العلاقات و التعارفالناس و المجتمع

مهارات الإتصال الفعال

09 08 16 02 45 Effective Communications Skills Workshop | موسوعة الشرق الأوسط

تعد مهارات الاتصال الفعال أو التواصل الناجح من أهم مهارات التنمية البشرية المطلوبة لتحقيق النجاح في الحياة العلمية والمهنية والاجتماعية، وتركز العالم بشدة على هذه المهارات الخاصة بالفرد وليس فقط على المؤسسات وأدواتها، حيث يتألف نجاح أي مؤسسة من نجاحات الأفراد المكونين لها، ولذا يجب تطوير مهارات الاتصال الفعال لدينا والاستفادة من البرامج التدريبية المتعلقة بها، ويمكن الحصول على كل المعلومات المتعلقة بالاتصال الفعال من خلال موسوعة.

جدول المحتويات

مصطلح مهارات الإتصال الفعال

أصبح التواصل بكل أنواعه من أهم مميزات العصر الحالي، فنحن نبتكر بشكل دوري المزيد من برامج تسهيل التواصل وتقريب المسافات في مختلف المجالات، ومع ذلك، يجب علينا عدم إهمال أنفسنا. يعتبر الإنسان الفرد مركزًا للمعلومات المتنقلة ويجب أن يتعلم مهارة التواصل بفعالية مع الآخرين لنقل هذه المعلومات.

يتم تعريف التواصل الفعال في علوم التنمية البشرية على أنه “عمل يحقق أعلى درجة ممكنة من التواصل عن طريق استثمار كافة إمكانيات الفرد والتفاعل عن طريق وسائل التواصل والوسائط المختلفة التي تناسب بعد المكان والزمان.

مكونات التواصل الفعال :

تم تحديد عدد من العناصر لتهيئة الفرد والمؤسسة للتمكن من الاستفادة من اللحاق بموكب التقدم العالمي، ويتم استخدام تلك العناصر في تحديد برامج التنمية البشرية، واستنادًا إلى التعريف المتفق عليه من قبل أخصائيي التنمية البشرية وعلماء الإنسان، والعناصر هي كالتالي:

  1. الفعل: تعني كلمة “مهارات الاتصال الفعال” أن التواصل الفعال هو فعل يقوم به الإنسان وليس شيئًا مرتبطًا بفطرته البشرية، ولا يمكن للإنسان التواصل الفعال بشكل طبيعي، بل يجب أن يتخذ إجراءات جدية وأن يستخدم المعارف والمهارات والطاقة البدنية والنفسية بشكل فعال، وعندئذ سيتمكن من الاتصال بالكثير من الناس وبطريقة إنتاجية وناجحة.
  2. التوازن: يتميز التواصل الفعال بالتوازن بين المتلقي والمرسل، ويتطلب الأمر استثمار إمكانيات الطرفين وتوفير الشروط اللازمة لتجنب الضرر لأي من الطرفين، ويتطلب أيضًا توازنًا في استخدام الأفعال وعدم الإفراط في استنزاف طاقة الفرد حتى لا يصل إلى حالة الإنهاك أو الضرر.
  3. المواءمة: لا يمكن تحقيق مهارات الاتصال الفعال بمجرد الاهتمام بعناصرها فحسب، بل يجب تحقيق توافق بين بُعدي الزمان والمكان، مع فهم عميق لبعد المكان الذي يتم فيه العمل وللمجتمع الذي يعمل فيه الفرد عمومًا، بالإضافة إلى الزمن ومتغيراته وتوافقه مع المهارات المكتسبة للتواصل بين الأفراد أو المؤسسات.
  4. الاستخدام: وسنتخذ هذا المصطلح بشكل منفصل مع شيء من التفصيل لما يقع عليه من مسؤوليات من المؤسسة التي يعمل بها الفرد، وليس الفرد بمفرده.

استخدام التواصل الفعال

يعتمد استخدام مهارات الاتصال الفعال على أنواع مختلفة من التواصل، ويتم استخدام نوع مناسب أو عدة أنواع حسب الزمان والمكان والغرض المرجو. وتشمل الأنواع المختلفة للاتصال الفعال ما يلي:

  • الإتصال الذاتي “Interpersonal Communication”:

يعتمد التواصل الذاتي تمامًا على الفرد، حيث يكون الفرد في نفس الوقت المرسل والمستقبل، ويستخدم هذا النوع من التواصل بشكل مكثف، وقد يبدو ذلك لا واعيًا في بعض الأحيان بسبب التكرار، حيث تعتمد القرارات التي يتخذها الفرد يوميًا على التواصل الذاتي، استنادًا إلى المعلومات التي يستقبلها من حواسه، وقد يتجلى ذلك في حديث الفرد لنفسه، وهو أحد أشكال استخدام مهارات الاتصال الفعال.

  • الإتصال الشخصي:

التواصل الشخصي هو التواصل المباشر بين شخصين باستخدام الحواس الخمسة، وهو من أفضل أنواع التواصل؛ حيث يمكن للشخص معرفة تأثير رسالته على المتلقي على الفور والتفاعل معها. كما يساعد التواصل الشخصي في بناء علاقات وصداقات تعزز مهارات التواصل الفعال بشكل عام.

  • الإتصال الجماهيري “Mass Communication”:

يتألف المستقبل في هذا النوع من الاتصال من مجموعة من الأفراد، ليس أقل من اثنين، ويختلفون في مستوياتهم الاجتماعية والثقافية والمادية، وقد يختلفون أيضًا في الأعمار والمعتقدات. كما قد يكونون غير قادرين على التجمع في مكان واحد، وهو أصعب أنواع الاتصال لأن المرسل لا يعرف كل المستقبلين. وبالمقابل، يتم إرسال الرسائل بشكل غير محدد لجمهور متنوع وغير متجانس من الناس من خلال وسائل الإعلام مثل التلفزيون والإنترنت والإذاعة وغيرها، ولا يوجد أي طرق للحصول على ردود فعل أو تفاعلات من المستقبلين، أو على الأقل بشكل محدود لفهم ردود فعل الغالبية المستقبلية للرسالة.

أهمية الإتصال الفعال

لتحقيق كل ما شرحناه بشكل علمي عن الاتصال الفعال، يجب امتلاك بعض المهارات التي يمكن اكتسابها وتدريبها، وليست بالضرورة فطرية، مثل:

  • الإنصات الجيد :

لا يعني الإنصات فقط الصمت والاستماع للشخص الذي يتحدث، بل يجب مراقبة حركاته ونبرة صوته وتفسير سلوكه، وفهم مضمون ما يقوله ويقصده، وتذكر جيدًا ما سأل عنه أو تحدث فيه، والاستجابة بشكل مباشر ومستمر عن طريق الردود الجسدية أو الصوتية.

  • التعامل مع الآخرين :

هذا الفعل يرتبط بالتفاعل الإيجابي مع الروابط الاجتماعية المحيطة بك، وذلك من خلال القدرة على إدارة الظروف المحيطة وإدارة الآخرين باستخدام فن الإقناع وإدارة النفس.

  • التحدث والإقناع :

يتطلب الإقناع الفعال أن تكون ملماً بعناصره، وأن تكون دائماً مخلصًا لعملك ومقتنعًا به حتى تنتقل طاقتك للمحيطين بك، وإن الممارسة المستمرة ستمنحك الخبرة والثقة للتحدث بشكل أكثر فاعلية وتواصلاً مع الآخرين.

  • القيادة :

القائد الفعال ليس من يصدر الأوامر فحسب، بل هو من يتمكن من جعل جميع الأفراد العاملين معه يتحركون نحو الأمام بإرادتهم وحبهم للتطور، وليس بالضرورة بالتزامهم الجاف بالأوامر. وبالتالي، فإن العمل على تحقيق مهارات الاتصال الفعال هو جزء أساسي من دور القائد، ويتعين عليه تدريب الآخرين على هذه المهارات للتحرك نحو أهداف مشتركة بطريقة طوعية.

توجد مؤسسات تنمية بشرية مختلفة في جميع بلدان الوطن العربي، وذلك لتعزيز مهارات الاتصال الفعال لدى الأفراد بشكل علمي وعملي، حيث يمكن للفرد أن يتحول إلى شخص فعال ويقود حياته نحو نجاح أكبر في جميع الجوانب، بما في ذلك الجانب العاطفي.

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى