من هم المجوس
يقدم هذا المقال في الموسوعة تعريفًا لمن هم المجوس ولماذا سُمّوا بهذا الاسم. يتم استخدام هذا اللفظ لوصف الأشخاص الذين يتبعون الديانة المجوسية، والتي كانت تعرف أصلاً باسم الزرادشتية. وكان اسم الديانة الأصلي مرتبطًا بـ “زرادشت” الذي تأسس الديانة منذ أكثر من 3000 سنة، وتُعد هذه الديانة من أقدم الديانات المعروفة في العالم. يعتقد المجوس أن زرادشت هو نبي الإله الخاص بهم، وأن هناك إلهًا أزليًا يسمى “أهورامزدا”، وهو إله الخير الذي لا يجلب إلا الخير. ويجدر بالذكر أن بعض الناس يعتقدون أن الديانة المجوسية كانت موجودة قبل الزرادشتية، ولا يزال هناك قلة من الناس يتبعون هذه الديانة. وفي الفقرات التالية سنوضح من هم المجوس وما هي ديانتهم.
من هم المجوس
يُستخدم مصطلح `المجوس` لوصف أتباع الدين الزرادشتي، ويعود أصل هذه الكلمة إلى الفارسية حيث كانت تُستخدم ككلمة `مكَوس`. وقد تعددت الآراء بين العلماء حول سبب تسمية أتباع الديانة الزرادشتية بهذا الاسم، فبعضهم يعتقد أنه قد سُمِّوا بهذا الاسم نسبةً إلى شخص يُدعى مجوس، وبعضهم يعتقد أن هذا الاسم كان وصفًا لرجلٍ وصفه بالمجوسية، وبعضهم يعتقد أنها كانت اسم قبيلةٍ من قبائل الفرس، وأخيرًا يعتقد بعضهم أن هذا الاسم يُطلق على الأشخاص الذين يعبدون النار.
المجوسية
تنتشر ديانة المجوسية في بعض البلدان كواحدة من الديانات الوثنية غير السماوية، ويؤمن أتباعها بوجود إلهين في الكون، إله الخير وإله الشر، ويعبدون إله الخير، ويعتقدون بوجود صراع مستمر بين إله الخير وإله الشر، وأن إله الخير سينتصر في النهاية وستقوم الساعة بعدها، وعلى الرغم من أن البعض يظن أن المجوسية جاءت قبل الزرادشتية، إلا أن الأخيرة أضافت بعض معتقدات المجوسية.
عبادة المجوس
تعتمد معظم الأفكار المجوسية على تأثرهم ببعض الديانات الهندية، حيث يعتقدون بتناسخ الأرواح وأنه يتم من الأجزاء النورانية في الإنسان، ويتبعون التنبؤات المستقبلية ويدعون الألوهية، ويؤمنون بأن الرسالات السماوية لا تزال تنزل من السماء ولم تنقطع بعد.
يعتقد بعض المجوس بنبوة النبي عيسى عليه السلام وزردشت، مؤسس هذه الديانة، ويجب الإشارة إلى أن عبادة المجوس تنقسم إلى عدة مذاهب مثل الزرادشتية والمانوية والمزدكية، حيث يعبد بعضهم النار ويعبد البعض الآخر الكواكب.
لذلك فإن المجوس يعتبرون كفارًا ومشركين بالله عز وجل، ولا يُعدون من أهل الكتاب، على الرغم من وجود اختلاف بين بعض العلماء في هذا الأمر، حيث يعتبرهم بعض العلماء من أهل الكتاب وأن الله قد بعث لهم رسولًا، ولكنهم قاموا بتحريف الدين بشكل كامل، ولكن يوافق غالبية العلماء على أنهم من المشركين.
يدفع المجوس الجزية مثل أهل الكتاب، حيث ذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم ألزم المجوس بدفع الجزية، وأمر المسلمين بأخذ الجزية من أهل فارس المجوس، مما يدل على وجوب دفعهم للجزية.
انتشرت الديانة المجوسية بين الفرس والآشوريين، ولم يكونوا موجودين في منطقة الجزيرة العربية في فترة قبل ظهور الإسلام.
المجوس والإسلام
يُحرم في الإسلام الزواج من نساء المجوس؛ لأنهم ليسوا من أهل الكتاب، ولكنهم يُعدوا من المشركين الذين يعبدون أكثر من إله ويؤمنون بالعديد من المعتقدات التي ليس لها أي أساس، بالإضافة إلى اتباعهم بعض الممارسات التي تختلف كليًا عن ممارسات الأديان السماوية، ومن أمثلة ذلك عدم دفن الموتى بل تركهم في الخلاء حتى تأكلهم الطيور.
تم ذكر المجوس في القرآن في آية رقم 17 في سورة الحج، حيث قال تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارىٰ والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة ۚ إن الله علىٰ كل شيء شهيد) صدق الله العظيم.