من هم الخوارج
الخوارج هي جماعات ظهرت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وانحرفت عن الإسلام. ظهرت هذه الجماعات لأول مرة في عهد الخلفاء الراشدين، إذ ظهر الخوارج في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وقام الصديق بمواجهتهم وإعلان الحرب عليهم حتى رجعوا إلى الإسلام مرة أخرى. وعاد ظهور الخوارج في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، حيث أراد أعداء الإسلام تضعيف الدولة الإسلامية بزيادة النزاعات والخلافات والفتن.
• في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ظهرت مجموعة كبيرة من المذاهب والاتجاهات التي تم تحديدها استنادا إلى موقف كل جماعة من الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه. ظهرت جماعة تؤيد علي بن أبي طالب وتنفي حق أي شخص آخر في الخلافة حتى تكفر برسول الله صلى الله عليه وسلم، وسميت هذه الجماعة بالشيعة، وكان هناك من خرج عن طاعته وخرج عن دين الإسلام، وسميت جماعتهم بالخوارج.
• تمتد وصفة الخوارج لأي شخص يشبههم بأنه خرج عن علي بن أبي طالب، سواء من أنكر التحكيم أو شارك في هذه المعتقدات أو من أصدر أحكاما كفرية بحق المذنبين بالكبائر أو من قال إن مرتكبي الكبائر سيكونون في جهنم إلى الأبد أو من خالف الأئمة في أمر آخر، فلا يعتبر من الخوارج.
نشأة الخوارج
• الخوارج هو الاسم الذي أطلقه العلماء على الجماعة التي خرجت على أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وذلك بعد قبوله التحكيم بينه وبين معاوية بن أبي سفيان في موقعة صفين. وقد استمد اسم الخوارج من خروجهم عن علي بن أبي طالب، ولقد تم تسميتهم بأسماء عدة منها: الحرورية والمارقة والمحكمة والشراة. وكانوا يقبلون على كل هذه التسميات باستثناء “المارقة” بسبب اعتراضهم على صفة المروق من الدين. ووصفهم الحديث الشريف بأنهم: “قومٌ يخرجون في هذه الأمة، يحقرون صلاتكم مع صلاتهم، يقرؤون القرآن دون أن يتجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، فينظر الرامي إلى سهمه، إلى نصله، إلى رصافه، فيتمارى في الفوقة، هل علق بها من الدم شيء.
• بخصوص نشأة الخوارج، يعتقد العلماء أن بداية ظهورهم كانت في عهد النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، بعدما اعترض عليهم الخويصري، وهو أول من انشق عن جيش المسلمين بعد معركة تقسيم غنائم الحرب. وبعد ذلك، حارب أتباعه بن علي بن أبي طالب. ويقول أبو سعيد الخدري، رضي الله عنه، إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول “يخرج منهم رجل يملك إحدى يديه أو يملك ثديا مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة المتحركة، ينتفضون من الدين كما ينتفض السهم من الرمية، وسوف يصبحون فريقا منفردا بعدما كانوا جماعة.” وأشهد أن عليا قتلهم، وأنا كنت معهم. وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى “ومنهم من يلمزك في الصدقات.
ما صفات الخوارج
• للخوارج آراء وأفكار غريبة، حيث قاموا بالتبرأ من علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعائشة رضي الله عنها، وعثمان بن عفان رضي الله عنه، وطلحة بن الزبير رضي الله عنه، وابن عباس رضي الله عنه. واعتبر الخوارج أن كل هؤلاء الأشخاص من الكفار، وهذا ما جاء في الحديث الشريف الذي نقله البخاري في صحيحه: “وكان ابن عمر يراهم شرار خلق الله، وقال: إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار، فجعلوها على المؤمنين
• عارض الخوارج فكرة عدم خروج الخلافة الإسلامية عن بني هاشم كما يعتقد الشيعة، وعدم خروجها عن قريش كما يعتقد أهل السنة. وطالب الخوارج بأن يكون لأي شخص من خارج الفئتين حق تولي الخلافة الإسلامية، وطالبوا بأن يكون التحكيم في الخلافة بناءً على الاستقامة والعدالة.
• ويتميز خوارج ومعتقداتهم بوصفهم لكل من يرتكب الكبائر بالكفر، حيث يعتقدون أن كل من يرتكب الكبائر سيصبح خالدًا في النار
• اعتقد الخوارج أن القرآن الكريم مخلوقٌ، وقاموا بإنكار أن الله قادر على أن يظلم، وإنكار اعتماد التشريع والتكليف على أرسال الرسل، وإنكار تقديم الطاعة على العقل، وقد أكَّد رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلهم عن عرفجة، فقال: “مَنْ أَتَاكُمْ، وَأَمَرْكُمْ جَمِيعًا، عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ، يُرِيدُ أَنْ يَشَقَّ عَصَاكُمْ، أَوْ يَفْرِقَ جَمَاعَتَكُمْ، فَاقْتُلُوهُ
المراجع :