الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

مهن الانبياء وحرفهم

مهن الانبياء | موسوعة الشرق الأوسط

تعرف على أهم مهن الأنبياء ومهاراتهم حيث يعتبر العمل والسعي من صفات المؤمن، فقد خلقنا الله في هذه الدنيا لكي نعمل على توفير احتياجات الحياة والعمل على إعمار الأرض وإصلاحها وتجديدها، والعمل على زراعة النباتات بأنواعها المختلفة والمشاركة في عملية الإنجاب والتناسل حتى يستمر الإنسان على كوكب الأرض، وتعرف هذه العملية بالديناميكية في الحياة. وهذا لأن الله سخر الناس في هذه الدنيا للعمل والاستفادة منهم والعمل في هذه الحياة، وهذا ما قاله الله تعالى في كتابه الكريم، وبسم الله الرحمن الرحيم: `اذهبوا في أرض الله وكلوا من رزقه، وإليه النشور`. وكما أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالعمل وحثنا على قيمته، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تاجرا وكان يسعى ويبحث عن رزقه من بلد إلى آخر، وكذلك الأنبياء الآخرون كانوا يعملون وكل منهم كان يعمل في مهنة مختلفة، ولذلك سنتعرف على مهنة كل نبي من الأنبياء على كوكب الأرض.

جدول المحتويات

مهن الانبياء وحرفهم

اصطفى الله سبحانه وتعالى مجموعة من البشر من بين عباده ليصبحوا رسلًا يدعون الناس لاتباع دين الله عز وجل. وعلى الرغم من اختيارهم ليكونوا حاملي رسالة الله والدين والشريعة التي منحهم الله إياها، فإنهم كانوا يمارسون الأمور العادية الشائعة التي يقوم بها البشر العاديون. فقد كانوا يؤدون الصلاة ويعملون ويتزوجون ويرعون الأغنام ويتاجرون ويأكلون ويشربون ويتجولون في الأسواق ويشترون ويبيعون، وكل ما هو مشابه لذلك. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم متزوجًا من السيدة خديجة، التي كلفته برعاية تجارتها، وبدأ العمل معها في التجارة قبل أن يُبعث كإمام ورسول للمسلمين.
القرآن الكريم يؤكد أن جميع الأنبياء عملوا في مهن مختلفة في الحياة الدنيا، كما كان سيدنا داود يعمل في صناعة الدروع التي تستخدم في الحروب، وإدريس كان يعمل في مجال الخياطة وصناعة الثياب، وأبراهيم كان يعمل في تجارة الأقمشة، ونوح كان يعمل في صناعة السفن لحماية الزوجين المؤمنين من الطوفان، وكانوا جميعًا من الرسل الذين هداهم الله وأوجد لهم سبل الرزق وتبليغ الرسالة.
نوح عليه السلام:

مهنة سيدنا نوح عليه السلام

كان النبي نوح عليه السلام يقوم برعي الغنم في وقت الفراغ بعد الانتهاء من مهنته الأساسية وهي النجارة، فقد كان يشتغل في حرفة النجارة، ومن ثم هداه الله ليقوم ببناء سفينة كبيرة تستطيع حمل آلاف الناس والحيوانات بأنواعها المختلفة، وذلك لحمايتهم من الطوفان الذي أمره الله بحدوثه في الأرض، ولنقل هذه السفينة إلى مكان هادئ آخر، فقد بدأ النبي نوح عليه السلام ببناء السفينة من خلال وضع البداية الجافة للسفينة، وقد قام ببناء السفينة في مكان لا يوجد به أي ماء، ولكن الله بعد أن أمر بحدوث طوفان أمر بأن يغمر الماء المنطقة بأكملها، وبالتالي بدأت السفينة في الارتفاع على سطح الماء والتحرك إلى مكان آخر.

مهنة سيدنا إدريس:

من المعروف أن سيدنا إدريس من الرسل الصالحين والصابرين، إذ ولد في مدينة بابل في العراق وتعلم فيها، ثم انتقل إلى مصر ليبشر بالرسالة التي حملها من الأديان السابقة. وقد استقبله المصريون بحفاوة واشتهر باسم “أبي الحكماء” في العراق ومصر، وعاش في عدة حضارات بما في ذلك الحضارات المصرية والبابلية والسومرية.
الحرفة التي عملها سيدنا إدريس عليه السلام:
عمل سيدنا إدريس عليه السلام بالعديد من المهارات والحرف، إذ كان أول من تعلَّم الكتب السماوية التي علمته إياها الملائكة بعدما اختاره الله عز وجل ليكون نبيًا. كما تعلَّم القراءة والكتابة ونشرها في الأمم، وابتكر أدواتٍ للكتابة بها. وتعلَّم علم النجوم والفلك والحساب، وحركة الكواكب، وأتقن 72 لغة من لغات العالم التي كانت متداولة في زمنه. وعمل بالخياطة، حيث كان أول من خيط الملابس واستبدلها بما كان الناس يلبسونه وهو الجلد. وكان يرشد الناس في ذلك الوقت إلى عبادة الله عز وجل. وعمل بالطب وفي مجال الكيمياء. ويقول البعض إنه هو من وضع علم بناء الأهرامات لكي يحافظ على علومه من الغرق في الطوفان الذي أُخبر به، وقد قرر نقش علومه على جدران سميكة حتى لا تندثر علومه.

مهنة سيدنا إبراهيم عليه أفضل السلام:

تعرض سيدنا إبراهيم للعديد من الصعوبات والمشاكل خلال حياته، لكنه كان رجلاً أولى العزم. واجه الكثير من المشاكل أثناء نشر الدين الذي أُنْزِلَ إليه. فنشأ سيدنا إبراهيم بين مجموعة من البشر يعبدون الأصنام بدلاً من الله عز وجل، وكان والده يعمل نحاتًا لهذه الأصنام التي لا تنفع ولا تضر. وبدلاً من أن يتبع إبراهيم والده في هذا الأمر، قام بمصارحته بأنه من الغير منطقي أن يعبد الإنسان شيئًا صنعه بنفسه. فغضب والده منه وطرده من المنزل وهدده بأن يرجم بالحجارة خارج المنطقة. في إحدى الأعياد الخاصة بهؤلاء الناس، هدم إبراهيم جميع الأصنام باستثناء الصنم الأكبر. وعندما رجع الناس وشاهدوا ما حدث لآلهتهم، قال البعض إن إبراهيم هو من قام بتكسيرها لأنهم سمعوه يسب في الآلهة. وعندما سأله الناس إن كان هو من قام بتكسير الأصنام، قال لهم أن يسألوا الصنم الأكبر. فتراجع البعض وعرفوا أنهم جميعًا على خطأ، لأن هذه الأصنام لا تتكلم. ثم قاموا بإشعال نار كبيرة وألقوا إبراهيم فيها، لكنه توكل على الله عز وجل ولم يخيبه الله. فمنحه الله معجزة أبهرت الجميع وهي أن الله أمر النار أن تكون باردة على إبراهيم، حتى نجا منها.
يتحدث هذا المقطع عن عمل سيدنا إبراهيم عليه السلام في مجال البناء والتشييد للمباني، وأن الله سبحانه وتعالى أمره ببناء الكعبة المشرفة وساعده في بنائها سيدنا إسماعيل عليه السلام، وذلك بعدما أمره الله بوضع حجر الأساس للكعبة المشرفة لتصبح مزارًا للناس فيما بعد، وتعد هذه الكعبة من أهم الأماكن المقدسة إلى الله والتي يتوافد إليها المسلمون من جميع أنحاء العالم حتى الآن.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى