من هو النبي الذي حرم الله عليه النساء
من هو النبي الذي حرم الله عليه النساء
هو نبي الله شيث -ع”(12)” “Man huwa al-qatil alladhi la yastati`u an yaqatilahu ahad min al-makhluqat? Huwa lughzun yuhiru al-kathir min al-atfal wal-kibar athna`a la`ib al-alghaz al-lati tabni al-`aql wa ta`azzuza min quwwat al-thakira, wa tasahmu fi tathqif wa taw`iyat al-talab wa al-abaa` wa al-umahat, fahiya ala`ab jalsat al-thamar al-lati taj`al al-makan ya`mu biddafaa` wa al-mawadda wa al-mahabbah, fahiya bina najib `an hadha al-lughz al-ladhi taqdimu lakum mawsu`at ijaba `anhu, fatabi`una.
متى ولد شيث ابن آدم عليه السلام؟
ولد نبي الله شيث بعد حوالي خمسين عامًا من قتل هابيل، وكان عمر آدم -عليه السلام- حوالي مائة وثلاثون سنة. ويُنقل عن ابن عباس -رضي الله عنه وأرضاه- أن شيث ولد ومعه أخته حزورا، ويُعرف شيث في اللغة السريانية باسم شاث، والاسم شيث هو اسم عبري.
لماذا حرم الله النساء على النبي شيث عليه السلام
كانت حواء، أم البشر، تلد في كل حمل طفلين، واحد ذكر والآخر أنثى، وهذا كان من حكمة الله لتعمير الأرض بالبشر، وكان ذلك مسموحًا في ذلك الوقت. ومع ذلك، حرم الله على نبيه شيث الزواج من أخته حزور، وأوصاه بعدم القيام بذلك كابتلاء من الله لرسله. وكان إبراهيم، خليل الله، وحفيده نبي الله يعقوب، وابنه الصديق يوسف، وذريتهم جميعًا يتعرضون لابتلاءات من الله، ولكن نبي الله شيث تزوج أخته مخالفًا أوامر الله، وعاقبه الله بتحريم جميع نساء الأرض عليه.
صفات سيدنا شيث عليه السلام
بسبب الفارق الزمني الكبير بيننا وبين العصور القديمة، فإن المعرفة المتعلقة بنبي الله شيث تكاد تكون غير موجودة، والأثر المتبقي منها غير مؤكد ومشكوك في صحته. لذلك، نذكر المعلومات الموثوق بها، مثل أنه كان باراً بوالديه، وأنه كان متعلمًا ومحبًا للمعرفة، حيث علمه والده آدم الكثير، وأخذ الدعوة ورسالة التوحيد بعد وفاة والده. كما كان وسيمًا بين أبناء آدم وعاش لمدة تقريبًا تسعمائة عام.
وصية سيدنا آدم لابنه شيث قبل وفاته
نصح النبي آدم ابنه النبي شيث بأن يتولى إدارة شؤون قومه بعده، وأن يستمر في دعوتهم إلى دين التوحيد، ونصحه بأن يتجنب شقيقه الأكبر قابيل بسبب حقده وغله، وخشي آدم أن يؤذي قابيل ابنه الآخر هابيل، ويفقد آخر عزيز لديه، فأتبع النبي شيث نصيحة أبيه وتولى إدارة شؤون قومه، وبدأ بدعوة الناس إلى التوحيد، واستقر في المناطق الجبلية مع أتباعه.
أول حادثة زنا في التاريخ
قبل ذكر الحادثة، يلزمنا التنويه العلمي بأن الإسرائيليات هي مصدر هذه القصة، وعندما سئل رسولنا الكريم عن الإسرائيليات، قال: “لا تصدقوا أهل الكتاب، ولا تكذبوهم، فقد يكون حقا فتكذبوه، وقد يكون باطلا فتصدقوه.” وقال أيضا: “حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج”، أي أننا نذكر ما ورد في كتب التاريخ المأخوذة من الإسرائيليات للحصول على المعرفة والعلم، ولا يزيد ذلك. وفيما يلي تذكر الإسرائيليات:
- بعد مقتل قابيل لأخيه هابيل، انعزل عن أبيه وعشيرته، ولجأ إلى السكن في السهول، وكان قابيل خبيث النفس ولا يحب الخير.
- نصح آدم ابنه شيث بعدم اتباع أخيه قابيل، ونصح شيث قومه بعد وفاة أبيه بعدم اتباع قابيل وقومه، وعدم ترك مساكنهم في الجبال والنزول للعيش مع قابيل وقومه.
- في يوم عيد قوم قابيل، تجرّأ أحد رجال نبي الله شيث ونزل إلى السهول، حيث استوقفته النساء المتبرجات اللواتي نالت إعجابه، وكذلك النساء الأخريات اللواتي كان يتميز بهنّ رجال قوم شيث بالجمال، بينما كان يتميز رجال قوم قابيل بدمامة الوجوه ونساءهن بالجمال الفاتن.
- عندما عاد الرجل إلى قومه في الجبال، بدأ بسرد ما رآه من جمال النساء وحسنهم، وما يتميز به قوم قابيل من عدم حرمانهم الاختلاط بين الرجال والنساء، على عكس قوم نبي الله شيث.
- بطبيعة الحال، اغتر رجال قوم نبي الله شيث بتلك النساء وأحاديث صاحبهم، فخالفوا ما نهاهم عنه نبي الله ونزلوا إلى السهول، وعندما رأتهم نساء قوم قابيل، أعجبن بهم، ورغبن فيهم، وحدث بينهم الزنا، وتعتبر هذه أول حادثة زنا على وجه الأرض.
- بدأ هذا الأمر يتكرر وينتشر بسرعة، حيث هربت مجموعة من قوم شيث إلى سهول قابيل وأتباعه، مما أدى إلى انخفاض عدد قوم شيث، بينما زادت قبيلة قابيل عددًا وقوة، وزاد معها الفساد والظلم في الأرض.
- بعد وفاة نبي الله شيث، هاجمت جماعات من قبيلة قابيل أتباع شيث الموحدين، وظلوا يؤذونهم ويلحقون بهم الأضرار، وذلك لأنهم ضاقوا ذرعًا بهم وكرهوا عقيدتهم، وهكذا تتحول البشر حينما يتمكن منهم الشيطان -حفظنا الله وإياكم-.
- بعد انتشار الفساد في الأرض وقلة المؤمنين بعبادة الله، أرسل الله رسلاً آخرين بعد شيث عليه السلام.
- يجدر الإشارة إلى أن هناك مجموعة من المؤمنين بالنبي شيث -عليه السلام- وهم الصابئة الذين ذكرهم الله تعالى في سورة البقرة في القرآن الكريم، وهم يؤمنون بالله ويشهدون أن لا إله إلا هو، ويؤدون صلاة مشابهة للمسلمين مع عدم السجود، ويصلون ثلاث مرات في اليوم، قبل طلوع الشمس وقبل الظهر وقبل الغروب، ويؤمنون بتجديد الأرواح، ولديهم كتاب يسمى الخمسين صحيفة ويعتقد أنه نزل على النبي شيث، ويذكر الحديث الشريف وجوده، ولكن سنده ضعيف.
العظة من قصة النبي شيث
كل ما يفعله الله عز وجل يحمل في طياته الحكمة والمقدار، ومن الدروس التي يمكن استخلاصها من تلك القصة:
- إن الله -عز وجل- يرزق الإنسان بنعم كثيرة، وهي أفضل مما يأخذه، وذلك كتأكيد لما يحتسبه الشخص عند الله.
- يجب على الناس الذين يقدسون الأنبياء ويزيدون من إجلالهم أن يعرفوا أن الأنبياء بشر يصيبون ويخطئون مثلنا.
- إذا أحب الله عبدًا، يبتليه، والصبر عند الابتلاء هو المفتاح للفرج.
- تشير النفس إلى الشر والإثم، وإذا لم نشغلها بالحق فإنها ستشغلنا بالباطل، ولذلك ينبغي علينا اتباع أوامر الله -سبحانه وتعالى- وتجنب نواهيه.
- من الواجب التوبة والإنابة السريعة إلى الله -عز وجل- بعد فعل المعاصي.
- يجب علينا أن نتذكر دائما أن الغريزة الفطرية التي وهبها الله للبشر هي الدافع الأساسي لكثير من شرورهم وأفعالهم. فقد حدثت أول جريمة قتل في التاريخ بسبب شهوة قابيل التي دفعته لقتل أخيه هابيل، ثم حدثت أول جريمة زنا عندما شهد قوم شيث قوم قابيل. لذلك، يتعين علينا تطهير أنفسنا وتحريرها من كل أنواع الشرور والفساد، كما يقول الله في سورة الشمس “ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها.
- يجب أن ندرك أن الأتقياء هم الذين ينجون من عذاب الله، ويحصلون على جناته العالية، ويبقون في رضاه إلى الأبد.