريَ، واكشف عنا من البلاءِ ما لا يكشفُهُ غيرك، يا الله، إننا نستغفركَ، إنكَ كُنتَ غفاراً فأرسل السماءَ علينا مدراراً.
• اللهم ارزقنا مطرًا هنيئًا، مريئًا مريعًا، هائلًا مجللًا، واسعًا طويلًا، مستمرًا سخاءً. اللهم ارزقنا المطر ولا تجعلنا من اليأسين. اللهم إن للعباد والبلاد والحيوانات وجميع مخلوقاتك من الجوع والتعب والأذى ما لا يشكو إليك.
• اللهم أسقِ عبادك وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحيِ بلدك الميت.

حكم ترك صلاة الاستسقاء

• لا يُعَدُّ من الإثم تركُ صلاة الاستسقاء عمدًا، لأنها سُنَّة.
• من ترك صلاة الاستسقاء عمدًا فقد أضاع خير هذه السنة على نفسه.