من هم قوم لوط وما هي صفاتهم ؟

قوم لوط هم سكان قرية تعرف باسم سدوم، وهي إحدى القرى التي تقع في منطقة بحيرة لوط، المعروفة أيضا ببحر الميت. وتقع منطقة البحر الميت في الوقت الحاضر على الحدود بين الأردن وفلسطين، وتقع في الجزء الجنوبي من أرض الشام. وبالنسبة للنبي لوط، فاسمه هو لوط بن هاران، وهو ابن أخ نبي الله إبراهيم. آمن النبي لوط بدعوة عمه إبراهيم واتبع منهجه وسنته، ولم يفارقه. كان مشهودا له بالصلاح وكان من المكرمين عند الله. كان النبي لوط يرافق عمه في جميع رحلاته حتى جاء يوم انفصلا، ويقال إن سبب انفصالهما هو عدم تسعير الأرض لمواشيهما معا.

موقع قوم نبي الله لوط :

تؤكد معظم المعتقدات والآراء والتحليلات والدراسات على أن قوم لوط كانوا يعيشون في مدينة سدوم الموجودة في وادي سديم، وكان هذا الوادي يقع على الضفة الجنوبية للبحر الميت. ولكن تم حذف كل آثار هذا الوادي وهذه المدينة من الأرض تمامًا، ويعتقد الجيولوجيون أن سبب اختفاء هذه المنطقة هو وقوع زلزال عنيف جدًا أدى إلى حدوث انهيار في الأرض. ورافق هذا الانهيار عدد من الانفجارات العنيفة والحرائق الكبيرة في المنطقة. ومن بين أهم الأدلة التي تؤكد أن هذه المنطقة هي موطن قوم لوط الذين تم حفرهم هو وجود عدة علامات، مثل النقود الذهبية التي تحولت إلى أملاح الذهب بسبب الحريق. وتشير الدراسات الجيولوجية إلى أن هذا المكان تعرض لحريق عنيف بدرجة حرارة تصل إلى 5000 درجة مئوية، مما أدى إلى احتراق كل ما كان فيه وتغطية المنطقة بالرماد بشكل كامل.

صفات قوم لوط :

إشتهر قوم لوط بعدد من الصفات السيئة، أولها الإنتشار الواسع لصفة الشذوذ الجنسي بينهم وميلهم للذكور دون الإناث، وهي الفاحشة التي تعدُّ من أعظم الفواحش التي تخالف فطرة الإنسان، والتي رضي الله بها عن عباده ولا يرضى بغيرها لمن آمن به.

السمة الثانية لهؤلاء الأشخاص هي قطعهم للطرق، حيث كانوا يهاجمون التجار الذين يمرون منطقتهم ويسرقون القوافل، ولم يكن أحد في أمان منهم.

ماهو سباب إتباع هؤلاء القوم للشذوذ :

كانت أرض سدوم ذات غنى بالمياه والحقول والبساتين والثمار، ولكنهم تعرضوا لقحط شديد في فترة معينة، فاتفق أهل سدوم على منع ثمارهم من المارة بقريتهم، وكانوا يعتدون على الأشخاص الغرباء ويغتصبونهم، ولم يتوقفوا عن هذه الأفعال الفاحشة حتى بعث الله النبي لوط إليهم.

بعثة النبي لوط لقوم سدوم :

• أرسل الله سبحانه وتعالى النبي لوط إلى أهل سدوم بسبب طغيانهم وآثامهم العظيمة، ليريهم الظلمات من النور ويبين لهم سبيل الحق الذي يجب عليهم اتباعه، ولكن هؤلاء القوم عاندوا رسولهم واستكبروا وزادوا في الجحود والفساد والطغيان، وعُرفوا بممارستهم لكافة أشكال المنكر بشكل علني.
• لم يدخر نبي الله لوط جهدًا في محاولة إثنائهم ومنعهم من الفساد والإنحراف وإرشادهم إلى الحق، ولكنهم رفضوا ذلك بشدة، حتى خسف الله الأرض التي كانوا يعيشون عليها كعقاب أشد، وجعل المنطقة التي كانوا يعيشون فيها سافلة. وأمطرت السماء عليهم بالحجارة، ونجا النبي لوط وعائلته الذين اتبعوه من المؤمنين، باستثناء زوجته التي كانت مع الغابرين.

العقاب الذي حل على هؤلاء القوم :

بسبب الآثام العظيمة والمعاصي التي كان يرتكبها قوم لوط، لم يتوبوا عن طغيانهم وعن غيهم، وبسبب ذنوبهم عاقبهم الله بإرسال ملائكته لنبيه إبراهيم ليخبره بأن زوجته العجوز العقيمة سارة ستنجب ابنًا يدعى إسماعيل، ولإرسال الملائكة لإلحاق العذاب بقوم لوط في سدوم.

عندما ذهبت الملائكة إلى بلدة سدوم ونزلوا عند النبي لوط كضيوف، جاءوا على شكل رجال جميلين بشدة، مما دفع بأهل سدوم لمهاجمتهم ومحاولة ممارسة الشذوذ معهم. حاولوا اقتحام منزل لوط وفتح الباب. عندما رأت الملائكة خوف النبي لوط عليهم، أخبروه بأنهم ملائكة وأنه عليه الخروج من هذه البلدة. انصاع لوط لأوامر ربه وخرج هو وأهله، باستثناء زوجته التي كانت من الماكرين ورفضت الخروج. تعرض هؤلاء القوم لعذاب شديد بعد خروج النبي لوط، حيث تم خسف الأرض بهم.

نبي الله لوط بالمسيحية واليهودية :

يذكر اسم النبي لوط في الديانتين المسيحية واليهودية باعتباره رجلاً بارًا صالحًا، ولكنه لم يُذكر باعتباره نبيًا. وهو لوط بن هاران بن تارح، وهو عم نبي الله إبراهيم. سافر النبي لوط مع عمه إبراهيم لأرض حاران، ثم رحلوا إلى كنعان ومن ثم إلى مصر، وعادوا في النهاية إلى أرض كنعان. وحدث خلاف بين رعاة إبراهيم ورعاة لوط، ولحل هذا الخلاف، تم التوسط في الأرض وانتقل النبي لوط إلى مدينة سدوم. في هذه المدينة، كان هناك رجال يرتكبون الفواحش، وجاء الملائكة ليأمروه بالرحيل إلى مدينة صوغر مع أهله، وذلك لحمايتهم من عقاب الله الذي كان سيحل بالقوم الفاسدين في سدوم. وبعد رحيل النبي لوط وأهله، دمر الله قوم سدوم، حيث قلب الملائكة القرية وأصبح عاليها سافلها، وتم إشعال النيران فيها.