الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

من هو الشخص الذي يمكن أن يكون قدوةً لي؟

من هو الشخص الذي يمكن أن يكون قدوةً لي؟ | موسوعة الشرق الأوسط

من هو الشخص الذي يمكن أن يكون قدوةً لي؟

  • يجب أن يتمتع الفرد بعدد من الصفات الجيدة ليصبح قدوة للآخرين.
  • لا يوجد قدوة خير من رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم.
  • فقد جاء في قول الله تعالى في سورة الأحزاب: “لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا”.
  • القدوة الحسنة تعني التحلي بالفضائل والأخلاق الرفيعة، تلك الأخلاق التي تثير إعجاب الناس وتجعلهم يتبعون الشخص الذي يتحلى بها كمثال يحتذى به.

صفات القدوة الحسنة في الإسلام

لا يخلو حياة أي شخص من الحاجة إلى شخص آخر يكون قدوة حسنة له، يسير على نهجها، وحتى يصبح المسلم قدوة للآخرين، يجب أن يتحلى بصفات عديدة، منها:

  • العبادة: يجب على الشخص أن يلتزم بالعبادات التي فرضها الله تعالى عليه مثل الصلاة والصيام والزكاة، وفي الوقت نفسه يجب أن يتجنب الأفعال السيئة وكل ما نهى الله عن فعله وقوله، ويجب عليه القيام بكل ما أمره الله به والابتعاد عن كل ما نهى عنه، وقد صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: “اتركوني ما تركتكم، فقد هلك من قبلكم بسبب كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، ولكن انتهوا عما نهيتكم عنه وأتوا بما أمرتكم به ما استطعتم.
  • التقوى والصلاح: يجب على الشخص أن يكون مؤمناً بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر، ليحقق معنى التوحيد.
  • الصبر: عندما يتميز الشخص بالصبر، يكون قادرًا على تعويد نفسه على تحمل ما يكره دون شعور بالضجر، وبغض النظر عن مدى بعد النتائج المتوقعة، فإنه يظل صبورًا ويتعامل مع الابتلاء كأنه جزء من أساسيات الحياة، وأنه لا مفر منه لأي شخص.
  • الأخلاق الحسنة: تعد الأخلاق من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المُقتدى به، وتظهر تلك الأخلاق في طريقة تعامل الشخص مع الآخرين، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتقِ الله حيثما كنت، واتبع السيئة بالحسنة فتمحوها، وتعامل الناس بأخلاق حسنة.
  • عدم التناقض: يجب أن لا تكون أفعال الشخص متناقضة مع قوله، لأن ذلك يفقده مصداقيته، فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: `لقد جئت بالمرء في سماء الدنيا ليلة الإسراء فرأيت رجالًا تُقطَّعُ ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من نار، فقلت: يا جبريل، من هؤلاء؟ قال: هؤلاء خطباء من أمتك`.
  • التواضع: التواضع من أجل الآخرين هو من مكارم الأخلاق، فعندما يتواضع الشخص أمام الناس، بغض النظر عن مكانته، ويتجنب التعالي والغرور، فإن ذلك يجعل الكثير من الناس يقتدون به ويعجبون بأخلاقه وتعاملاته.
  • الرحمة: يجعل تعاطف الإنسان مع غيره من الناس والحيوانات يشعره بألم الخلق، ويدفعه للسعي لإزالة هذا الألم، كما يجعله يتعاطف مع الناس عندما يخطئون، ولا يحتقرهم، بل يتمنى لهم الهداية.
  • قوة الإيمان: إنَّ قوة إيمان الشخص تدفعه لاحترام حقوق الله عليه، والتحرُّي عن رضاه، وتحمُّل المسؤولية في الدعوة إليه، والتزام أوامره، واجتناب نواهيه، والشعور بالفخر بكونه مسلمًا مؤمنًا بالله.
  • الرفق: يحب الناس الاقتداء بالشخص الذي يتعامل معهم برفق ولين، دون قسوة أو غلظة، لأن هذه الصفة هي واحدة من أهم صفات الشخص المُقتدى به.

أهمية القدوة الحسنة

تُعتبر القدوة الحسنة واحدة من وسائل التربية الدعوية التي تتبعها الأمة، وتتجلى أهميتها في ما يأتي:

القدوة الحسنة من أهم وسائل الدعوة

  • إن القدوة الحسنة هي إحدى الأشياء التي تؤثر بشكل كبير على الناس، حيث يقتنعون بصدق الشخص الذي يدعو إلى الخير، وليس مجرد كلام يتردد.
  • وبالتالي، تعد القدوة الحسنة وسيلة مهمة لنقل الفقه والعقيدة وغيرها من أحكام الدين الإسلامي إلى الناس.
  • يجذب السلوك الحسن الناس إلى الإسلام، ويجعلهم يلتزمون به أكثر من أي وسيلة أخرى.
  • اعتنق الكثير من الناس الدين الإسلامي بعدما تجلى لهم القيم الإسلامية في أفعال وأقوال المسلمين الذين دعوا إلى دينهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة.
  • من أهم الأسباب التي جعلت الآلاف يدخلون في الإسلام هي سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أثرت عليهم بشدة كوسيلة هامة للدعوة.

إثبات إمكانية تطبيق تعاليم الدين الإسلامي

  • أثبتت القدوة الحسنة أن تعاليم الإسلام يمكن تطبيقها دون عناء، فعندما يشعر الناس بوجود تلك القدوة بينهم، يتيقنون من أن الالتزام بالعبادات والتحلي بمكارم الأخلاق ليس أمرًا صعبًا، لأنهم شاهدوا مثالًا حيًا أمامهم.
  • لا يمكن للناس أن يقتدوا بشخص يتصرف بأفعال تتناقض مع أقواله، لأنه يمثل قدوة زائفة حذر منها الله تعالى، حيث ورد في سورة الصف عبارة: “يا أيها الذين آمنوا، لماذا تقولون ما لا تفعلون، كبير مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون.
  • حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من القدوة الفاسدة، وأوضح مدى خطورتها على تأثير الناس، حيث قال -عليه الصلاة والسلام-: “لقد جئتُ في ليلةٍ من الليالي، وأنا أُسري بجبريل، فرأيتُ قومًا يُقرَضونَ شِفاهَهُم بمقاريضِ من نارٍ، فقلتُ: يا جبريلُ، من هؤلاءِ؟ قال: هؤلاءِ خطباءُ أمتِك، الذين يقولونَ ما لا يفعلونَ، ويقرؤونَ كتابَ اللهِ ولا يعملونَ به.

القدوة الحسنة تساعد على وصول الفكرة

  • فالنموذج هو أسهل طريقة لتوصيل الفكرة، والذي يُعَدُّ أكثر إيضاحًا من أي كلام يمكن أن يقال، ولن يلتزم الناس بأحكام الدين الإسلامي إلا عند رؤية أحدهم يطبقها عمليًا.
  • يعتبر قدوة الصحابة رضوان الله عليهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الأمثلة على ذلك، حيث قص شعرهم وقطع الهدي بعد رفضهم التحلل من الإحرام في صلح الحديبية. وقد روت أم سلمة قصة ذلك وقالت للنبي صلى الله عليه وسلم: “أتحب هذا؟ اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة، حتى تنحر بدنك، ثم يدعو حلاقك فيحلقك.” فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتحدث مع أحد حتى تم نحر بدنه، ثم دعا حلاقه فحلقه، وعندما شاهد الصحابة ذلك، قاموا ونحروا وقطع بعضهم شعر بعضا.
  • من الأمثلة الأخرى على ذلك، ما ثبت عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استخدم خاتمًا من الذهب، وجعل فصه يقع على الجانب الآخر من يده، وأخذه الناس، فرماه، واستخدم خاتمًا من الورق أو الفضة بدلاً منه.

القدوة الحسنة تشجع الناس على فعل الخير

  • عندما يتفاعل المجتمع مع السلوك الحسن الذي يظهر فيه، فإنه يتم إلهام الأشخاص الذين يقومون بتغيير بعضهم البعض من خلال القيام بأعمال الخير. وهذا يعتبر غيرة محمودة تزيد من حدة الخير في المجتمع.
  • عندما يوجد قدوة حسنة في المجتمع، يتنافس أفراده بشكل إيجابي ويتسابقون في فعل الخير لكسب الأجر والثواب من عند الله.
  • تحفز القدوة الحسنة الناس على زيادة الأعمال الصالحة كنوع من المنافسة لنيل مرضاة الله.

نماذج من القدوة الحسنة

كما ذُكر سابقًا، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم يعتبرون من أكمل الناس وأكثرهم تحملاً ليكونوا قدوة حسنة، ومن بين أبرز مواقفهم في ذلك ما يلي:

  • كان الصحابة رضوان الله عليهم يتقون بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى في الطعام، فقد قال الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه: `ذهبت مع النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى ذلك الطعام، فقرب إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – خبزا ومرقا فيه دباء وقديد، فرأيت النبي – صلى الله عليه وسلم – يتتبع الدباء من حوالي القصعة، قال: فلم أزل أحب الدباء من ذلك اليوم`.
  • في يوم عرفة، دعا عبد الله بن عباس رضي الله عنه أخاه عبيد الله لتناول الطعام، ولكنه أخبره بأنه صائم، فرد عليه بقوله: `أنتم أئمة يقتدى بهم، لقد رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يشرب حليبًا في هذا اليوم، وقال يحيى مرة: أهل بيت يقتدى بهم`.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى