الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

من هو النبي الذي ولد مرتين

من هو النبي الذي ولد مرتين | موسوعة الشرق الأوسط

من هو النبي الذي ولد مرتين

  • خلق الله تعالى الكون بكل ما فيه، وخلق الناس الذين يعيشون في هذا الكون، وربما يكون الهدف الأساسي لوجود الخلق في هذا الكون العظيم هو عبادة الله تعالى وطاعته وشكره على النعم التي أنعم بها على الخلق.
  • لا يتم ترك الأمور للأهواء والآراء الفردية، ولكن يجب أن يتم تحديد الأسس والقواعد التي يمكن السير عليها، فإذا ترك الناس لأهوائهم دون تحذير أو توجيه، فسوف يعيشون حياة الجهل والضلال والفساد، وسينتشر بينهم الأخلاق الفاسدة والعادات السيئة.
  • من حكمة الله -عز وجل- أنه لا يترك الناس دون سدًا يحميهم من أهوائهم وأطماعهم، التي إذا سادت لتفسد حياتهم وتضيع بهم الغاية العظمى التي خلق الله -تعالى- الكون من أجلها، وهي عبادته وتوحيده والامتثال لأوامره واجتناب نواهيه.
  • أرسل الله تعالى الرسل لتوجيه الناس إلى الطريق الصحيح وعبادة الله وحده دون شريك له، ليبلغوا الناس ما يحبه الله ويرضاه ويحذروهم من ما يغضبه ويرفضه، ولقد بعث الرسل لتحسين أخلاق الناس وتوجيههم إلى الطريق الصحيح لعبادة الله الواحد.
  • أرسل الله الرسل مبشرين ومنذرين لتعليم الناس ما يصلحهم ويوجههم إلى رضا الله، لكي ينعموا بخيرات الدنيا والآخرة.
  • كما يتم إرسال الرسل لتقديم الحجة للناس حتى لا تكون لهم حجة على الله تعالى يوم القيامة في معرفة الطريق الصحيح والصراط المستقيم، فالرسل والأنبياء هم الوسطاء بين الله والناس لينقلوا ما أراد الله تعالى بلوغه الناس ويحذروهم من ما نهاه الله عنه، وهذا لتكون الحياة في هذا الكون على النحو الذي خلقه الله تعالى لأجله.
  • كل نبي ورسول له ظروف وأسباب مختلفة لدعوته، تختلف من نبي إلى آخر 

نبي الله ادريس ولد مرتين

  • النبي الذي ولد مرتين هو نبي الله إدريس، الذي أرسله الله تعالى بعد شيث وآدم، وعليهم السلام.
  • تذكر أن نبي الله إدريس أكمل دعوة النبوة في مكان شيث -عليه السلام-.
  • عندما انتشر الفساد في الأرض، وزاد الأمر في ذرية قابيل بقتلهم واعتدائهم على المؤمنين، فأمر الله بالجهاد.
  • يعود السبب في أن نبي الله إدريس -عليه السلام- يعتبر جيشًا عظيمًا إلى أنه قاتل المفسدين في الأرض وحقق النصر عليهم، وأسر كثيرًا منهم، بالإضافة إلى أن إدريس -عليه السلام- كان أول من قاتل في سبيل الله تعالى وأول من أسر في سبيل الله.
  • كان لنبي الله إدريس -عليه الصلاة والسلام- مكانة عظيمة وكبيرة عند رب العالمين، وذكره الله تعالى في القرآن الكريم قائلاً: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57)) [مريم: آية 56،57]
  • يذكر أن نبي الله إدريس -عليه السلام- كان أول من استخدم القلم في الكتابة وأول من علم الناس كيفية الكتابة وصنع أدوات الكتابة. كان -عليه السلام- شخصًا ذو قامة كبيرة، عظامه كثيفة، ولحيته كثيفة، وكان وجهه جميلًا. كان هادئ الطبع وقليل الكلام، وكان لديه معرفة واسعة بعلم الفلك والحساب وحركة الكواكب.
  • كان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ملمًا بجميع اللغات التي كان الناس يتحدثون بها في زمانه وقادرًا على تحديد مواعيد الصلاة واتجاه القبلة.
  • إدريس -عليه السلام- كان أول من اكتشف الخياطة وصنع الملابس، فقد كان -عليه السلام- أول خياط في تاريخ البشرية.
  • إدريس عليه السلام كان على دراية كبيرة بعلوم الطب والكيمياء، ولذلك وصف بـ “حكيم الحكماء” بسبب معرفته الغزيرة ومتنوعة في هذين المجالين.

سبب تسمية نبي الله ادريس النبي الذي ولد مرتين

  • على الرغم من أن الإنسان يولد مرة واحدة فقط من أم واحدة، إلا أن هناك نبيًا وُلِدَ مرتين، ويبدو هذا الأمر غير منطقي وغير متوافق مع حياة الإنسان، ولكن هذا النبي هو استثناء وليس القاعدة.
  • لكن المقصود هنا ليس الولادة بالمعنى الحرفي، وإنما المقصود هنا هو النبي الذي بعث مرتين ليهدي قومين مختلفين.
  • عندما أرسل الله تعالى نبيه إدريس -عليه السلام- إلى قومه في بابل للمرة الأولى، فقد كذبوه ولم يؤمنوا به إلا قليلًا منهم، لذلك خرج النبي الكريم وبعض من قومه الذين آمنوا به من بابل متوجهين إلى مصر.
  • بعد ذلك، بدأ نبي الله إدريس -عليه السلام- بدعوة أهل مصر إلى الإيمان وتوحيد الله تعالى وعبادته.
  • زار النبي الكريم قرية مدمرة تمامًا بسبب حكم ملك ظالم، وسأل إن كان من الممكن إحياء هذه الأمة من جديد، فأمر الله بموته لمدة مائة عام ثم بعثه مرة أخرى، وذلك بعد أن عمّر أهل القرية تلك وطوّروها.
  • عندما استيقظ، أول ما لاحظه هو عيناه، فنظر إلى ما حدث في القرية، وسأل عن مدة غيابه، وعندما قالوا له إنه غاب لمدة مائة عام، نظر إلى طعامه وشرابه وجد أنها لم تتغير.
  • هكذا يجعله الله آية لمن يأتي بعده ليعلم أن الله قادر على كل شيء.

موت نبي الله ادريس عليه السلام

  • ورد ذكر نبي الله إدريس في القرآن مرتين، الأولى عندما وصفه الله تعالى بأنه صديق للنبي والثانية عندما وصفه الله تعالى بأنه من التائبين الصابرين.
  • وفي مناسبة أخرى، ذكر الله تعالى في كتابه الكريم (ورفعناه مكانًا عاليًا)، وذُكر في ذلك النبي إدريس، عليه السلام.
  • تحكي إحدى الروايات التي لم يثبت صحتها أن الله قد أوحى إلى النبي إدريس بأن العمل يرفع مثل باقي أعمال بني آدم كل يوم، ولكن رسول الله أراد زيادة العمل، ولذلك كان لديه صديق وخليل من الملائكة، فأخبره بما أوحى إليه، وقال له أنه يريد أن يخبر ملك الموت بأن يزيد في عمله.
  • حمله الملك بين جناحيه، وصعد به إلى السماء حتى وصل إلى السماء الرابعة، وهناك وجد ملك الموت، فأخبره الملك بأن ربنا يريد إدريس -عليه السلام-، فسأله ملك الموت: هل هو نبي الله إدريس؟
  • فأجاب الملك قائلا إنه على ظهري، فتعجب ملك الموت وقال إنني أمرت بأن يتم التقاط روح نبي الله إدريس في السماء الرابعة، فسألته كيف يمكن ذلك وهو في الأرض؟!
  • فقد تم قبض روح نبي الله إدريس – عليه السلام – وهو في السماء الرابعة، وصدق فيه قول الله تعالى (ورفعناه مكانا عليا).

الرواية الآخري

  • وفي رواية أخرى كما جاء في سنة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- في حديثه عن خبر الإسراء والمعراج، في صحيح البخاري ومسلم كما ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- في قصة رحلة الإسراء والمعراج عندما رفع النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وصعد به إلى السماء، فصعد إلى السماء الأولى ثم السماء الثانية ثم السماء الرابعة وهناك وجد رجل فقابله، وقال له: `مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح`. فسأل النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- جبريل عن هوية هذا الرجل، فأجابه جبريل أنه نبي الله إدريس -عليه السلام-، وهذا يفسر قوله تعالى. ورفعناه مكانا عاليا، والمكان العالي الذي رفعه الله نبيه إدريس عليه السلام هو وجوده في السماء الرابعة، والدليل على ذلك هو الحديث الذي ذكره النبي عن قصة الإسراء والمعراج 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى