الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

من هو الصحابي الذي لقب بأمين هذه الأمة

من هو الصحابي الذي لقب بأمين هذه الأمة | موسوعة الشرق الأوسط

يتم طرح سؤال في هذا المقال للتعرف على أحد الصحابة الذين عاشوا في فترة البعثة النبوية للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، والذي يلقب بأمين هذه الأمة. وكان الصحابيون هم المصدر الرئيسي لنقل العديد من المواقف والأحاديث عن النبي الذين يثبتون أخلاقه الرفيعة، والكثير منهم قاموا بنشر الإسلام في مختلف أنحاء العالم بعد وفاته، وذلك في فترة الخلفاء الراشدين .

ينقسم الصحابة إلى فئتين رئيسيتين، المهاجرون الذين هاجروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة وساندوه في بعثته النبوية، والأنصار الذين استقبلوه في المدينة المنورة ودعموه وآمنوا به. فماذا عن الصحابي الذي لقبه النبي بأمين الأمة؟ هذا ما سنجيب عليه في موسوعتنا.

من هو الصحابي الذي لقب بأمين هذه الأمة

  • يعد أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه من الصحابة الذين أطلق عليهم لقبًا من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد وصفه بأنه أمين هذه الأمة، وقد فخر بهذه الصفة عندما طلب منه أهل نجران إرسال رجل أمين إليهم، ورد عليهم بإرسال أبو عبيدة بن الجرّاح الذي كان يتمتع بصفة الأمانة بشكل كبير.
  • اسمه الحقيقي هو عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، وكان أول الصحابة الذين أسلموا في بداية البعثة النبوية، عندما ذهب إلى دار الأرقم برفقة عدد من الصحابة الآخرين بعد سماعه دعوة النبي للإسلام، وكان من بينهم عبد الرحمن بن عوف.
  • من أوائل المهاجرين من مكة إلى المدينة المنورة، وكان من بين الصحابة الذين بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بدخولهم الجنة، وكان أحد الأصدقاء المقربين للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان اسمه مذكوراً في النبوءات الشريفة عدة مرات وهو معروف بالشجاعة والإخلاص والتدين
  • كان أبو عبيدة بن الجراح من الصحابة المميزين الذين أشاد بهم الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما قال: `نعم الرجل أبو بكر، نعم الرجل عمر، نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح`. وهذا يشير إلى المكانة العالية التي حظي بها أبو عبيدة بن الجراح عند الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث ذكره إلى جانب أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
  • تميز أبو عبيدة بتمسكه الشديد بالدين والقوة، والتواضع في التعامل مع الآخرين، وكان بمظهر طويل ونحيف ولحيته كانت خفيفة.

الغزوات التي شارك فيها أبي عبيدة بن الجراح

غزوة بدر

شارك أبي عبيدة بن الجراح في العديد من الغزوات، ومن أبرزها غزوة بدر، حيث برزت قوة إيمانه بالله بسبب قتاله لأبيه الجراح بن هلال الذي رفض الإسلام وظل على الكفر، وحارب رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته. وانتهت هذه المعركة بقتال أبي عبيدة ضد أبيه.

غزوة أحد

أما هذه الغزوة، فقد كانت دليلاً على قوته واستعداده للتضحية من أجل النبي، وهي واحدة من أصعب المعارك التي خاضها المسلمون، إذ تعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم للإصابة في وجهه الشريف، حيث دخلت في وجنتيه حلقتا المغفر. وعندما رأى أبو عبيدة بن الجراح ذلك، سارع لنزع الحلقات، وشاهد هذا الموقف أبو بكر الصديق، حيث قال: “أسرعت نحو رسول الله، وإذ برجل يركض نحو رسول الله كالبرق، وإذ بأبي عبيدة، فلما وصلنا إلى رسول الله، هممت بأن أنزع حلقات المغفر من وجنتيه، فقال لي أبو عبيدة: أسألك بالله يا أبا بكر ألا تركتني فأنزعها أنا، فتركته، فأمسك بالحلقة بأسنانه فنزعها، ثم سقط على ظهره وفقد ثنيته، ثم عاد وأمسك الحلة الأخرى وسحبها من وجنتي رسول الله، فانتزعها وفقد الثنية الأخرى.” ولقد فقد أبو عبيدة أسنانه لأنه نزع الحلقات بها، واشتهر بلقب “الأثرم.

غزوة ذات السلاسل

تلك الغزوة كانت دليلاً قوياً على الأخلاق الحميدة التي كان يتمتع بها الصحابي الجليل عمرو بن العاص. كان يواجه عدداً كبيراً من الأعداء في هذه المعركة، وطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرسل له المدد، وأُرسل إليه أبو عبيدة رضي الله عنه. وعندما وصل إليهم، أخبرهم عمرو بن العاص بأنه هو أمير المعركة، وأجابوا بأن أبو عبيدة هو أميرهم، فرد عليهم عمرو بن العاص أنهم جاءوا لمساندته في المعركة وليس لديهم أمير. فأجابهم أبو عبيدة قائلاً: “تعلم يا عمرو أن رسول الله قال لي: إن قدمت على صاحبك فتطاوعا، وإن عصيتني أطعتك.

وهناك العديد من المواقف التي تثبت حسن خلقه مثل:

  • قام عمر بن الخطاب بإرسال 400 دينار إلى أبي عبيدة بن أبي الجراح الذي فضل عدم إنفاقها على نفسه، بل على الفقراء والمحتاجين، وهذا الموقف يعكس مدى كرمه، فعندما علم بذلك، غمرته الفرحة.
  • يحكي سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه موقفًا آخر لأبي عبيدة بن الجراح، وذلك عندما كان في الشام ودخل بيت أبي عبيدة ليجد أن هناك القليل من الطعام الذي كان عبارة عن فتات خبر، والقليل من الأسلحة، مما أثر في نفس عمر الذي بكى وقال: “غيّرتنا الدنيا كلنا، غيرك يا أبا عبيدة.
  • عندما عيّن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عينهُ قائداً للجيش بدلاً من خالد بن الوليد، أظهر موقفاً يعكس مدى تواضعه وزهده في الدنيا وتحقيقهُ للآخرة، حيث قال أبي عبيدة لعمر: “والله إني كرهتُ أن أكسر عليك حربك، ولا نريدُ سلطانَ الدنيا، ولا نعملُ من أجل الدنيا، وكلنا في اللهِ إخوةٌ.

وفاة أبو عبيدة بن أبي الجراح

  • توفي أبو عبيدة ابن أبي جراح – رضي الله عنه – بمرض الطاعون في عمواس بفلسطين بعد مرور 8 سنوات على الهجرة النبوية الشريفة، وكان يقود المسلمين في الشام عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – الذي طلب منه قبل وفاته أن يغادر القرية التي انتشر فيها المرض ويذهب إلى مكان آخر حتى ينجو من هذا الوباء، ولكنه رفض الرحيل وترك الجنود في القرية، وذلك كان عندما بلغ من العمر الثامن والخمسين.
  • وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أكثر من يحزن على وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وعندما وصله خبر وفاته، قال: “لو كنت متمنيًا، ما تمنيت إلا بيتًا مملوءًا بأمثال أبي عبيدة.” ويذكر الأحاديث أنَّ مُعاذ بن جبل رضي الله عنه كان من صلاة الجنازة على النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا رحل أحد أعظم الصحابة، من العشرة المبشرين بالجنة الذين جاهدوا بأنفسهم في سبيل الله.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى